المقصود بالمنطقة هي الدول العربية وتركيا وإيران، والتي يتم تسميتها بما يعجب العابثين بمصيرها، منذ الحرب العالمية الأولى وحتى اليوم. وهذه المنطقة عليها أن تدرك مصيرها، وتلعب لعبتها وتحوك مؤامراتها لكي تبقى وترقى وتكون. فالمنطقة يمكنها أن تصنع قوة عظمى ذات قيمة حضارية ودور مؤثر ومهاب في الأحداث العالمية.
فبعد مسيرة قرن من التفاعلات السلبية والتجاذبات والتنافرات، على قادة دول المنطقة أن يستيقظوا ويستفيقوا من خدر الضياع والخسران ويتفهموا بعضهم البعض، ويسيروا على طريق واحد، يحافظ على مسيرتهم الكبرى ويحقق أمانيهم أجمعين. فلا خيار أمام دول المنطقة إلا الاتحاد والتفاعل الإيجابي المحقق لأهداف وتطلعات شعوب المنطقة، ذات الدول المشتركة بثقافاتها وتأريخها ومعتقداتها وعاداتها وتقاليدها وحتى لغاتها، فلا توجد فروق كبيرة ما بين إيراني وتركي وعربي وغيرهم من أبناء المنطقة من القوميات والأعراق الأخرى. فهم يشكلون أمة حيّة ذات قيمة إقتدارية وتفاعل إنساني مشرق.
وهذا يوجب على حكومات دول المنطقة أن يفكروا بطريقة معاصرة، وأن يتخذوا مناهج الاتحاد والتكامل سبيلا لصناعة الحياة الأفضل للأجيال المعاصرة والقادمة. فعلى الجميع أن يسدل الستار على الماضيات، ويفكر خارج صندوق التأريخ، ويبدأ بشق طريق الاتحاد والتعاون والتفاعل الإيجابي على جميع المستويات، فما يجمع أبناء المنطقة بدولها كافة أكثر بكثير جدا مما يفرقها ويمزقها، وإنه أكبر وأعظم مما يجمع الدول الأوربية التي صنعت اتحادها وهي مختلفة في كل شيء، وذات تأريخ عدواني شرس على بعضها يمتد لعشرات القرون وحتى منتصف القرن العشرين.
فدول المنطقة ذات تأريخ عريق مشترك، ولديها عناصر ألفة وتآلف وتآخي وتفاعل إنساني حضاري صادق رحيم، يؤهلها لبناء اتحاد يترجم طاقاتها ويحقق أهدافها النبيلة السامية.
فهل سيدرك قادة المنطقة بأن الخروج الأوحد من الأزمات والتداعيات لا يكون إلا بالاتحاد الجاد المثمر ما بين العرب وتركيا وإيران، فهل سيفعلونها أم سيمضون بتأدية دور الضحية الآثمة؟!!
فمنطق العصر الذي أدركته الدول الأوربية عليه أن يُدركَ في المنطقة ويكون مَنطِقَها قبل فوات الأوان!!
واقرأ أيضاً:
العرب أمهر الخياطين!! / لعنة أدري العربية!! / العقيدة الوطنية سرّ الوجود !! / الهمجية والمدنية!!