العدوان يدمر ولا يحرر!
فهل وجدتم عدوانا قد حرر شعبا وبنى وطنا؟ أمْ أن العكس هو الذي يتحقق؟!
تأمّلوا ما حلّ بدول من حولكم!
عندما تم التطبيل للعدوان، على أنه الوسيلة الوحيدة للتحرير.
فالتأريخ يحدثنا بصوت عالٍ ووضوحٍ، بأن العدوان على أي بلد وشعب، يدفع به إلى الدخول في متوالية الدمار والاقتتال المتواصلة، والتي تزداد شراسة وافتراسا وفتكا مع الأيام. وعدوان الزمن المعاصر، أشد قسوة ودمارا وتخريبا، وأضرارا ومأساةً، من أي عدوان حصل في الأزمان التي سبقته.
وآلة العدوان، أصبحت أكبر قوة وقدرة على إحداث الأضرار الوخيمة بالبلاد والعباد. فالصواريخ التي تنطلق على الأهداف، تقتل العشرات والمئات، بل الآلاف من الأبرياء. وتخلف آثارا بايولوجية وكيميائية ونووية، لا يمكن إزالتها من التراب والأبدان. بل أنها تؤثر في الصبغات الوراثية للمخلوقات كافة.
ذلك أن أسلحة اليوم، ليست من مواد تفجيرية تقليدية. وإنما مصنوعة من مواد نووية وهايدروجينية وكيمياوية، وغيرها من المواد والعناصر ذات التأثير القاتل. وعليه فالذين يرون بأن العدوان على الشعوب والبلدان، الوسيلة اللازمة لتحقيق الحرية والعدالة والديمقراطية، إنما يعبّرون عن أوهامهم وأمراضهم ويأسهم وعجزهم. فالعدوان يصنع كوارثا، ويطلق نوازع النفوس الأمارة بالسوء، ويضع الحجر الأساس لبناء الجحيم الأرضي.
وأي بلد تعرض لعدوان معاصر، فقدَ الخيارات الحضارية. وصار يدور في ناعور الويلات القاسية. ولا يحتاج النهار إلى دليل!!
واقرأ أيضاً:
الحلم الديمقراطي!! / الحل في العقل!! / اللحظة التأريخية المرعبة!! / الأجيج الديمقراطي!!