قريبا ألتقي سدادا... جمعا في لندن!
كان اليوم الثاني لي مع سداد والثالث في لندن هو يوم الجمعة العظيمة 25/مارس/2016... وأنا أكتب أو أحاول الكتابة عنه اليوم 17 أبريل أي بعد أكثر من ثلاثة أسابيع... وما يساعدني على التذكر والحمد لله هو ملف شرائحي وضع فيه أخي الأكبر د. سداد بعض ما التقط لي من الصور، في الصباح قبل أن ألتقي به خرجنا من الفندق قاصدين قصر بكينكهام لرؤية عرض حراس الملكة..... وذهبنا.... وتركنا نتجول ونلتقط الصور وسط جموع غفيرة من الناس، وبعد حوالي الساعة عرفنا أنه لن يكون هناك عرض للحرس اليوم لأنه يوم الجمعة العظيمة.!
بعدها مررنا ببرج لندن London Tower لأخذ بعض الصور ثم توجهنا إلى عين لندن London Eye .... وهي مركبة على شكل دائرة ضخمة مثبتة في الأرض تتكون من عربات تسع الواحدة كما خمنت 8 أشخاص، وهي تسمى دولاب الهوى في العراق ولا أفهم ولع الناس بركوبه.... وبينما نحن في الطريق تواصلت مع سداد لا أذكر هل برسائل نصية أم هاتفيا أم عبر مرسال الفيسبوك وعرف أني سأكون عند عين لندن ومتحف الأحياء المائية حوالي الثانية .... وصلنا تقريبا قبل ذلك الموعد أو بعده لا أذكر وهاتفني سداد مرتين ليبلغني مرة باقترابه من مكان اللقاء ثم مرة لينتشلني من طابور ذكرني بطوابير التجنيد أو مصلحة المرور في مصر –طبعا مع الاختلاف الشاسع في كل شيء عدا أعداد البشر فلا الأرض ولا الهواء ولا السماء ولا أشكال الناس والأشياء قابلة للمقارنة- كان ذلك طابور انتظار الموعد لركوب واحدة من عربات عين لندن....
وصل سداد وتعانقنا واستأذنت مجموعتي محسودا على ذلك المستشار النفسي اللندني الذي أنقذني من براثن شركة السياحة.... وحقيقة صدق سداد حين قال في ملفه الشرائحي الذي أهداني (كان اللقاء الأول يوم الأربعاء ولم يدم طويلا. فارقت أعز صديق لي هذه الأيام مساء الأربعاء عائدا إلى كاردف. تركته مع فريقه يوم الخميس ويا ليتني لم أفعل ذلك. لا أظنه شاهد ما يجب أن يشاهده في لندن).... دعونا نحمد الله على ما كان كله....
أخذني سداد في جولة قصيرة في منطقة واترلو وكان يوم الجمعة هو يوم السوق الشعبي في هذه المنطقة وكانت هناك كما أخبرني سداد كشك أكل هندي (أصلي).... بينما معظم أكلات المطاعم الهندية في بريطانيا هي بنغالية عكس هذا الكشك.... ويقول سداد (لم ألاحظ من وائل حماسا لأكلة هندية حارة وذكرت له المكسيكي ولم يكن متحمسا أيضا) حقيقي لم يكن هناك ما يسترعي الحماس أكثر من الانتباه والتركيز للحديث مع سداد.
