تحية للإنسان في كل مكان بمناسبة العام الميلادي الجديد!!
تحية للإنسان العربي الذي يطارد سراب بلاد العرب أوطاني.
تحية للأرض وهي تشارك الأنام بتدوير عجلة الأيام.
تحية للكون العظيم الذي يحافظ على قوانين وجودنا القويم.
تحية للقلوب النابضة بالمحبة والألفة والأخوة, والانتماء الأصيل لروح الحياة الأرضية, وأمة الإنسانية ذات النبع الواحد والخَلق الواحد والخالق الواحد.
تحية للبشر الذي يتناسى بأنه من طين ولا فرق بينه وجميع البشر الآخرين, فكل ما في البدن متشابه ويعمل بذات الآليات والقوانين, وفيه ذات العناصر والمواد الموجودة في كافة الأشياء.
تحية تتخندق في محنتها التعبيرية وحفرتها التدميرية, وتنغمس في أعماق أناها فتقتل فحواها, ويكون دينها هواها, فتفعل ما تفعله من البشائع والمساوئ, وهي تدّعي أنها تقدم خدمات تقرّبها إلى ما تراه وتتوهمه وتحشد عواطفها حوله, فتتمترس في عمائها وتغيب في ضلالها وظلامها.
تحية ترتجف على أفق الارتعاش العربي في ربوع أمة عليها أن تكون واحدة, ومعتصمة بالألفة والمحبة والأخوّة والرحمة, والإيمان والصلاح والفلاح وساعية للمعروف والطيبة, لأنها تعرف الله ودينها التقوى, والتقوى مخافة الله ومحبته والرأفة على المكان والزمان, والتفاعل الإنساني السامي الكريم.
تحية تتساءل عن البناء والتلاحم والتراص, والتفاعل الجميل ما بين العرب, أصحاب الدين والنبي والكتاب الواحد.
تحية واجمة مندهشة لا تعرف الإجابة عمّا يجري في ديار العرب, وكيف بقتل العربي العربي, والمسلم المسلم والجار جاره, وكيف يعمّ الخراب والدمار وسفك الدماء تحت رايات الرحمة والوئام, وكل ما يتصل بالدين من المعاني الراقية والأخلاق الهادية.
تحية تترنح بالضربة القاضية في حلبات تشويه القيم والأخلاق والمعايير, وآليات التكريه بالإسلام وتحويله إلى عدوان على البشرية والأمن والسلام.
فكيف لدين الرحمة والألفة والتحمل والاتساع والاستيعاب أن يكون دين خصام؟!!
تحية كأنها تنطلق من وجه مصنّع في أروقة الفتك بالدين بإسم الدين, فلا أقتلَ للدين من أهل الدين, فلكي تقتل أي موجود عليك أن تسرطن بعض ما فيه وسيموت كل ما فيه.
تحية رغم ما فيها من الوجع والآهات والأنين لكنها تنادي, لا خيار للعرب إلا بالتلاحم والاعتصام بروح الأمة ومعرفة الدين, فالجهل بالدين أكبر أعداء الدين. وعليهم بالبناء والجد والاجتهاد, وبالانتصار على الواقع المشين, والخروج من معتقلات السنين, والتفاعل مع العصر بروح العمل والاختراع, والإيمان بالنفس وبالقدرة على صناعة الحياة. فالعرب مطالبون بالانشغال بالزراعة وابتكار فرص العمل والإبداع, وبناء المدن والنفس والروح والعقل.
أيها العرب عليكم بأنفسكم فلا طبيب يداويكم إلا أنتم, فاستيقظوا وترجلوا عن مراكب السوء والبغضاء, والتبعية والخذلان والشعور بالمذلة والدونية, وتحرروا من أصفاد أنفسكم وتعلموا مهارات بناء الحاضر والمستقبل, فلا ينفعكم إلا أنتم عندما تصلحوا أنفسكم وذات بينكم. فعودوا إلى أنوار الحياة التي أطلقكم دينكم فيها بعد أن كنتم في غياهب النسيان والبهتان.
أيها العرب تحية لكم عندما تعرفون ذاتكم وتحررون أنفسكم من خنادق العصور وسيئات الصدور, فكونوا بدينكم وعروبتكم إخوانا وأحبة لبنصركم الله ويسدد خطاكم, وترحمكم الأرض وترعاكم السماء بنور عطائها وأفياض نعمتها.
وعاش الإنسان العربي بأمته وعروبته وأرضه وتأريخه وحضاراته, عزيزا أبيا شامخا متوثبا لانتصار على أقسى التحديات وأصعب المواجهات, وأن ما فيه يؤهله للتعبير عن جوهر ما يحتويه!!
وإن المستقبل لمشرق سعيد!!
واقرأ أيضاً:
مناهج الأسلمة ونوازع الأثلمة!! / الأقصدة والمَعصدة!! / أوطان الساقط في الحُفرةِ يَحْفر!! / الكراسي العربية وصناعة الأعداء!!