في المرحلة الإعدادية درست في مدرسة علي عبد اللطيف الإعدادية _ ميدان سيمون بوليفار .. المناضل الثوري في أمريكا الجنوبية, والتي سأهيم بها حبا بعد ذلك. وحيث يقع مسجد عمر مكرم الذي خرجت منه جنازة حليم وأنا طالب في إعدادي_ كده ممكن تخمنوا عمري بس على كل حال أنا كنت أصغر من كل زملائي بعامين، ولكم أن تتصوروا أنهم كانوا يعيشون في لظى البلوغ وهرموناته .. وأنا كنت لسه في مية البطيخ!!
كان عندنا مدرّسة موسيقى مهتمة جدا .. بس برضه لكم أن تتخيلوا اللي كان بيحصلها من مراهقين أهم حاجة في حياتهم -ساعتها- اكتشاف العادة السرية، وتغيرات أجسامهم، ومعاكسة بنات المدارس المجاورة، وقليل من المذاكرة!!
موسيقى إيه بقى، وبتاع إيه!!
الست كانت دؤوبة بشكل غير عادي وكانت ممتلئة ونشيطة،وحاولت كثيرا، وأنا كنت متفاعل ومهتم بمحاولاتها، ربما استكمالا للمجد القديم في ابتدائي .. لكن هيهات .. وسط شلة المراهقين اللي كلهم حافظين مسرحية مدرسة المشاغبين .. اللي كانت ما تزال شغالة في المسرح .. وجايين يطبقوها في المدرسة!!
في البيت كمان .. لم يكن هناك اهتمام يذكر بالموسيقى .. أنا بس تقريبا اللي كنت مهتم جدا بحليم وأغانيه ومتابع حفلاته حتى من أيام ابتدائي ووصلني من وقت مبكر جدا .. حساسيته والروح العامة في طريقته، فاكر في ليلة لا أنساها لما كل اللي في البيت ناموا، وأنا اللي صمدت عشان أتفرج على حفلة حليم اللي غنى فيها لأول مرة فاتت جنبنا، صمدت بالعافية لغاية ما خلص آخر كوبليه، و كنت بنام على روحي، وكل ما أسقط من التعب أروح ألطش وشي بشوية مية عشان أفوق. بعدها دخلت نمت .. وزعلت قوي تاني يوم لما عرفت إنه بعد موجز الأنباء غنى كمان أي دمعة حزن لا!!
ما زلت أحب أغلب أغاني حليم و صوته .. وإن كنت بقيت مش حابب موقفه السياسي كمطبلاتي لنظام أفسد كثيرا، وأسهم في الحضيض الذي نحن فيه!!
إذن .. في المرحلة الإعدادية .. الموضوع كان هكذا .. شوية موسيقى في المدرسة وسط ملحمة البلوغ الجماعي الصاخبة .. وعبد الحليم من آن إلى آخر ولم أهتم بالبحث عن بديل .. بعد موته!
واقرأ أيضا:
نسيم النفحات/ عن التغيير