"لا طاعة لمخلوقٍ في معصية الخالق"
الله الواحد الأحد الرحمن الرحيم، اللطيف الخبير الودود النصير، الذي يقول للشيئ كن فيكون. سبحانه لا إله إلا هو، عالم الغيب والشهادة وإليه المصير.
الله الذي خلقنا من طين، وجعلنا شعوبا وقبائلا لنتعارف ونتواصل، وأرسل إلينا الرسل والأنبياء والكتب والآيات البينات، لنتعقل ونتدبر وندرك عظمته، ونتفاعل وفقا لمرضاته، وتحقيقا لرسالة وجودنا السمحاء. فهل نعرف الله فيما نقوله ونفعله؟!
في القرآن:
"الله لا إله إلا هو الحي القيوم، لا تأخذه سِنة ولا نوم..." البقرة: 255
"قل هو الله أحد. الله الصمد. لم يلد ولم يولد. ولم يكن له كفؤا أحد" الإخلاص:1-4
"يسبح لله ما في السموات وما في الأرض، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيئ قدير" التغابن:1
إنّ أعمالنا وما يجري في واقعنا لتعطي الأدلة القاطعة على ضعف معرفتنا بالله سبحانه وتعالى، فالذي يعرف الله، يرحم أخاه الإنسان، فلا يؤذيه، ولا يهجّره ويكفره ويرديه، ولا يجتهد في تبرير أفعال السوء، ولا يتعبّد في محراب أمارة الشرور والبغضاء والكراهية والعداء.
في الحديث: "أرسلني بصلة الأرحام ، وكسر الأوثان ، وأن يوَحّدَ الله ، ولا يُشرك به شيئ"
أين صلة الأرحام والرأفة والوئام والأمن والمحبة والسلام، وهل أننا قد تجاوزنا آليات التفكير بالأوثان، التي تعددت أنواعها ومسمياتها والقابها، التي وضعت حواجز التضليل والتجهيل بين الإنسان وربه العظيم.
ومن أقوال الإمام علي بن أبي طالب: "إذا قوِيْتَ فاقوَ على طاعة الله، وإذا ضعُفت فاضعف عن معصيته"
ترى هل نحن أقوياء بالطاعة أم بالإساءة، فأعمالنا لا تنبؤنا إلا عما يتفق والمعصية، أوَليس الفساد والظلم والقهر واغتصاب الحقوق، وأسر العباد بالحاجات والمقاساة الثقيلة، معصية لله؟
وفي الشعر:
"ألا كلّ شيئ ما خلا الله باطلُ
وكلّ نعيمٍ لا محالة زائلُ"
وتلك حقيقة جوهر التفاعل الأسمى بين الإنسان ورب السماوات والأرض الذي يسجد له ما فيهما، وجميع الموجودات في كوننا الشاسع الفسيح.
"إذا أنت لم تؤثر رضى الله وحده
على كل ما تهوى فلست بصابر"
ومن الأقوال العربية:
"مَن خشي الله فاز"
إن معرفة الله ، لا تكون بالأقوال وإنما بالأفعال، ومَن يخشى الله فأنه يعرفه، ويدرك معاني الوجود فيسبّح باسمه، ويشهد أن لا إله إلا هو القادر القدير، الذي يرقبنا ويحاسبنا، ويعلمنا طريق الحق المبين.
ومَن يعرف الله يكون!!
واقرأ أيضاً:
تبعثر الإرادات!! / التصفيق بيدٍ واحدة!! / الوطن مذهبنا!! / الأميّة القرآنية!!