_شرقَ الرؤى:
قدمٌ على صدرِ الرصيفِ
توزعُ الإرهاقَ بين ضلوعِهِ
وتبثُّهُ مللَ التزامِ البيتِ
يصرخُ،
تستحيلُ الصرخةُ الخرساءُ مسماراً
يدسُّ السمَّ في رئةِ الحذاءِ
وما تيسرَ من ثقوبِ الجوربِ القطنيِّ والجلدِ السميكِ
(فلكلِّ فعلٍ ردُّ فعلْ)،
قالت لنا أستاذةُ الفيزياءِ في ثقةٍ
تطاولُ نظرةَ السكينِ في عيني قتيلْ
قدمٌ تئنُّ
تُجَنُّ من ضيقِ الرصيفِ بهامشيتِهِ
وتلعنُ رفضَهُ الدمويَّ
تصرخُ
تستحيلُ الصرخةُ العرجاءُ توقاً لالتزامِ البيتِ
(ندمى لنبدأَ خطوَنا نحو البدايةِ)،
قال العجوزُ بقريتي لبنيهِ في صدقٍ
يطاولُ رغبةَ الثوريِّ في فرضِ البديلْ.
_غربَ الرؤى:
قدمٌ على صدرِ الرصيفِ
تُدَوزِنُ الإيقاعَ في أذنيهِ بالخطوِ الوئيدِ
وتنتشي بذكائها في دمجِ بسمتها بسُمرتِهِ
فيبدو مشرقاً بين المسافةِ والمسافةِ
معجباً ببراعةِ الكعبينِ في وشمِ الشموسِ
على شفاهِ الصخرِ:
(لن أشّقّقَ الآن،
انفجارُ الماءِ ينتظرُ التحامَ اللحمِ في الشريانِ)،
قال الصخرُ للأنثى على أملٍ
بأن تستكملَ الضغطَ الخرافيَّ الملامسَ عمقَ أعصابِهْ،
قدمٌ تترجمُ للرصيفِ رموزَ ضحكتِها
فيُسكرُها بقبلةِ شاعرٍ
تنسى تفاصيلَ الخطى
تُسقى صنوفَ الوجدِ
تكتشف العلاقةَ بين حضنِ الرملِ والصبارِ
تلقي نصلَ نظرتِها فترنو العينْ
قاعَ البحيرةِ بين ثانيتينْ
(صبراً جميلاً
كلما احترقت بنفسجةٌ تكشفت الحقيقةُ
واستراحَ الصبّ)،
قال الحبيبُ لحِبِّهِ الصوفيِّ حين انحل
وأحلَّ الهوى ما بِهْ.
شرقَ الرؤى،
غربَ الرؤى،
قدمانِ
لم تجمعهما هذي القصيدةُ
باشتقاقِ الشعرِ في الوهجِ التضادِّ
ولا
لتنقيحِ الدموعِ ببسمةٍ بلهاءَ
قد تعني الكثيرَ لطاعنٍ في الجرحِ
بل كي يشهدا طقسَ التوحدِ
بين أسفلتِ الطريقِ وعقلِ طفلٍ
كان يأملُ أن يقايضَ وردةً حمراءَ
لا تعني له شيئاً مجازياً بنصفِ جنيهْ
(ذُقْ ذلَّ ناريكَ/
الخطيئةِ
والتزامِ الجهلِ حتى آخرِ الصلصالِ)،
قال الغرابُ موبخاً قابيلَ
رغمَ عزوفِهِ عن رميِّ جسمِ أخيهِ في الأسفلتِ
أو سكبِ ملحِ الجلدِ في جوفِ الرصيفْ.