يتسلل الموت .. يلمسنا جميعاً، يتذوق جلدنا .. يعجبه صديقي! قد امتلأ بالحياة حتى اختنق!! يفتح الموت ذراعيه - كما لم تفعل له الحياة - بوحشيةٍ يلدغُ نصفي! لا يتردد في تغيير أسمائنا! فأنا الذي قد مِت .. والعرش ثائر .. والسماء مشققة .. ظننت لوهلةٍ بأنني في حلم .. وددت لو يغادر حجرتي .. أسندت قلبي إلى سورةٍ وآية .. دثَّرتُ نصفي .. وصحتُ بنصف روح .. الموت لم يعرف طريقي .. مَن أرشده؟! يخيط للأرض القبور .. يمارس مهنته .. ولازلت أبحث عن مخالبي .. فلا أجدها!
خارت قوايَ بموت نصفيّ .. أهزُّهُ بكل ما أوتيتُ من ضعف .. ويسكِّنهُ الموتُ بكل ما أوتي من قوة .. تنسابُ دموعي سُلماً على خدَّيَّ لعل روحه تصعد إلى مأوى أو يرق قلب الموت؛ فينسحب من جثته .. أنفخ فيه من روحي .. عسى يعود .. مَن سيُرتب لي حقائبي حين ترحل أنت؟! مَن سيهتف معي بأن حياتنا من حقنا؟! مَن سيُرقِّع قلبي حين يختفي جلدُك؟! مَن سيحمي الشمس من فوقي من السقوط؟!
لازلتَ تشبهني حتى وأنت ميت! لا أصدق بأنكم موتي .. تصرخُ عيناي والجميع حولي بلا حراك .. وأنصافهم من فوقهم يبكون .. مَن قتل أنصافنا؟ وكيف نعيش بنصف روح؟! لا يهم من استلقى على فراش الموت منهم .. فكلهم نصفٌ يودع نصفه .. كيف أطلب من دموعي أن تكف عن الزحام .. وبلادنا بآلاف الجثث مزدحمة؟!! مَن وضعنا تحت التراب؟ مَن سنفتقد؟! وأي عقابٍ ينتظرُ الجُناة .. أقسى من أن يعيشوا بنصف روح؟!
واقرأ أيضاً:
ذَوَبَـان! / عبث الفرشاة! / قِـطَّـةٌ،،/ آخر العمى / جوع / أحتاج عينيك / لو مرةً / كوفاد