الأطباء الاعزاء في موقع مجانين,
جزاكم الله خيرا عن الجهود التي تبذلونها وأتم الله نعمه عليكم وعلينا ووفقكم لما تحبون ويحب.
لقد لفتت نظري وبشدة مقالة للدكتور أحمد عبد الله باسم الزنا, ووجدت نفسي بها وكأنني كتبتها أنا عن نفسي وعن من حولي.
ها قد شارفت على الثلاثين من غير زواج ولم أخض أبدا علاقة عاطفية أشبعت ما في نفسي من حاجات أو عواطف ولم أعش وسط عائلة تحتويني فكانت طفولتي ومراهقتي ونضوجي كلها فترات ناقصة وقاسية وأحيانا قاتلة وبها فجوات أثرت على نفسي وقلبي بما أطيق وأحيانا بما لا أطيق ومرضت بالصداع النصفي والعنقودي لمدة ثلاث سنوات متواصلة وكانت من أسوأ أيام حياتي, لم يهتم أحد بي حتى أمي وبعد أن شفيت مررت بمرحلة نفسية سيئة جدا لسنوات, كنت أسير في الشوارع وأبكي ولم يمر يوم من غير بكاء, دائما تائهة وضائعة ووحيدة وفي وسط كل هذا _ بعد قراءتي _
أظن أنني عانيت من الاكتئاب الجسيم ومررت بمراحل نفسية مختلفة جدا, ولست هنا بصدد طلب استشارة إذ أني سبق وفعلت ونصحتموني بمراجعة طبيب نفسي لكن عادة التدمير الذاتي والإنكار لدي قد تغلبتا لفترة طويلة ولكنني في النهاية فعلت واستمريت فترة العلاج السلوكي فترة 3 سنوات تقريبا اكتشفت بها عمق الجهل الديني والنفسي والاضطراب الذي أوصلني لما وصلت إليه وكذلك حب الكمال والمثالية والتكبر على الفطرة, لقد رأيت نفسي كما لم أفعل من قبل, رأيت النفاق والاضطراب والأخلاق المصطنعة والأفكار المشوشة على حقيقتها,
كنت من قبل قد جاهدت نفسي كثيرا ألا أقع في الزنا أو أقيم علاقة طبيعية مع أي شخص ما ولم أوفق حتى بأن ألتق بشخص به الخير كما يقال, كل من تعرفت عليهم في حياتي طلبوا مني بعد اللقاء الأول أو الثاني أن أقيم معهم علاقة جنسية يجتمع في ذلك الملتزم وغيره حتى ظننت أن خطأ ما بشخصي قبل أن أعرف أن هذا هو مجتمعي الفاضل بمن فيهم أنا, وقد اكتشفت لاحقا أن اعتكافي ذلك لم يكن رسوخا في الإيمان بقدر ما كان خوفا وجبنا وضعفا وهروبا وبين رغباتي وحاجاتي المتزايدة والحرمان المتعدد الأشكال والأنواع الذي اختبرني الله به لحكمة لا يعلمها إلا هو
وتساءلت عنها كثيرا حتى أظن أنني وصلت لدرجة الكفر في قلبي رغم التزامي بالتكاليف الشرعية بقدر ما أستطيع ظاهرا واضطراب مفهوم الالتزام ككل لدي والرضا بقضاء الله رغم محاولتي الدخول في جماعات متدينة لحل مشكلتي مع الإيمان ومن أنا وغير ذلك وجدت نفسي ومعالجي الذي لا أنزهه ولكني لا أظنه أراد بي إلا خيرا, يدفعني لأستمر بعلاقة بدأتها مع شخص ما ولسوء أو حسن حظي ولغرابة ما أمر به دوما اكتشفت أن هذا شخص متزوج وبدون أولاد ومن عمري تقريبا ولديه هو الآخر مشاكل خاصة به, معالجي نصحني أن أستمر واعتبر هذه العلاقة علاجية فقط وكانت منفسا لتفريغ رغباتي العاطفية والجنسية لحد ما.
