لا فرقَ في أحوال موتانا، وقتلانا جميعاً
هؤلاءِ كهؤلاء،
ولا جدالَ على الفناء ..
فهُم كما قتلوا فقدْ ماتوا،
وهُم أمواتُنا القتلى،
وهم قتلى وأمواتٌ ..
فقُلْ في القتلِ موتٌ كاملٌ،
والموتُ قتلٌ كاملٌ ..
لا فرقَ في أحوالِهِم، لا فرقَ،
قُل ، بَلْ كلُّهُم قتلَى وموتَى كلُّهمْ ..
قتلٌ رحيمٌ مثلُ موتٍ غادرٍ،
قُلْ ، والبديلُ هو المثيلُ ..
إنَّ الشهيدَ كعامَّةِ الموتى قتيـلُ
تتعدّدُ الأسبابُ فينا
والنتيجةُ مُفردَةْ
قُلْ والوسائلُ والوسائطُ شاهدةْ
والموتَ واحدةٌ طريقتُهُ،
وتَبقى واحدَةْ :
يأتي يَـمَسُّ فلا نكونُ،
ولا يُبالي
لا يُبالي منْ نكونُ،
وما وراءَ وقوعِنا في فَخِّهِ،
وخضوعِنا ( لوْ كارهينَ ) طواعيةْ
وصفاتُنا في حضرَةِ الموتِ العظيمِ سواسيةْ
قتلى كسفّاحينَ
في أسرى شباكِ الموتِ موتى،
والعجائزُ كالصغارِ
على سواء صراطِهِ الحتميِّ موتى ..
أو فقُل ، والكلُّ موتٌ لا يُبالي
لا يُبالي كيفَ تتَّفقُ الوقيعةُ،
كيفما اتَّفَقَتْ ..!
فحقنةُ أوكسجينَ كطعنةٍ في القلبِ /
مقصلةٌ كمشنقةٍ، /
وقنبلةٌ كفيروسٍ خبيثٍ، /
طلقةٌ في الرأسِ كالغرقِ المحيطِ،/
وعضَّةُ الأسدِ الأخيرِ كثورةِ البركانِ، /
والعطشُ المُدمِّرُ كالسمومِ على الموائدِ حُلوةً وشهيَّةً، /
وجفافُ حَلْقٍ من مرور الخوفِ كالإعصارِ ..
قل ، والكلُّ موتٌ لا يُبالي
لا يُبالي الموتُ بالوقتِ الذي يأتي،
ويأتي وقتَما يأتي الذي يَقتاتُنا
يوماً فيوماً ، ساعةً في ساعةٍ ..
ودقيقةً بدقيقةٍ يحبو، وثانيةً وثانيةً،
ويأتي وقتما يأتي فيعصف بالعبيد،
ومَنْ يُبارزُهُ !
وهُو هوَ مَن هوَ الجبَّارُ في كُلِّ الجهاتِ،
وصاحبُ الأرضِ الوحيدُ بلا مُنازَعةٍ،
ورمزُ النصرِ في كلِّ المعاركِ،
والحقيقةُ لا تُخالطُها الشكوكُ،
وأولُ الدنيا وآخرُها ..
فقُل هوَ مَنْ هوَ الموتُ الذي يَقضي فيُقضَى.
أيمن ثابت
واقرأ أيضا:
أودعكم / اختصارات / مبعثرات تبحث عن وطن / ضحكة بايشة / إيناس / وصية الشهيد مابعد الأخيرة / لك كل العتبى