استمرارا لمسلسلات الزمالك الغريبة والبايخة في نفس الوقت يهرب مدربه فيريرا بطريقة دراماتيكية تاركا رسالة للجمهور والإعلام مكررا ما فعله هنري ميشيل 2007 وباتشيكو 2013 ليترك تساؤلا مهما وهو لماذا يحارب الزمالك من ينجح من مدربيه وهم قلة أساسا.
هل تحارب إدارة الزمالك الناجحين أم تهوى الفشل أم تبحث عن الإثارة والأضواء حتى ولو كانت عن طريق الهدم لا البناء.
لو ناقشنا هذا لوجدنا خلفه عدة عوامل:
أولها: طريقة إدارة النادي وطريقة اتخاذ القرارات، سنجد غياب العمل المؤسسي وظهور النزعة الفردية الديكتاتورية فرئيس النادي هو القائم بكل الأعمال هو من يختار المدربين واللاعبين ويتدخل في التشكيل ويعاقب من يرى أنه مخطئ لدرجة أنه يطلب من لاعب قص شعره لأنه لا يعجبه وهو أيضا المتحدث الإعلامي الوحيد وهو من يعلن قرارات مجلس الإدارة حتى قبل أن ينعقد.
ثاني: الأسباب غياب جماعي لكل الأجهزة الإدارية والفنية بالزمالك وعدم اعتراض أي منها على ما يحدث وكأن الرئيس يحتفظ بسيديهات للجميع.
ثالث: الأسباب تعامل الزمالك ورئيسه مع المدرب وكأنه لقيط يبحث عن سبوبة وسيقبل ما يقبله المصريون من إهانة وتدخل في عمله فانبرى في اتهامات عنترية متصورا أنه عنتر زمانه ومستعينا بخبراته المتعددة وقاموسه الذي لا ينضب وهذا قد يكون مقبولا مع الفشلة منهم بينما الناجح كفيريرا ستأتيه العروض المتعددة وهو ما حدث.
رابعا: درس يعطيه فيريرا لكيفية إدارة الأزمة فهو لم يتشنج بتصريحات عنترية كما حدث من الجميع بعد هروبه بل تمسك بالصبر وأخذ يجمع أوراق إدانة الزمالك ورئيسه قانونيا وعندما جاءه العرض المناسب قرر الهروب دون دفع شروط جزائية ليعطي قلما جديدا ودرسا قويا للفشلة وأصحاب التصريحات الحنجورية التي يعقبها خسائر لا حصر لها وتصفيق من الجهلة والموتورين.
خامسا: فيريرا ككل أجنبي لا يريد دفع أموال تلاعب بالزمالك ماديا عن طريق إرسال إخطار بعدم تسديد راتبه دون أن يعلن هذا في الإعلام وهذا هو تكنيك المفاوض الذكي، كما استعان بالتعاطف المعنوي معه من خلال رسالته لجمهور الزمالك وهو ما انعكس على تصريحات الجمهور بعد الهروب.
سادسا: استمرارا لنفس النهج قام الرئيس ونجله بتصريح عشوائي من عينة فيريرا الجاهل الفاشل (دوري وكأس في عام لم تتكرر في تاريخ الزمالك سوى ثلاث مرات) وسنأتي بأفضل مدرب في العالم وكأنهم يجلسون على قهوة بعبرة منتظرين تشريفهما.
أخيرا الزمالك كمؤسسة تدار بمنطق الذراع والفهلوة والصوت العالي والمزاج الطفولي المتقلب والرغبة في احتلال الصورة منفردا وتوريثها أيضا حتى ولو كان المصير هو الخراب
واقرأ أيضاً:
لماذا يتدلل نجوم ومشاهير العرب: رؤية نفسية؟ / شاهدت لك فيلم أعراض جانبية !