ما اكتشفته عن نفسي قرأته في المقال لديكم, أن باب الحرام مفتوح لي ولذلك الشخص وباب الحلال مغلق وموصد ولم تنفع كل أيام التهجد والتوسل والبكاء والذهاب لبيت الله الحرام بفتح ما أغلقه الله بارادته وكان لسان حالي يقول لقد زهدت ما استطعت وهذا حدي فليغفر الله لي, وكنت أقولها واثقة جدا مطمئنة, انتهت هذه العلاقة بعد أربع لقاءات حميمة لا أكثر ولكنني بعد عام منها أأكد لكم أنني بأحسن حال ونفسيتي بأفضل ما مرت به منذ سنوات وقل تفكيري بالجنس على نحو إيجابي وارتفعت توقعاتي عن العلاقات وصرت أفضل وأقوى على خوضها وأكثر تحديدا لما أريد من الرجل بدون أن أنكسر أو أضعف أمامه ولا أعرف ماذا حصل داخلي بالضبط.
وللآن لم أتزوج ولم يفتح ما أغلق بالحلال ولكن كنت في الماضي أهتم بأخلاق مصطنعة وأحمل نفسي كذبا أخلاق مريم العذراء وأحتار حانقة ومخنوقة بين هذا وذاك ولم أفهم واقعي حق فهمه ومرضت روحي بما أضفته عليها من عبء, والآن كلما أحسست بالحرمان أقول لنفسي أنني إذا أحسست بالضيق سأدخل بعلاقة محرمة, وقد يقول قائل ما هذه الجرأة على حدود الله وإن كنت لم أفعلها مرة أخرى بهداية الله لكن من لم يفعلها ويشغل دور الحكم في المجتمع هو باختصار إما منافق أو أن الله لم يضعه في اختبار يقيس نفسه وإيمانه به,
فها أنا أجلس بين أشخاص حباهم الله بالسعادة من حيث لا يدرون بعائلة وزواج سعيد وظروف مواتية فهم حتما لا يفهمون أن يمر من العمر ثلاثين عاما بلا عناق دافئ ولا يعرفون أصلا معنى أن تمرض لسنوات وتسهر الليالي تقاسي الألم من غير أن يفكر أي أحد من أفراد عائلتك أن يسألك ماذا بك على الأقل وبعد مراجعات معدودة للطبيب تصبح المشكلة بدلا أن تكون بحث أمك عن علاجك كما يجب لأي أم تحترم نفسها وابنتها, أنها لن تدفع الكشفية.
إذن فحاجتي للجنس كان بها الكثير من الاحتياجات العاطفية فلا أجد نفسي أخذت شيئا من الدنيا بل حرمان بحرمان, وأحيانا أتساءل هل أنا حقا أستطيع أن أتزوج وأحب وأقدم لشخص ما حرمت منه بما أنني لست من أتباع نظرية من ينطفئ كالشمعة ليضيء درب الآخرين, أريد من يضيء دربي وقلبي.
إضافة إلى هذا كله أصبح الزواج عبئا نفسيا لي قبل حدوثه فمثلا الشاب الذي عرفته وكان متزوجا وقتها ويعاني من عدم التوافق وانعدام الانسجام وأصبحت العلاقات غير المشروعة بعد 3 سنين من الزواج هي الحل وإن كانت علاقتنا استمرت فترة قليلة إلا أنه طلق زوجته بعدها, إذن ها هو الزواج مأزق آخر للوقوع في الحرام, ورأيت نفسي كفتاة يحكمها الكثير من الحرمان والحاجات والرغبات ولديها الكثير من الآمال المعلقة على شيء قد يحدث وقد لا يحدث, وأصبحت مقولة الزواج ليس كل شيء تؤرقني, بالفعل ليس كل شيء هو الزواج, لكن ذلك الشيء الذي يوترني ويقض مضجعي آخر الليل كيف سأكفيه إذا لم يكن بالحلال الذي هو الزواج؟؟؟
وبين الحلال والحرام ها أنا يا سيدي أتوجه إلى الله أن يهديني ويرزقني ما يحب لعباده الصالحين ويكفيني شر نفسي بالحلال وكنت أحيانا أسأله أن يخرج هذه الرغبة من نفسي إن لم يكتبها لي وفي نفس الوقت أسامح نفسي كما لم أفعل من قبل بتقبلها الحرام والتفكير به كأنه تحصيل حاصل لا مفر دونه وأقول ربما جنونا أو قنوطا أنني فعلت ما أقدر عليه لأتزوج وأخذت بكل الأسباب كفتاة وإن كانت الطرق موصدة أمامي فأفضل أن أفعل الحرام على أن أدخل في دوامة الاكتئاب التي دخلتها منذ طفولتي وبكل فترات حياتي لأسباب مختلفة حتى وصلت لما أنا به الآن وأقول إن أراد الله لي الحرام فهو لم يكن يريدني ولم يقبلني يوما وها أنا أشعر بالراحة بعد أن حاولت قتل ذلك الإحساس بتأنيب الضمير والشعور بالذنب وأقول أن الله يعرف مرض روحي فسيغفر لي حتما.
