الشكر عرفان الإحسان، ويدل على الإعتراف بالنعمة وأثرها في حياة الإنسان، وسلوك إنساني رحيم، يعبّر عن المحبة والطاعة والإيمان. ومفرداته متأصلة في أدبيات الرسالات السماوية والدنيوية، كما هو تعبير عن الإمتنان والتفاعل مع طاقات الوجود المتنوعة.
وفي القرآن الكريم عدد من الآيات التي تشير إلى أدب وأخلاق وقيمة سلوك الشكر في صناعة الحياة الفردية والجماعية الأفضل.
"...... أن اشكر لله ومَن يشكر فإنما يشكر لنفسه..." 31:12
"... وقليل من عبادي الشكور" 34:13
" نعمة من عندنا وكذلك نجزي مَن شكر" 54:35
"... لئن شكرتم لأزيدنكم..." 14:7
وفي الأقوال:
"النعمة موصولة بالشكر"
"الشكر نصف الإيمان واليقين الإيمان كله"
قيّدوا نعم الله بشكر الله"
ومن الأشعار:
"الشكر لله شكرا ليس ينصرم
شكرا يوافق ما يجري به القلم"
"الشكر يفتح أبوابا مُغلّقةً
لله فيها على مَن رامَهُ نِعَم"
ومن أمثالنا:
"أشكر مَن أنعم عليك وأنعم على من شكرك"
وبعض المجتمعات لديها عيد للشكر وفقا لطقوس عباداتها، فتشكر ربها على النعمة والفضيلة والرحمة، وأن يُعطي الرب للجميع ما يستحقونه من السعادة والسرور والمحبة والأمن والأمان. ويتركز الشكر على أسس وجواهر أواصر الإرتباط والقدرة على الحياة، كالطعام والمال، والقابلية على العطاء للذين أقل حظا. ففي الشكر تتجسد إرادة المشاركة في صناعة الحياة، وإزديانها بالأجمل والأبهى والأنضر.
والشكر يوجب علينا أن نتصدق بالكلمة الطيبة والإبتسامة، ونمنح الأمل والشعور بالأهمية والقيمة والدور. وأن لا ننسى الذين يضحون من أجل سعادتنا، ونتعلم بأننا سوية، نحقق التقدم والرقاء، ونسعى في إقامة المزيد من الفرص، ومساعدة العوائل المحتاجة. وأن نفكر بأطفالنا، ونضع الحجر الأساس لما يسعدهم، ويمنحهم الفخر والبهجة والقدرة على الإبداع الأمثل.
ومن أصول الشكر التمتع بصحبة الجيران والأصدقاء. فهكذا هي حياة الشكر، وإرادة التشكّر وآليات الإمتنان، لكل مَن يشارك في إضاءة شمعة في دروب الحياة، ويبذر البهجة والسرور في أفئدة الناس أجمعين.
تُرى هل نتخلق بخلق الشكر وآدابه ومعانيه التي تجعل حياتنا أرقى وأجمل؟!!
واقرأ أيضاً:
"يا أمة نهلت من علمها الأمم"!! / مَنطِق اللا مَنطِق !! / طه حسين الروح التي أثمرت!! / التفكير والتكفير!!