إنت مربي دقنك ليه ؟
لا أعرف لما خطر لي هذا الاحساس ، أن شعاع الشمس المتلصص من فتحات شيش النافذة فيغرفتي الصغيرة بمدينتي الراكدة بعمق الصحراء، كان أجمل شعاع في الدنيا.
ربما لأنه كان يكشف لي عن تلك الدقائق الصغيرة في الهواء تداعب فراغ الغرفة، و عندما أحاول لمسها أو قبض بعضا منه يلوذ بالفرار بمرونة فائقة، كانت تلك الدقائق تشاركني حياتي دوما، في الهواء من حولي في رئتي، في دمي، في دراستي، في كآبتي ....
ولا أدري لم عنَّ لي هذا الخاطر، وأنا أنظر إلى وجهها الصغير الفاتن، ربما هو يذكرني بالشمس (يبدو هذا بسيطا فالأمر أعقد من ذلك بالتأكيد) أو ربما هو ميلي نحوها، _ لم لا أصارحها بذلك؟ _ الذي يتسرب حثيثا إليَ مثلما تفعل دقائق الهواء تلك في غرفتي
أدركت أخيرا أن هذه الخواطر قد عطلتني عن إجابة سؤالها، حينما كررته بصوت أعلى
انت مربي دقنك ليه؟
قد تكون فرصتي لمفاجأتها بحديث طويل عن ذاتي وعاداتي، ومن الممكن أن أظهر لها بعض مشاعري، فمثل هذه الأسئلة أدرك أنا ما وراءها من اهتمام مستتر يتخفى خلف ستار من التردد، و قد يكون كل ذلك وهما..
- عادي..
هكذا فاجأتها برد مقتضب، أنهي المحادثة سريعا، مشيت مسرعا، لم ألتفت ورائي لأرى نظرة الإخفاق في عينيها، لم أحب أن ألحظ ذلك الضيق يتسرب إلى قلبي، أودعت العقل كل الكلمات التي لم أقلها، اشتقت لدقائق الهواء بغرفتي البعيدة بمدينتي المنسية، ربتُ على كتفي قائلا: خليها المرة الجاية أحسن
واقرأ أيضاً:
رؤى الهامشي/ وجوهٌ شتي !! / عسى..يا عَسى! / سببٌ مَبْـحُـوح ! / من يشهدُ للعاشق؟؟؟