فيلم أعراض جانبية أو Side effect هو فيلم امريكي صدر عام 2013 من إخراج ستيفن سودربرغ. وهو أحد الأفلام التي حاولت إلقاء الضوء على الأعراض الجانبية التي يعاني منها المرضى الذين يتعاطون مضادات الاكتئاب، ولقد احتوى الفيلم على بعض الدروس المستفادة للممارسين وللمرضى كما احتوى على بعض الأخطاء التى ينبغي إلقاء الضوء عليها.
1. بطلة الفيلم تعاني من اكتئاب مزمن (منذ 4 سنوات) بعد دخول زوجها للسجن وفقدانها لوظيفتها وبيتها، وكانت اللقطة الأبرز هي محاولة انتحار البطلة عن طريق الدخول بسيارتها في حائط الجراج، ومن ثم تحويلها للبوليس ومنه للطبيب النفسي.
2. الخطأ المهني الأول هو سماح الطبيب لها بعدم الحجز بالمستشفى والعلاج بالمنزل من خلال جلسات نفسية وعلاج دوائي، رغم وجود محاولة انتحار جدية وهذه تعتبر إحدى مسوغات الحجز والعلاج بالمستشفى (سنرى أهمية هذا في أحداث الفيلم).
3. ركز الفيلم على عرض جانبي نادر الحدوث من استخدام مضادات الاكتئاب وهو السير أثناء النوم Somnambulism ، وتشوش الوعي confusion . وبنيت عليها أحداث الفيلم. رغم أنه ذكر أعراضا أخرى أكثر شيوعا (أعراض هضمية، جنسية) ولكن في لقطة واحدة فقط.
4. قامت الزوجة بقتل زوجها في إحدى نوبات السير والتشوش، وهنا بدأت المشكلة القانونية، هل الزوجة مسؤولة عن تصرفاتها، هل الطبيب مدان.
5. بدأ اللوم يوجه للطبيب وتهدد مستقبله الوظيفي بشدة، وطلب منه أن يحمل الزوجة المسؤولية حتى لا يضيع مستقبله، وهنا الفيلم يركز على جانب الضعف الانساني وعلاقته بقرار الإنسان عندما يتعرض لاختبار حقيقي بين مبادئه الأخلاقية وطموحاته الشخصية.
6. ركز الفيلم على وجود بعض الممارسات المهنية الخاطئة مثل إقامة علاقة شاذة بين المريضة ومعالجتها السابقة، علاقة عاطفية بين الطبيب المتهم وبين مريضة سابقة، ورغم أن الفيلم لم يعطي هذه العلاقات اهتماما في الأحداث (عدد المشاهد) لكنه أيضا يزيد من خوف العامة من المعالجين النفسيين وقيامهم باستغلال مرضاهم، وهو ما نعاني منه أثناء الممارسة، فرغم أنها لقطات محدودة لكنها تبقى في وجدان المشاهد.
7. ركز الفيلم على معاناة الأطباء النفسانيين في تشخيص مرضاهم والتحقق من صدق أعراضهم مقارنة بباقي تخصصات الطب الذي تتوفر لديهم فحوصات معملية وأشعات تقربهم بسهولة من التشخيص.
8. ركز أيضا الفيلم على معاناة الطبيب الذي يتهم مريضه في قضية ما، حيث يتوقف مرضاه عن مقابلته ويكون مادة مهمة للإعلام دون حتى انتظار نهاية القضية.
9. أظهر الفيلم في لقطة واحدة أعراض الهوس الخفيف الذي قد ينتج من تعاطي مضادات الاكتئاب في مرضي ثنائي القطبية في صورة النشاط الجنسي العاتي، سلوك اجتماعي غير مهذب (موسيقي في منتصف الليل) وإعداد عشاء في منصتف الليل مع أيضا تشوش الوعي، وأعتقد أنها غير مفهومة لغير المتخصصين لأنها لقطة واحدة ولم يعلق عليها أحد.
10. بعد أن توصل الطبيب إلى أن مريضته قامت بخداعه وأنها مدعية الأعراض Malingering , قام الفيلم بعمل جريمة أخرى حين أوحى للمشاهد بعدم قدرة الطبيب على الفصل بين مهنيته ومشكلاته حيث أظهره ينتقم من مريضته عن طريق وصف أدوية لا تحتاجها، وهو أيضا ما يعطي صورة سلبية عن الطبيب وأنه غير مهني في علاقاته بالمرضى.
11. الفيلم به درجة جيدة من المهنية وهو ما يؤكد أن صناعه استعانوا بمتخصصين في مادته العلمية، وهو ما نرجو أن يأخذه السينمائيون العرب بعين الاهتمام، والبعد عن الفهلوة والرؤى الشخصية لمؤلف أو مخرج الفيلم.
12. أخيرا الفيلم رغم أخطائه لكنه ينشر بعض الوعي المرتبط بالمرض النفسي والأدوية النفسية ومعاناة كلا من المريض والطبيب.
13. فيلم يستحق المشاهدة.
واقرأ أيضاً:
لماذا يتدلل نجوم ومشاهير العرب: رؤية نفسية؟ / الزمالك ومدربوه الأجانب