العربي يقتل العربي!!
المسلم يقتل المسلم!!
إبن البلد يدمّر مدن بلاده!!
فما أروعها من لعبة، وأعظمها من متعة عدوانية، يتحول فيها الهدف إلى وسيلة للانقضاض على ذاته وموضوعه، وإرتهانه بمشيئة أعدائه!!
لعبة سيئة تجرِّد البشر من إنسانيته، وتمنحه مواصفات تسوّغ محقه!!
في هذه اللعبة يتحول البشر إلى أرقام، إلى موجودات مناهضة للوجود، عليها أن تُباد كالجراد لكي تحلو الحياة!!
وها هي اللعبة ببيادقها وخططها تجري على قدم وساق في بلاد العُرب أوطاني، واللاعب عربي والملعوب به وفيه عربي!!
وما يجري في سوريا مثال ساطع على لعبة بلاد الخراب أوطاني من الشام لبغدان!!
لعبة تقلب المعادلات وتبدّل العقائد والقيم وتمحو الأخلاق، وتجعل البشر عدوا لنفسه ولأخيه وجاره وإبن ملته ووطنه!!
فأية لعبة تلك التي جعلت العربي يفخر بقتل العربي، والمسلم يتباهى بقتل المسلم!!
وأي لعبة تلك التي تجعل المواطن العربي أكثر وطنية وغيرة على وطن آخر وشعب آخر غير وطنه وشعبه، فيستميت من أجل تمرير أجندات شعوب وأوطان أخرى، لأنه ينتمي إليها بروحه وقلبه، وهواه من هواها ومنطلقه من منطلقاتها ورؤاها!!
فلتعش الأوطان التي جعلت أبناء أوطانٍ أخرى أكثر وطنية وإنتماء إليها ودفاعا عنها من أبناء أوطانها!!
وألف تحية للذين تمكنوا من تسخير العربي لقتل العربي، والمسلم لقتل المسلم، ولن يلوم العرب والمسلمون إلا أنفسهم، فهم الداء والدواء، ولا يمكن لوم الأسود التي تجد الفرائس مستلقية على ظهورها، وجاهزة لتكون على موائد الإفتراس اللذيذ.
ولا يمكن لوم الذئاب التي تجد نفسها وسط أكباشٍ تتناطح وأغنام راتعة قابعة، لا قدرة لها إلا على الإستسلام والخضوع والتبعية لكل مفترسٍ متحفزٍ أثيم!!
إنها اللعبة الإفتراسية الفظيعة التي يؤديها العرب والمسلمون بإتقان وسذاجة وحماقة ومذلة وهوان، وإمعان بالتبعية والإنقياد لإرادة الآخرين الذين لا يعنيهم سوى مصالحهم الوطنية، وهم يتعاملون مع بشر لا يعنيه وطنه ولا يفهم بمصالح بلاده، ولا همّ عنده سوى النهب والسلب، والإعتقاد بالفساد والإفساد، والخداع والتضليل، وتسخير الدين لكل عملٍ جائرٍ وخرابٍ وتدمير.
وما يجري في حلب العربية السورية ربما تعبير تصاعدي جديد لترجمة الشراسة التخريبية، والقسوة والفتك بالإنسان وإقتلاع قيمته ومعناه، وكأنها مناورات أولية يُراد من ورائها التطبيق على مدينة عراقية عربية عريقة ذات تأريخ وحضارة، إسمها أم الربيعين، الموصل، نينوى، التي رُميت في هاوية النيران، وفقا لما تقتضيه مصالح الآخرين وتطلعاتهم السيئة المرامي والتوجهات.
فهل سيكون مصير نينوى كمصير حلب؟!!
والدنيا ترقب وتترقب، ولا تمتلك سوى توفير مزيد من العتاد والسلاح، والاستنكارات الواهية المُداهنة الكاذبة في المحافل الدولية والعالمية التي تتمشدق بحقوق الإنسان، بعد أن ألغت إنسانيته في بلاد العُرب أوطاني، فهي تكذب، لأن الوقائع تؤكد أنها ضد الإنسان الذي تسعى لإلغاء هويته وتأريخه لأنه عربي!!
فتبتْ رؤاكِ، أيتها اللعبة القبيحة الساعية لتحويل العرب إلى حطب!!
واقرأ أيضاً:
تصنيع الآراء!! / أقدامنا عقولنا!! / أمّةٌ بلا ربّان؟!! / الموت السائد والحياة المنهزمة!!