ها أنا أحدثكم من قلب الحدث وبما حدث وإن نقص شيء في فهمكم لي فهو نقصي في التعبير لا أكثر, لم أعد أتابع المواضيع الدينية ولا الحركات ولا الجماعات ولا أي شيء من هذا القبيل, لم أعد أفكر بالجنة ودخولها ولم أعد أفكر بالحلول الإلهية أكثر على الطريقة الصوفية كما كنت أفعل, كل ما أريده الآن هو نفسي وأن أشعر بالسعادة, بعضهم يقول البعد عن الله ليس طريق السعادة وأنا أقول وكذلك القرب, ونحن لا نعرف بجهلنا هل اقتربنا إلى الله أم ألهينا أنفسنا بما لا نطيق وفهمنا وجودنا في الكون والعالم والحياة فهم خاطئ قد يوردنا المهالك, وسخفنا الغرائز وقتلناها بأنظمة اجتماعية لا تتوافق مع الفطرة, أعود فأذكركم أن معظم من عرضوا علي علاقات غير شرعية سابقا كانوا ممن يسمون ملتزمين ولو اجتمعت الملائكة والشياطين على أن تقنع محيطهم بما هم فعلا فلن يصدق أحد, أقول هذا ولا أنزه نفسي طبعا, فربما مروا بما مررت به وكل على طريقته.
والآن أصبح لدي تصور غير طهراني عن الله وبأنه عليم وغفور ورحيم فيعلق على بعض أقاربي بقولهم أن هناك شخصا متحررا وليرباليا يظهر وربما هي أصولي الأوروبية كما يقولون متهكمين, وربما قد أبدع الأوروبيون بفهمهم لأنفسهم ووصلوا أعلى مراحل الراحة النفسية والتوازن بفكرة قد تكون خاطئة من منظورنا الديني لكنها متوازنة ككل من منظورهم.
أرجو أن أكون قد وفقت بمشاركتي وإن كنت أريد بها إلا مساعدة نفسي ومساعدتكم بصفتي فرد في المجتمع الذي تحاولون فهمه والله من وراء القصد.
ويتبع>>>>>>>>>>>> : المجدلية والطب النفسي تعليقا على الزنا مشاركة
اقرأ أيضاً:
كيف نعيش جنسياً؟! تقرير بناتي- مشاركة / الجنس في حياة الفتاة العربية! / الاستغلال الجنسي للطفلة: التحرش الجنسي / من يعلم الجنس لأولادي !؟
التعليق: أوصد باب الحلال ففتحت أبواب الحرام ... من قال بأن الحلال سهل ؟؟ وهنا تكمن جمالياته وروعته, الحلال بأن تكوني سحابة طاهرة لم تجهضها يوماً شهوة أو حاجة .....
ومتى سقطت تلك السحابة من السماء ستمرغ بالأرض وتبقى آثمة .... ولو دفعت كل ملايين الدنيا لا تستوي الطاهرة بالفاجرة ...فاختاري ما أنت فاعلة ؟؟؟
تجوع الحرة (الحرة) ولا تأكل بثدييها ...فأي حاجة تتحدثين عنها توازي فتات قوت يسد الرمق ...الحرة تقدس روحها وجسدها .....والرجل ليس إلها يعبد !!
في الدنيا الكثير الكثير لكنك لا تنظرين فهلا فعلت ؟