الأمل صناعة إنسانية اجتماعية وطنية.
فالمجتمعات تمتلك المواد الأولية اللازمة لصناعة الأمل، ويمكنها أن تصنع بذات المواد ما يناهضه ويرديه على قارعة طريق الويلات. ولكي تتمكن المجتمعات من الإمساك بأملها، لابد لها من إطلاق طاقاته وتفعيل آلياته.
فالأمل جوهره المحبة والإخلاص والتفاني والتعاضد، والتمسك بثوابت المصالح الوطنية، والحفاظ على سلامة الوعاء الوطني الحاضن لمكونات المجتمع. وآليته أن يكون الهدف مشتركا، والمسيرة ذات عقول تتفاعل لإنتاج الأفكار وابتكار الوسائل، التي تأخذ الناس إلى ضفاف الأمل، وأنهاره المتدفقة في عروق الحياة الصدّاحة بالعطاء والرجاء.
ولا يكفي هذا، وإنما يجب على المجتمعات أن تلد رموزها ومفكريها وقادتها، القادرين على استيعاب مرحلتها وما فيها من القدرات، لاستثمارها في مشاريع الأمل والرقاء.
والمجتمعات الخالية من القيادات المشحونة بالأمل والثقة والإقدام، لا تستطيع أن تنجز مشاريع الأمل.
فالحياة تستدعي طاقات قيادية متفائلة، ذات إصرار على التحدي والإنجاز، والإيمان بالوصول إلى الهدف الوطني المنشود، والقدرة على استنهاض الطاقات الوطنية وتحفيزها واستثمارها، وتوليدها أقصى ما يمكن من الصيرورات اللازمة للحياة الأعظم.
والمجتمعات المشحونة بالأمل تمتلك قيادات ذات أمل دفّاق.
ولا يمكن لمجتمعات أن تصنع أملا إذا كانت قياداتها يائسة بائسة، ذات آليات تفكير سلبي، وقدرات تدمير وتخريب، ومسوّرة بالرعب والخوف والتوجس والشك والمشاعر الأخرى، التي تؤدي إلى اضطراب التصور وضعف القرار، واتخاذها أهدافا ذات تداعيات ضارة بالذات والموضوع.
فالحياة أمل، والأوطان بحاجة إلى قيادات ذات طاقات أمل مطلقة واثقة متدفقة بالتفاؤل والرجاء!!
واقرأ أيضاً:
إرادة الحرب وإرادة السلام!! / المحنة البشرية!! / تعريفٌ بالعشق الفتان!! / العنوان الديمقراطي!!