رَهِبَ: خاف
ترهّبه: توعده
أرهبه، استرهبه: أخافه وأفزعه
الترهب: التعبد
الرّحبُ: السعة
مرحبا وأهلا: أتيت سعة، وأتيت أهلا، فاستأنس ولا تستوحش
رحّبَ: أكرم
ورحب به ترحيبا.
في الفيزياء لكل فعل رد فعل يساويه في المقدار ويعاكسه في الاتجاه.
وفي البايولوجي لكل جنين حاضنة، ولكل موجود حي بداية في ظروف مواتية لتخلقه ونمائه، والأرحام حواضن العديد من المخلوقات ومنها البشر وكذلك الأحضان. ولكل حالة فاعلة هناك ظروف وعوامل مرحبة وعناصر تمدها بقدرات البقاء.
وفي علم الحشرات، أخطر حشرة وأكثرها إرهابا هي البعوضة، لأنها تقتل الملايين كل عام بلسعاتها المتسببة بأمراض الملاريا والحمى الصفراء وغيرها.
ومقاتلة البعوض ما قضت عليه، ومن المعروف أن البشرية قد سعت إلى ردم المستنقعات لأنها مواطن البعوض وحواضنه، وقد قللت من أعداده وجففت منابع تكاثره. فأساليب تحجيم نشاطات أعداء الحياة يكون بالتوجه نحو حواضنهم وأماكن ترعرعهم، ومحاولة تقليل فرص الحياة فيها.
وهذا ينطبق على ما نسميه بالإرهاب، والذي صرنا نختصره بالإرهاب المسلح وحسب، ونتغافل عن أنواع الإرهاب النفسي والفكري والثقافي والعقائدي والاقتصادي والاجتماعي والسياسي.
ورهن البشر وأسره بالحاجات اليومية وبالجوع والفقر والعوز، ووضع الأطفال في مدارس لا تصلح كزرائب للحيوانات.
وتخريب البيئة والقضاء على الجمال وروافد الفن والمحبة والألفة والأخوة والأمل. إضافة لإرهاب الجور والحرمان والتعسف والمحسوبية، والطائفية والعنصرية والفئوية والتحزبية، وغيرها الكثير من السلوكيات القاسية، التي نتجاهلها ونركز على الإرهاب المسلح الذي ولد من رحمها. فهذه حواضن الإرهاب وهي الهدف الحقيقي لمن يريدون بصدق مكافحة الإرهاب المسلح.
أما أن يكون التركيز على المواجهة المسلحة مع الإرهاب المسلح فحسب، فإن ذلك سيتسبب في تنمية أسبابه وعوامل ومسوغات زيادته، وهذا ما أثبتته التفاعلات القائمة على مدى عقود.
فهل يمكن القضاء على البعوض بمقاتلته بالسموم وإهمال المستنقعات التي يتكاثر فيها؟!
إن ما يجري في واقعنا الأليم يؤكد اضطراب الرؤية وانحراف التفكير، وقد يكون سلوكا مقصودا.
أي أن هناك آليات ترحاب بالإرهاب واستثمار في نشاطاته وتفاعلاته من قبل أطراف عديدة، تمده بالطاقات والقدرات اللازمة لديمومة سلوكه المسلح. وهي تتغافل عن أنواع الإرهاب الأخرى، بل تساهم في زيادتها وتأثيرها في توليده. وعليه فإن البشرية لابد لها أن تعيد النظر بتفكيرها ووسائلها المناهضة للإرهاب، فما يحصل من الواضح أنه يصب في مسيرة الاستثمار في الإرهاب، وهذا سيتسبب في تداعيات خطيرة ومرعبة.
فلتتوجه الجهود لمواجهة الإرهاب الحقيقي والتحدي المصيري، المتمثل بالفقر والجوع والحرمان والفساد والظلم والقهر والتهميش، وفقدان قيمة الإنسان وإلغاء دوره، وانعدام القانون وغياب الدستور الصالح النافع للمجتمع، فالجور أكبر حاضنة لكل سوء!!
واقرأ أيضاً:
طائرة عباس ابن فرناس!! / ألهاكم التناحر!! / الفردية تحكمنا!!