ولد أحمد بن طولون في (سامراء)* سنة (220) هجرية، (835) ميلادية، وتوفى في مصر سنة (270) هجرية، (884)ميلادية.
وقد تولى باكباك التركي مصر وكان زوج أم أحمد بن طولون، وبعده تولاها برقوق التركي وهو أب زوجة أحمد بن طولون، وقد أناب عنهما في الولاية حتى آلت إليه مصر في سنة (254) هجرية، (868) ميلادية، فحكمها ستة عشر عاما، ومن بعده أولاده وأحفاده لمدة عشرين عاما، حيث إنتهى الحكم بسبب خلافات عائلية، مما إغتنم الفرصة الخليفة العباسي المكتفي فأرسل جيشا بقيادة محمد بن سليمان الكاتب فهزم موسى بن هارون الذي قتل عمه ولجأ إلى أعمامه فقتلوه.
ويُقال أن مدينة القطائع التي بناها أحمد بن طولون قد أُحرقت عن بكرة أبيها. ويُذكر أن أبوه كان من مماليك (نوح بن أسد) فأعتقه لما أظهره من قدرات، ثم أرسله إلى الخليفة المأمون سنة (200) هجرية، الذي ألحقه ببلاط الخلافة وتدرج في المناصب حتى صار رئيسا لحرس الخليفة المأمون.
وبعد ولادته (220) هجرية، تربى على العلم والفقه والحديث وكان صاحب صوت حسن في قراءة القرآن، وذهب إلى طوروس وإزداد تفاعلا مع العلماء والفقهاء، ثم عاد منها وعمل مع الخليفة المستعين بالله (248-252) هجرية وقد نال ثقته. وفي سنة (268) هجرية، طلب من الخليفة المعتمد القدوم لمصر وإتخاذها عاصمة للدولة العباسية، لما كان يعانية بسبب تمكن أخوه الموفق منه، وعندما همّ بالقدوم بعد عام أفسد عليه الأمور أخوه الموفق، فخلع إبن طولون من الحكم، لكنه قرر الاستقلال بمصر.
وقد بنى القطائع بعد أن وجد الفسطاط تضيق بعسكره، كما بنى جامع إبن طولون (263-265) هجرية، ومنارته على غرار المأذنة الملوية، وهذا يفسر تأثره بثقافة سامراء ومحاولته التعبير عنها في حواضر أخرى. ويبدو أنه برغم شدته وجبروته لكنه حقق إنجازات ذات قيمة اقتصادية وعمرانية وعسكرية، ويقال أنه كان يتميز بالحكمة، ومن أقواله: "الغِنى يحتاج إلى تدريج وإلا قتل صاحبه".
وفي نصيحته لابنه يقول: "لا تلقِ بهمتك على صغائر الأمور بأن تسهل على نفسك تناول يسيرها فيمنعك ذلك عن كبارها، ولا تنشغل بما يُقل قدرك فلا يكون فيك فضل لما يعظم قدره".
__________________________________________________________________
* أكثر المصادر تشير إلى أنه مولود في سامراء كابن الجوزي، وبعضها يذكر في بغداد، لكنه بالتأكيد قد نشأ وتعلم في سامراء، وتأثر بثقافتها في زمن المعتصم والواثق والمتوكل، وبعدهم غادرها إلى طوروس ومن ثم إلى مصر ليتولى حكمها لستة عشر عاما.
واقرأ أيضاً:
الحوّاكون!! / الوحدة الخائبة والتبعية الدائبة!! / الحُلم الوطني!! / كن مع الوطن لتصنعَ الحياة !!