المجتمعات الصناعية نافعة ومساهمة في بناء أروقة الحياة الأروع. والمجتمعات التي لا تصنع تبدو وكأنها لا تنفع!
فمجتمعاتنا لا تصنع، ولعدم تصريف طاقاتها في الإبداع المادي والاختراع والعطاء الابتكاري، فإنها تعاني من انبعاجات مروعة تستهلك فيها طاقاتها الإيجابية بتفاعلات سلبية تدميرية.
فالطاقات البشرية بحاجة إلى منافذ للانطلاق والجريان، وإلا اختنقت وتأسنت وتعفنت وأحدثت تفاعلات وتبدلات ضارة بالحياة. ولا بد من النظر لهذه المعضلة الحضارية المعاصرة التي تواجهنا، وإلا فأن الأجيال ستتوارث آليات تفاعلية انقراضية وذات درجات خسران عالية. فمن الأفضل لمجتمعاتنا أن تتوجه نحو اتجاهين مهمين في هذا العصر، هما الزراعة والسياحة والبناء.
فالعقول الوطنية بأسرها عليها أن تتفاعل مع الأرض بأساليب جديدة تتمكن بها من توفير الغذاء اللازم للمجتمع، وأن تتعلم كيفيات الاستثمار بالمياه ، وعدم هدرها في البحر. فمياه الأنهار عليها أن تستغل إلى أقصاها، بإقامة الأنظمة الإروائية، ونقلها إلى بحيرات اصطناعية، تساهم في تغييرات بيئية تزيد من المساحة الخضراء فتستجلب المطر.
ويتحتم على مجتمعاتنا الإبداع بالبناء والجمال اللائق بمدننا لكي تجذب السياح إليها، فالمنطقة غنية بالمعالم السياحية ويمكنها أن تستقطب مئات الملايين كل عام، وخصوصا من السياح الصينيين واليابانيين والكوريين والأوربيين.
إن أمام مجتمعاتنا خيار حضاري معاصر واحد لا غير، خلاصته أن تتحول إلى دول زراعية متطورة وسياحية جذابة للسائحين، ولا يمكنها مهما توهمت أن تكون صناعية منافسة للآخرين، لكن القدرات الفردية يمكنها أن تستثمر طاقاتها كيفما استطاعت ورأت. فلابد أن نكون واقعيين في رؤيتنا وتطلعاتنا، لأن القوة في العمل وليس في النفط، وعلينا أن نعمل ونجتهد ولا نيأس، وأن نتحرر من أوجاع الخسران.
واقرأ أيضاً:
قرار أو فِرار؟!! / التفكير الأخضر!! / عدسات الرؤية!! / النافع ينتصر!!