المقصود بالحصرم أنهم يتخذون قرارات فجائعية تدميرية لذاتهم وموضوعهم، وأوطانهم وشعوبهم، ويتركون المواطنين يتخبطون في سجير الويلات التي أوقدوها.
فما يحصل في مجتمعاتنا من أقصاها إلى أقصاها، هو من نتائج أخطاء وخطايا ومآثم متراكمة، لأنظمة حكم لا تفكر بمصلحة البلاد التي تقبض على عنقها، وإنما غايتها وهدفها خدمة مصالح الآخرين، الذين يدعمون بقاءها في الحكم لأطول فترة ممكنة، يتمكنون فيها من تحقيق أكبر السرقات وامتلاك أعظم العقارات، وبعدها ليحصل الذي يحصل.
فالحقيقة الدامغة المرعبة، أن الواقع المتداعي هو من نتائج سوء الحكم وفظائعه، وعدم وجود قيادات واعية ذات إرادة حرة. فالأنظمة سارت في دروب التناحرات والهلاك والخسران، وتبديد الثروات وتدمير الطاقات، وكتم أنفاس الشباب وحرق الأجيال بالأجيال، وما تعلمت كيف تتكاتف وتتفاعل، وتساهم في البناء وصناعة الفرص ومنح الأمل، بل أن كل نظام يبني السجون والمعتقلات، ويعدم من الناس الآلاف تلو الآلاف تحت ذرائع وإدعاءات، تبدأ بالمؤامرات والخيانات وتنتهي بالإرهاب، وما سيأتي بعده وما يدور حوله من التهم، التي تعني بأن الناس أرقام.
فالأنظمة قتلت من العرب ما لم يستطع قتله ويجرؤ عليه غيرهم، وشردت منهم الملايين تلو الملايين، وأشبعتهم ظلما وبؤسا وقتلا وتعذيبا وقهرا. وأغلقت الأبواب أمام الشباب وما عادت هناك فرصة عمل لأحد، ولا عمل سوى القتل والقتل وحسب. فالوظائف السانحة هي وظائف القتل بالانتماء لهذه الفئة أو تلك.
فهل سيستعيد (الساسة) رشدهم، وهل سيخرجون من دوامة غيهم وضلالهم، ويتعلمون المحبة والأخوة والرحمة والتعاضد، والتفاعل المتوحد الصالح للحاضر والمستقبل، أم ستمضي قوافل الأجيال في صراعات إتلافية انقراضية مهولة؟!!
واقرأ أيضاً:
التعايش!! / البيئة والسلوك!! / مَغنطة ومَقنطة؟!! / الكهرومقراطية؟!!