أحترم مشاعري وأنا أقرأ الأخبار مضطرا في محاولة لمواكبة أحوال بلدي أولا، ومن ثمَّ: أحوال خلق الله في أرض الله، وقد تصورت أنه قد يكون مفيدا بين الحين والحين أن أدعو القارئ أن يشاركني بعض ما يدور بذهني ووجداني حول بعض أخبار مما أقرأ، وإليكم عينة مما وصلني مؤخرا: صباح السبت 26 إبريل 2014، من أخبار، وما تلاها من تداعيات
الخبر الأول:
إفراج أمريكا عن طائرات الأباتشى لمصر لم أفرح، ولم أرفض، واعتراني الشك المعتاد في تصرف هذه الدولة الغنية الغبية، فأنا أقيس تصرفاتها بعلاقتها بإسرائيل أولا، ثم بالدولار ومحاولة فرضه على العالم، ثم إني أحيانا أقرأ حجم ديونها ولا أفهم شيئا، وأخاف من تحريكها مخابراتها لتأليب الناس على بعضهم البعض لصالح مصالحها، وهذا الخبر، مع أنه قد ينتفع به رجال أمننا وجيشنا في مهماتهم الشريفة لحمايتنا، إلا أن توقيت الإفراج، والشروط المعلنة، والشروط الخفية المحتملة، وعلاقة هذه الأمريكا بإسرائيل جعلت مرارة بشعة تتخلل قبولي له، لكنها لم ترتفع لتبرر مزيدا من الشكوك في الكرم المسموم لدرجة أنني لم أتمنَى الرفض، لكن مثلا صفيق يقول: "اللي ييجي منه أحسن منه"، فطردته، فقفز مثل آخر –أكثر قبحا –يقول: "خد بنت الندل وخاصمه"، لا والله العظيم لم أقصد الخصومة طبعا، نحن في عرض أي صديق، مع الحذر المناسب!!
الخبر الثاني:
عاد إلى القاهرة الجمعة 25 أبريل اللواء محمد فريد التهامي مدير المخابرات العامة المصرية قادما من الولايات المتحدة الأمريكية بعد زيارة استغرقت عدة أيام التقى خلالها بعدد من المسئولين على رأسهم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري".............."، وبحث مدير المخابرات العامة المصرية، والذي وصل على متن طائرة الخطوط المصرية القادمة من ميونخ، مع جون كيري في واشنطن سبلَ التنسيق ودعم التعاون بين البلدين".
التعقيب:
أخذت أطرد من فكري أسئلة لحوحة مثل: سبل التنسيق والتعاون: في ماذا يا ترى؟ هل نحن ما زلنا ننتظر الإذن؟ أم أننا كبرنا وانتهت الوصاية؟ وهل يفهم رجال مخابراتهم أنه يمكن أن تنشأ سبل تعاون جديدة، بحق حقيقي، خاصة بعد أن يتولى رئيس جديد، حكم مصر الجديدة؟؟
فلا أنا أجبت عن الأسئلة، ولا هي توقفت.
ربنا يستر
الخبر الثالث:
ظهرت اليوم (السبت أيضا) عمليات تصويت أعضاء الجمعية العمومية لنادي أعضاء هيئة التدريس بجامعة القاهرة، لانتخاب ثلث أعضاء مجلس إدارة النادي، بدلا ممن انتهت مدتهم، وذلك بعد أن أغلقت الجمعية مدة التسجيل، بعد مدها ساعة حتى الثالثة عصر اليوم، لعدم اكتمال النصاب القانوني، وصل عدد الناخبين حتى غلق باب التسجيل اليوم الجمعة، 183 ناخبا من أعضاء هيئة التدريس من بين 11105 ممن يحق لهم التصويت، وبالتالي اضطرت الجمعية لإجراء الانتخابات بطريقة 20+1 بدلا من 50%+1.
التعقيب:
شعرت أنه من حق أي مواطن أن يرفع يده بأية إشارة، مهذبة طبعا، من أول رفع الإبهام وحده، بمعنى "مية مية"، أو "برافو عليك" أو "عشرة على عشرة" أو حتى "ميت فل واربعتاشر"، حتى رفع السبابة والوسطى منفردين معا: بمعنى النصر، سواء كان يقصد: "انتصرنا" أو "ندعو لك بالنصر"، فلماذا كل هذه الحساسية في مواجهة بسط الأربع أصابع مع ضم الإبهام؟ هل يا ترى حاول من يعترض أن يترجم معنى هذه الإشارة ، وهل حاول أن يقرأها مختلفة في كل موقف، وفي كل موقع، عن الآخر، مهما كان الاختلاف يسيرا؟ هل وصله مثلا معنى "نحن ما زلنا هنا"، أو قرأها تقول: "سوف نخربها حتى لو لم نجلس على تلها"، أم غير ذلك، أعتقد أن بعض المصابين بهذه الحساسية لهذه الإشارة يقرأون منها ما يفيد أن: "الإرهاب هو الحل"، بدلا من "الإسلام هو الحل". أنا ليس عندي أي اعتراض كمواطن على من يرفع يده كيف شاء لتقول للمتلقي ما يصله على مسئوليته، وعلى المعترض بدلا من تزايد حساسيته هكذا أن يتقدم باقتراح مشروع قانون يمنع استعمال شارات معينة، أو ربما كل الشارات (إلا للصّم البكْم)، وساعتها نحيل إلى القضاء أي مخالف، لا أكثر ولا أقل.
بالنسبة لي شخصيا، توقفت عند صفة من رفع هذه الشارة في هذه المناسبة، وأنه زميل عضو هيئة تدريس في جامعة مصرية، ولم أرفض فرحه بنجاحه حتى لو كانت الأغلبية هي 183 من 11105 تطبيقا لمبدأ قانوني يقول 20+1 بدلا من 50-% +1 (والله ما ني فاهم حاجة!)، توقفت مندهشا كيف قرأ الناجحون هذه الأرقام، وهل تأملوا دلالتها بدرجة كافية حتى تعمهم الفرحة هكذا؟ فرحة بماذا؟ لماذا؟ هم أحرار، وزملاء، وهذا حقهم، لكن يا ترى: ما هي علاقة هؤلاء الناجحين (ألف مبروك) بما يجري في الجامعة هذه الأيام، ومنذ شهور، هل يحق لواحد مثلي أن يأمل أن يكون لهم دور فيخرجون إلى أبنائهم الطلبة وبناتهم الطالبات، يرفعون علامة رابعة، وهم يقودونهم إلى المحاضرات لحين يتواصل التغيير بطريقة سلمية، ليتحقق ما يريدون بالشرعية الجديدة، أو الشرعية المعدّلة، أو الشرعية المستوردة، أو ربما نبدع أو يبدعون شرعية مبتكرة تصلح لكل المستويات حتى للانتخابات الرئاسية، وأن تكون بنظام 30 رابعة زائد 52 اتحادية ناقص 15 ماسبيرو، ومن يكسب يتحمل مسئولية مكسبة أمام الله؟
"رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ".
اليوم السابع: الأحد: 27-4-2014
نقلا عن موقع أ.د يحيى الرخاوي
اقرأ أيضا:
نادين شمس: شاعرة تكتب قصيدتها الأخيرة / نحن لا نفقد الأمل، ونواصل السعي، والله المعين / آلام التفاؤل ومسؤوليته