قالت: أدركت اليوم وبعد تجربة طويلة، أن الإنسان له دور كبير في سعادته وتعاسته!
قلت: إنها الطاقة الخفية التي ترشدنا إلى ما فينا!
قالت: ماذا تقصد؟
قلت: الإنسان يحقق ما فيه بوعيه أو بغير وعيه!
قالت: هذه فلسفة.
قلت: بل هي حقائق صيرورتنا، وقد عبّرتي عنها بما ذكرتي.
قالت: أنا أتحدث عن واقع حياة وسلوك أيام.
قلت: وأنا كذلك!
فحقيقة ما يدور في عالمنا، أننا نحقق ما فينا في محيطنا الذي نكون فيه، ونراه وفقا لمداركنا المصنّعة في أعماقنا. وما في داخلنا طاقات مؤثرة وفعّالة، ولابد لها أن تؤكد دورها وتعلن عن وجودها، ومشاركتها في المكان الذي وُجدت فيه. والطاقات الفردية الكامنة، تتفاعل مع بعضها، لتؤسس للطاقة الجماعية التي تمتلك قوة تأثير أكبر، تتفوق على القوة الفردية أو تساهم في إطلاقها الأعظم، مما يؤدي إلى بناء حالة قائمة مؤثرة في حياة الجميع.
ووفقا لهذا فأن المجتمعات لها مساهمة كبيرة في تحقيق ما هي عليه من الحالات والتداعيات والقدرات. أي أن المجتمعات تصنع سعادتها وتعاستها، كما يعني أنها المسؤولة عن حاضرها ومستقبلها، وهي التي تحدد مصيرها. وما يجري في العديد من المجتمعات، إنما هو من إنتاجها أولا وثانيا وثالثا، وبعد ذلك تأتي أسباب أخرى أو قِوى وقدرات لها أطماع وطموحات امتلاكية. ولكي تصنع المجتمعات واقعها الأفضل، عليها أن تراجع ما فيها، وتهذبه وتطهّره من مفردات وعناصر التعاسة، والضعف والانحدار إلى حضيض التداعيات.
وهناك الكثير من المجتمعات التي أدركت هذا القانون الواضح الصريح، فتخلصت مما فيها من عوامل التعاسة والخسران، وجددت فضاءات أعماقها، وانطلقت بما فيها من جديد وصالح ومفيد، فتحققت بسرعة فائقة، وتمسكت بشراع صيرورتها الخفاق المنطلق نحو آماد الرقاء.
فلننظر ما فينا وننقي أعماقنا من الأضرار التي لحقت بها وأفقدتها إرادة القوة والحياة!!
واقرأ أيضاً:
طه حسين الروح التي أثمرت!! / سلوك الشكر!! / التفكير والتكفير!! / الانسكاب الحضاري!!