لؤلؤة تتشوق للإشراق، تبرق في جوف الأوجاع، تنهض من بطن الجرح، تتحدى قهرا مطمورا في القاع، فيض الروح والجنان، نبض الوجد والزمان، ملحمة الصيرورة في قلب الأزل، ورحلة الذات في أعماق الأبد، نار وماء وتراب وسماء، تتنامى في الفضاء.
أهزوجة كونية، وصرخة أرضية، ورقصة روح عارية، على مسارح الأكوان الصافية، بحر لا تشبهه البحار وصوت يسافر في الأنوار، وقوة جذب، لعروش البدايات، وتمام الخطوات، في درب الأخطار.
أنشودة النقاء، والبهاء، ومسلة الرؤى في قلوب الذرات، وأحلام النداء.
تحليق دائب، في آفاق اللامنتهى، وتوحد لذيذ، في دياجير الضوء المتناهي.
طاقة خلق، وفعل مجد، وأهزوجة إبداع، وملحمة تفاعل الأحياء، مع الأحياء، وتزاوج الأشياء مع الأشياء.
محض ابتداء أو فناء، يجذبنا نحو النهايات، يخرجنا من قيود البدايات، يدفعنا بعيدا، في مدار الأمنيات.
يلهمنا معاني الحب السامي، ويطعمنا من شهد العناء والتجلي، ويسقينا من سلاف الأشواق والأمل.
أقوى من الجنون، وأعتى من رياح صرصر يكون، يصنع الحياة، ويلهم النبات، النداء الكامن في قلب البذرات، يدفعها دوما، لامتزاجات الانبثاق، في التربة والماء، يجعلها تتفجر، بطاقات السموق والعلاء، يمنحها حب الصيرورة والعطاء.
العشق الفياض في قلب الذرات، يتحدى قيد التراب، ويمنح الفضاء الأرضي لونا أخضر، ويملأ الأفواه بالأثمار، ويجعل الأطيار تغرد بألحان المجد الرباني، وتسبح لخالق الطير والنبات.
يحضر فينا، يقبّل وجه الشمس، يحتضن الضياء، ويصلي في محراب، الصيرورات المطلق.
لهيب يتحدى الظلام، ويقتل الخمول، ويوقظ الغفاة، من سكرة الضياع والذبول، وهو كون المتعة، وانفجار اللذة، وفيضان الروح، على ضفاف الوجود العطشى، للأمل والحب واللقاء.
فجر الأنوار الروحية، ومعبد الآهات الإمعانية، ومدينة النقاء الإيمانية، ومعلمنا في مدرسة، الصيرورة الإيقانية.
يتوطننا، يسكن فينا، يحركنا، يسقينا من شوق الكون، يدثرنا بنار الفجر، يهدينا آلات الأمر، يجعلنا أطيارا في قلب الطير.
لا يسألنا، يأتينا ممتطيا، حصان الأجوبة السرمدية، حاملا أزاهير المجد العلوية، ينثر فوق رؤوسنا، عطورا من ماء الحرية، يأخذنا لنجمة، تتهادى سكرى بالحب وقرب الكواكب الدرية.
العشق، جواب الأسئلة، المعتقة في أحضان، الأجيال البشرية.
عرش الفقراء والجائعين، وتاج البائسين، وجنة اليائسين، وجهنم الحاقدين.
إكليل على رؤوس المحبين، حلم من أحلام الأنبياء والمرسلين.
كون وأرض، مكان وزمان، منطلق ومنتهى، ورسالة تخترق الأزمان، وتعبر الأجيال وتسافر إلى حيث موطن الخلود الأكبر.
رؤية ما بعد الرؤية، وكلام ما بعد الكلام، وفكرة ما بعد الأفكار، وصرخة لا تسمعها الآذان بل تعيها الأفئدة، وحواس الإنسان المتحرر، من قيد الأرض النمامة.
حب الحب، نبض النبض، جرح القلب، نور العين، يحمينا من أخطار الحقد، ينجينا من أكدار العمر، يهدينا نبضا من نور، يأتينا بالخير الأوفر.
العشق، أن تطوف في أودية الوجدان، وتكون موجة في مياه النُهران، وتلامس قلب الشطآن، وتستشعر لذة الضفاف، عندما تقبلها الأمواج، ويتسرب الماء، في عروق الذرات والأشجان.
إدمان المطلق، وفيه تتجلى آلهة الذوبان، في أكوان الإنسان، وفي أنوار الرحمان.
طوفان روحي، وهياج يقيني، وإمعان في الإمعان، يختزن أشواق الصخور، لقطرة ماء تسقيها، فتطلق ما فيها من أكوان.
ملحمة تفاعل الأحياء والأشياء، على صخرة نائية، من خوفها ورعبها، تدور لكي تصاب بالغثيان، فتنقطع عن الإحساس، بدياجير المجهول السحيقة، صخرة عجيبة، أسمها أرضنا الحبيبة، نعشقها، حتى نتفتت ونكون، هباءا كونيا منثورا، فدعها تدور، إن استفاقت من دوراتها ستنفجر، من شدة الرعب المكنون، وستلقي بما تحمل في كف اللامعلوم، فهل ستستيقظ صخرة لا تشبه الصخور، وهل للأرض عاشق مخبول، يريدها ولا يرغب بمن عليها، لا جواب ....ولكن العشق لا يمكنه أن يغور.
العشق، مأوى الأحلام، بيت الأيام، وقلب الكون الخلاق، ينبض في صمت، يصنع مجد الأشياء، في بحر الكل الخلاق، سر مكنون، بالطيف المدفون، في أحلام الجرح، في برق الروح، ينطلق كالنسر الخفاق، من علياء المجد، يبحث عن معنى ما يعني.
رقصة ذرات الوجد، في أحزمة الضوء، المنشوبة في صدر الفجر، يتغذى من نور يسري في أحشاء الأنات، يبحث عن مأوى، يسأل عن معنى الإطلاق.
مصباح، في أروقة المنى، في رياض الهوى، فوق خيمة التماهي، في قطار الصاعدين إلى عين الأنوار القدسية.
ولولا العشق، لغابت الأحياء والأشياء!!
واقرأ أيضاً:
القوة والسلوك!! / إرادة الحرب وإرادة السلام!! / المحنة البشرية!! / إطلالة على ضفاف الأمل!!