مصر العربية الحضارية الإسلامية التأريخية الإنسانية, الباحثة عن جوهرها وطريق رسالتها وآفاق تطلعاتها, وميادين استثمار طاقاتها وبناء عمارة وجودها المعاصر.
مصر القوة والعزة والكرامة والهيبة والشموخ والصمود, والانتصار والتحدي والتجدد والاقتدار, والفيض الوطني الوهاج المنير المتبصر البصير, الرائد المتميز الأصيل.
مصر السبّاّقة المُبادرة الواعدة الوَلودة, المقتدرة المتفاعلة مع نبضات الحياة, وتطلعات ما فوق أرضها المباركة الغنية الغناء, التي تحولت إلى مسلة عظيمة, سطرت فيها الأجيال ملاحم الابتكارات الألمعية الباهرة.
مصر النيل الخالد, وموسوعة الحضارات وأرشيف العطاءات الإنسانية, التي نقلت البشرية إلى مراحل علوية وفضاءات سرمدية, وعلمتها قواعد وأصول التفاعل الإبداعي مع طاقات الأكوان, فكانت مصر بوصلة الأرض في مسيرة كون متسع بعيد.
مصر ضمير أمة العرب, وصوت الإسلام الأصدق, وبرهان الإيمان الأعمق, الصاعدة نحو حلم حضاري, تحمله كراية مظفرة تتوارثها سيول الإرادات الغنية بقِوى الكينونة والنماء والرخاء والعلاء المجيد.
"مصر التي في خاطري وفي دمي...."
مصر المحبة والأخوة والألفة والضحكة الصافية والنكتة النقية, والتفاعل الاجتماعي الطيب الرحيم, وهي تعبّر عن أخوّتها وعروبتها وعذوبة تواصلها مع الحياة, وكأن سلوكها يتماثل مع جريان النيل الحالم بازدهار اللون الأخضر.
مصر الثورة والثورة والثورة, التي علمتنا كيف نثور, ونتحدى ونصنع رموز مسيرتنا وعناوين إنطلاقاتنا المعاصرة, فهي قائدتنا في القرن العشرين, ولا تزال العمود الأكبر لخيمة المصير العربي, فبها الأمة كبيرة قوية, وبدونها تنمحق قدراتها وتتبدد ثرواتها, وتضيع أجيالها في بيداء الخسران.
مصر العربية الأبية, الحبيبة القريبة إلى قلوبنا, والراسخة بأعماقنا والمغذية لعقولنا ونفوسنا, فمنها تعلمنا معاني الإبداع وسحر الكلمة, وروعة العطاء الفكري والثقافي, فكانت مدرستنا, وستبقى منارة وجودنا وعنوان عروبتنا.
مصر التي ستفتح صفحة حضارية جديدة مشرقة على حاضرها ومستقبلها, وستأسو جراحها وتصون أخوّتها وألفتها ووحدتها الوطنية الاجتماعية, وتتغلب على عوامل فرقتها وأسباب عدم تقدمها.
تحية لمصر التي بها نحيا ونكون وبدونها لا نعرف هويتنا!!
واقرأ ايضًا:
مباركة ثورة مصر العربية/ صورة ثورة...!/ قراءة نفسية في ملحمة الأمل المصرية/ مرسي والكرسي/ آفاق أكتوبرية!!