أخذنا طريقنا بعد ذلك إلى واحد من قطارات الأنفاق متجهين إلى ويست فيلد Westfield –Stratford في شرق لندن قرب الملعب الأولمبي وقريبا من بوابة القطارات أخذنا صورة سلفي معا، هي المعروضة أعلى المدونة.... وتحادثنا طوال الطريق حتى وصلنا المتجر المقصو وللمرة الثانية تسوقت أو تسوق لي سداد، بينا نتبادل أطراف الحديث... عن مجانين ومصر والعراق وسوريا ولم تكن آراؤنا تتجه صوب الاختلاف في شيء، فقط عرفت عن العراق ما لم أعرف من قبل، وربما عرف سداد عن مصر ما لم يعرف –وإن كنت أشك في ذلك فهو واسع الاطلاع ومصر ما شاء الله مفضوحة- وبينا نسير اقترح سداد عليه وتبرع أحد الزوار بالتقاط صورة لنا. وفي الحقيقة كانت هناك حاجيات نحملها ولكن تم وضعها جانبا لنلتقط هذه الصورة إلى يمين الصفحة التي يقول عنها سداد (هذه الصورة أكثر تعبيرا للوقت الممتع الذي قضيناه معا. كانت عدد خطواتنا سوية في ذلك اليوم ١٤ ألف خطوة وما يعادل ٩ كيلو متر. ذكرني وائل بأنه يقضي ساعات عمله جلوسا عكس هذا اليوم).. ويكمل: توجه وائل لقضاء الصلاة في الفندق الذي نزلت فيه...
كان الفندق الذي نزل فيه سداد جزءًا من بناية تضم السوق التجاري أو أن بينهما ممشى ما بما ذكرني بإحدى أسواق دبي.... وخرجنا منه قبيل المغرب على ما أذكر وانطلقنا إلى قطار الأنفاق خط الجوبلي (الرصاصي اللون) ووصلنا إلى المحطة الأقرب إلى مكان الفندق Swiss Cottage ..... ومن الغريب رغم أننا فقدنا طريق العودة إلى القطار ونحن نركب من ويستفيلد أن يظن سداد في ذاكرتي الجغرافية قوة وأنا أعرف كم هي ضعيفة، لكنه قال: (هناك ميزة لأخي وائل وهي قوة ذاكرته الجغرافية فلا مشكلة له في العثور على الاتجاه الصحيح رغم التعب ذلك اليوم).... ويبدو أنه نسي أنه حفظني ألوان خطوط القطارات يوم الأربعاء وأن الرصاصي هو لون اتجاه الفندق.
وفي الفندق أخذت حاجياتي إلى الغرفة وانتظرني سداد ثم احتسينا القهوة والتقط لنا هذه الصورة عامل من عمال الفندق يتكلم العربية في البداية ظننته مصريا ثم اتضح أنه جزائري، وبعدها انطلقنا صوب بوند ستريت لمقابلة زوجة سداد د. نهلة.
بعد اللقاء بزوجة د. سداد والتي أخذت بعض الصور لي معه وخلفنا سلفردج Selfridges وهو أول متجر كبير في الغرب ولا يزال شامخا في لندن وصورني سداد وخلفي سلفريدج وأحد باصات لندن الشهيرة في آن، ومن بين الصور الصورة الأخيرة والتي علق عليها سداد بقوله (وخلف وائل أحد باصات لندن. سلمني بطاقة الميترو وعانقته وأملي في لقاء قريب بعونه تعالى).
بعد ذلك مررنا بما يسمونه الحي العربي أو مابل أرك ثم بمكتبة تبيع الكتب والمطبوعات الورقية العربية، وأخيرا توجهنا إلى المطعم الذي سأتعشى فيه مع مجموعتي من المصريين، وكنت أول الواصلين من المجموعة.... فقلت في نفسي فرصة أعزم سداد على العشاء فلم يرض وزوجته إلا بعصير ليمون وقهوة تركية..... وكانت المرة الأولى التي يتركني سداد أدفع فيها دون تدافع بين الكهلين... ببساطة لأنه لم يكن موجودا!!!... بقيا معي هو وزوجته حتى بدأ أعضاء مجموعتي في التوافد... استأذنا هو ونهلة في خفة وأناقة وأنا أفكر جديا متى نعود نلتقي في لندن؟ ومتى نستطيع في مصر؟ وهل يوما نستطيع في بغداد؟؟ ولعل المجانين أقدرنا على الإجابة وربما إعطاء التواريخ.
واقرأ أيضًا:
مقص السعدني: ربَّ أخٍ لم تلده أمك/ مقص السعدني: لأنه غالٍ ثمين/ شكرا سوريا: مؤتمر مختلف