أنا الإنسانُ مخلوقٌ جَميلُ
ونفسي مِنْ نوازعِها تَعيلُ
ترابٌ أصْلُ ذاتي وانْتمائي
وجَمعُ الخلقِ في طينٍ نَزيلُ
نفوسٌ ما تنوّعُها افْتراقٌ
وإنْ وَسِعتْ إلى نَبْعٍ تميلُ
وروحٌ ذاتُ إبْراقٍ وشَوقٍ
لبارئها يُباركُها النبيلُ
خُلِقنا من يَنابع انْبثاقٍ
يؤلّفُ ماءَها قطرٌ هَطيلُ
وإلاّ سَوفَ تجْمَعُنا كأنّا
بَريقٌ عن توهّجهِ أفيلُ
أخُوّةُ خَلقنا بدأتْ ودامتْ
وإنّ الأصلَ متّحدٌ أصيلُ
وما انْطلقتْ غصونٌ دونَ ساقٍ
يُسامِقها فيَرْعاها الوبيلُ
أرانا من ضلالاتِ التلاحي
يُداهمنا بها ليلٌ أليلُ
كتابٌ ما عَرفناهُ بصِدقٍ
ومِنْ جهَلٍ تولانا العَضيلُ
ورَبّ الكونِ لا ربٌّ سواهُ
ومنّا جاءنا الربُّ البديلُ
فصِرنا مِثلَ مَسقومٍ ببَقلٍ
يُسعّرها بنا قالٌ وقيلُ
فأينَ اللهَ في عَمَلٍ وفِعْلٍ
كأنّ السوءَ سُلطانٌ فَعيلُ
أبونا آدمٌ والكُنّ كنّا
وحوّاءٌ لنا أمٌّ كفيلُ
تنوّعْنا وهلْ نبقى بنوعٍ
إذا ابتدأت يماحقها الخشيلُ؟
قوانينٌ بأكوانٍ تراءتْ
مُسرْمَدةً يُوازنها المُديلُ
تذكّرْ أنتَ مِنْ طينٍ لَزوبٍ
وفوقَ ترابها طِينٌ ثقيلُ!!
وإنّ التُربَ ميّالٌ لتربٍ
يُمازجهُ ويَسْكُبهُ المُزيلُ!!
واقرأ أيضاً:
عام تجديدٍ وعزمٍ!! / أصْلُنا الضادُ!! / مَضى عامٌ وأمّي في ثراها!! / وما الدنيا!!