الرفق بالأوطان رسالة ومسؤولية تقع على عاتق كل موجود في ذلك الوطن وخصوصا الإنسان. فالذي لا يرفق بوطنه يعادي ذاته وأمنه وموضوعه ويسعى نحو الانتهاء الأكيد. فالرفق بالأوطان أعلى قيمة تتوطن ضمير الإنسان، وبدونها لا يمكن للحياة الطيبة أن تستقيم وتتواصل وتعبّد دروب الخير للأجيال.
والرفق بالأوطان بحتاج لطاقات إيجابية تتفاعل في وعاء الذات الفردية والجمعية، لصياغة السبيكة الوطنية القوية ذات الصلادة الانتمائية القصوى، مما يحصن الوطن من الغوائل والأخطار.
ولو تساءل كل واحد منا عن آليات الرفق الوطني التي أدّاها، وما هي واجباته تجاه الوطن الذي يسعى فوق ترابه، لوجدتنا بلا جواب. فالمجتمع العربي عموما، لم يتعلم أساليب الرفق بالوطن ولم يفهم معاني ذلك، وإنما تحققت تربية الانتقام من الوطن ومعاداته، ورهنه بشخص أو حزب أو فئة دون سواها، فسُحِقت ذات الوطن وتشوهت، حتى تحوّل الوطن إلى حالة غير موجودة في العقل والنفس والروح، ولا يمت بصلة إلى الذات المتحركة على ترابه.
وفي هذا المأزق، سلخ مروع للإنسان من وعائه المكاني، بما يحمله من مفردات ومؤثرات وقيم ومعايير، وأخلاق وزجه في متاهات الضياع والخسران.
وما تقوم به العديد من الحكومات العربية يشير إلى عدم إدراكها لأهمية الرفق بالوطن، وإنكارها لذات الوطن وعلاماته الفارقة، وهويته الحضارية والإنسانية، وإخراجه من دائرة المعاصرة والتواصل مع النشاطات الأصيلة المتحققة في الأرض. ولكي نكون لا بد لنا أن نعي واجباتنا المعبّرة عن الرفق بالوطن!!
واقرأ أيضاً:
النار والدار!! / تحيا مصر قدوة عربية منيرة!! / نفس إصنع!! / القائد والمجتمع!!