المحبة طاقة معروف، وإرادة تواصل إنساني وارتقاء حضاري، تتوهج في دروب الإنسانية، وتتفاعل مفرداتها الرحبة، لتشمل معطيات الحياة كافة، وتساهم في تنويرها بالفضيلة والقدرة على الصلاح والسلام والوئام، والأخوة والتفاني في صناعة السعادة الاجتماعية والوطنية، وإدامة ربيع البشرية الزاهي المزدهر بالآمال والتطلعات الجميلة السامية.
المحبة قوة التعبير عن الإنسانية، ومنتهى الانسجام مع الرحمان الرحيم، والإدراك الحقيقي لمعاني العبودية والوحدانية، وصدق الإيمان والانتماء إلى خالق الأكوان، العزيز المقتدر المنّان.
المحبة فيض إشراق الإنسان بقلب الإنسان، ووهج الرجاء المنير في دنياه، وبدر التآخي والتبرك بالنعمة والصفاء الخالص المنسكب بطاقة الوداد والحنان. والمحبة جوهر العقائد ونور الأديان.
وفي الأحاديث النبوية الشريفة:
"والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تحابوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا"
"رأس العقل بعد الإيمان بالله التودد إلى الناس...."
"صِلْ بين الناس إذا تباغضوا، وقرّب بينهما إذا تباعدوا"
وفي أقوال رموز الإنسانية:
"أحبب لغيرك ما تحبب لنفسك واكره له ما تكره لها"
"وإذا أحبّ الله يوما عبده ألقى إليه محبة للناس"
إنّ فقدان المحبة وغيابها في أي نشاط بشري يتسبب في تداعيات البغضاء والكراهية، وما ينجم عنهما من ويلات وأوجاع ومعاناة، ذلك أن العقل الواضح الصريح المبين يتفق مع المحبة، ولكي يتحقق عزله ونفيه، ومطاردة تطلعاته الأخلاقية، يتم زرع الانفعالات السلبية وتغذيتها لتستعبده وتشله، فيكون السلوك محكوما بنزعة الكراهية.
فالأشياء ترى وتدرك بعضها، لكننا نخاصمها بحواجز الانفعالات المدججة بأشواك البغضاء، وتروس العزلة والتخندق في ظلمات الضلال والتضليل، وتقديم الآخر على أنه خارج مملكة البشرية، ويجب عليه أن يغادرها. وبهذا نساهم في زراعة التفاعلات الشوكية الجارحة المدمرة للذات والموضوع في ربوع حياتنا، وأفئدة الأجيال التي ستحصد منها بيادر مرارات وآثام وبلايا وخطايا جسام.
وفي عامنا الجديد، يتوجب علينا أن نغسل قلوبنا بسلاف المحبة، وزلال الأخوة، وقطر الوئام والانسجام، لكي نكون ونرقى.
و"القلب المحب يسع الدنيا"
"فليحب بعضكم بعضا"
"وبحسن المعاشرة تدوم المحبة"
وكل عام والقلوب ذات صفاء ووداد وانسجام وتسامي وإدراك لمصلحة الجميع!
ولنعاهد أنفسنا أن لا خصام ولا تخاصم، بل محبة وتفاعل إيجابي وتكاتف أخوي رحيم، ولتفيض القلوب بالمحبة والسلام!!
وتحية طاهرة نقية صافية لأخي الإنسان، وكل سنة والبشرية أرقى إنسانيا وفكريا وألفةً وحلما، والله محبة، وهو السلام الرؤوف اللطيف الودود الجميل الشافي العليم الحكيم!!
واقرأ أيضاً:
الديمقراطية بين التفاضل والتكامل!! / أهداف تتحقق بلا خسائر!! / بندقية كلاشنكوف!! / وعلى الأرض السلام!!