آلة للوزن، لكنه قانون أساسي في مسيرة الوجود البشري، وآلية حضارية تحقق أسباب الصيرورات الإنسانية الأمثل. والميزان فكرة جوهرية في الرسالات السماوية والأرضية وما نضح منها وتحقق. فالميزان ذو كفتين، ولابد من تحقيق التوازن بينهما، أي الاتفاق ما بين الكفتين في الوزن. ولكي تزن لا بد أن تضع عيارا في كفة، وما تريد وزنه في الكفة الأخرى حتى يتعادلا.
هذا في وزن الأشياء.
ترى كيف يتم وزن الأفكار والمعتقدات، وما هو عيارها؟
وكيف نحققه في سلوكنا اليومي؟
فالأفكار مثل الأشياء لها وزنها ودورها في الحياة.
ولكل مخلوق فكرة ومعتقد ورؤية وتصور، فكيف يزن ما عنده وما في عقله وروحه ونفسه وأعماقه الأخرى؟
ألا يحق لنا أن نتساءل؟!
ليس صعبا أن يجد المرء سبيلا للحفاظ على ما فيه وما يحويه، ويبقى متمتعا به في الوسط الذي يكون فيه. فكن ما تكن، واحمل ما تحمل، وما عليك إلا أن تعرف كيف توازن ما بين الذي عندك وفيك، والذي عند غيرك وفيه.
إنها إرادة التوازن، وفكرة التوازن، التي نحتاجها لكي نعيش بأمن وسلام ومحبة وأخوة وقدرة على العطاء.وقد اتبع الإسلام منذ بداية مشروعه الحضاري هذه الفكرة، وهناك آيات تدعو إلى التوازن وتحقيق الألفة الإنسانية.
وبما أن الإسلام دين البشرية، فإن فكرة التوازن من أصل سلوكه، ومن جوهر عقيدته، ولهذا تمكن الدين من تحقيق أرقى درجات التوافق ما بين الثقافات والأجناس البشرية قاطبة.
فلماذا أغفلنا روحية التوازن، وأمعنا في زيادة وزن ما فينا؟!!
واقرأ أيضاً:
بندقية كلاشنكوف!! / ليكن عام محبة!! / وعلى الأرض السلام!! / الاختناق العربي!!