الأردن مؤتمر الأطباء النفسانيين العرب الدولي(14)4
صباح السبت 22 أكتوبر 2016 صحوت من نومي مبكرا وتناولت إفطاري على عجل ثم سارعت لألتقي سدادا ... فعندنا في الجلسة الثانية والثالثة عملان ... كانت محاضرتي من العاشرة والربع حتى الحادية عشرة إلا ربعا، وتليها مباشرة محاضرة د. سداد حتى الحادية عشرة والربع.... كان موضوعي هو التواكب المرضي بين اضطراب الوسواس القهري واضطراب القلق الاجتماعي، وكان موضوع د. سداد عن اضطراب الهوية الجندرية في العالم العربي من خلال استشارات الإنترنت حيث قدم عرضا تحليليا عن استشارات اضطراب الهوية الجندرية على مجانين، وأثار عرضه كثيرا من الأسئلة.
شرفتنا بحضور تلك الجلسة دكتورة حنان طقش، وكانت المرة الأولى التي أراها فيها في زيارتي هذه للأردن، وناقشت سدادا في عرضه وما توصل إليه من نتائج، حيث استغربتْ وجود شاميات يرغبن في التحول إلى ذكور ورأيها أن الشاميات معتزات إلى حد كبيرٍ بأنوثتهن وهو ما يخالف ما يبينه تحليل استشارات اضطراب الهوية الجندرية الموجودة ضمن استشارات مجانين.... وبعد الجلسة طلبت أن نعاود دراسة هذا الأمر بشكل موسع ووعدها سداد بذلك....
انقر الصورة لترى حجما أكبر
وبسرعة كان علي أن أصعد إلى غرفتي لأطلب إنزال حقيبتي ووضعها في استقبال الفندق لأن علي إخلاء الغرفة قبل الثانية عشرة وبالفعل صعدت إلى الغرفة واتصلت منها بالاستتقبال وانتظرت حتى تأكدت من إنزال الحقيبة، وبعد نصف ساعة من انتهاء محاضرة د. سداد كان موعد ورشة العمل التي يشاركني فيها د. يوسف مسلم عن الاستعارات والتشبيهات المستخدمة في علاج مرضى اضطراب الوسواس القهري، ويمثل محتواها خلاصة خبرة سنوات من العمل مع مرضى الوسواس القهري وهو بؤرة اهتمامي واهتمام يوسف كذلك ... قدمت للموضوع في ربع ساعة ثم ناديت يوسف ليتكلم عن الاستعارات التي اعتاد استخدامها مع مرضاه وكانت المرة الأولى التي أستمع فيها له وهو يحاضر وحقيقة شعرت بالسعادة لأني وجدته يتحدث بعمق ينم عن دراية واسعة ليس فقط بالموضوع وإنما بكل فنيات العلاج المعرفي السلوكي بشكل عام.
مدة هذه الورشة كانت من الثانية عشرة إلا ربعا وحتى الثانية ظهرا وأنهى يوسف مشاركته في الورشة وكان علي أن أكمل بقية التشبيهات التي أستخدمها في إقناع المرضى بأهمية التعرض وكيفيته وبضرورة عدم اللجوء إلى احتياطات أو سلوكيات التأمين، فضلا عن التشبيهات والاستعارات الخاصة بمرضى الوسواس القهري الديني، وتعتبر هذه الورشة مثلما الفصل في كتابنا عن العلاج التكاملي للوسواس القهري -الذي تمثل الورشة موجزا له- خبرات لا مراجع أجنبية لها فهي حصاد عملي وعمل المسشارة رفيف الصباغ إضافة إلى عمل يوسف مسلم حتى أننا في الكتاب لم نضع مرجعا أجنبيا واحدا لذلك الفصل.
كانت الورشة التي قدمت لأول مرة في هذا المؤتمر مثلها مثل محاضرتي التي سبقتها عن التواكب المرضي بين الوسواس القهري واضطراب القلق (أو الرهاب) فقد قدمت للمرة الأولى ومع فيلم قصير يبين التداخل والتشابه في الصورة الإكلينيكة بين الاضطرابين، فقط كانت ورشة العمل عن احتياطات التأمين في مرضى الوسواس القهري هي التي تقدم للمرة الثانية بعدما سبق عرضها في مؤتمر السعودي الألماني بجدة شهر أبريل 2016....
ورشة الاستعارات والتشبيهات كانت بحق من أثرى ما قدم في المؤتمر من حيث أصالتها وأهميتها وخصوصية نشأة المعلومات الواردة فيها في بيئتنا العربية، وبعدها لم يطل النقاش لأننا غالبا تجاوزنا الساعة الثانية ولم يتمكن أغلب راغبي الأسئلة من تقدم أسئلتهم وإن كنا -باعتبارها ورشة عمل- لم نمنع أحدا أثناء الورشة من التعليق والمشاركة والإضافة.
بعد هذه الورشة ودعتني د. حنان طقش وكذلك يوسف مسلم كما ودعنا د. عماد التميمي وزوجته.... وكان علينا الصعود إلى الغذاء لإنجاز 3 مهام الأولى كانت الحصول على اشتراك الجمعية العراقية للأطباء النفسانيين في اتحاد الأطباء النفسانيين العرب باعتباري السكرتير المالي أو أمين الصندوق للعامين القادمين فأكملت مبلغ ألف دولار نصفها كانت قد تبرعت به أ.د مها يونس والنصف الثاني أرسله الدكتور قاسم العوادي رئيس الجمعية العراقية للأطباء النفسانيين، والمهمة الثانية كانت الحصول على قيمة اشتراك مؤتمر الأردن وكانت 3000 دولار أخذتها من طبيب أردني أرشدني له د. ناصر الشريقي رئيس الجمعية الأردنية للطب النفسي ورئيس الاتحاد الجديد لمدة سنتين وأما المهمة الثالثة فكانت تناول الغذاء والحقيقة أنها كانت المهمة التي بدأت بها وأتممت الثانيتين أثنائها..... وبعد ذلك ودعني سداد على أن نلتقي قريبا في القاهرة وهو وعد لا أدري متى سيتحقق.
بقي لدي أن أذهب إلى أ. مها رئيسة اللجنة السكرتارية المنظمة لأستلم منها المنشور وأضعه في غلافه الذي وعدت بأن تحفظه عندها وبالفعل قمنا بهذا..... ودعت د. وليد سرحان ويوسف مسلم ود, جمال تركي، ود. عبد الله عبد الرحمن، وبعدها كان علي ترتيب رحلتي إلى المطار فقد كانت الطائرة في الثامنة مساء وعلي أن أجهز وسيلة انتقالي وبالفعل تواصلت مع الفندق وانتظرت من الرابعة والربع حتى الرابعة و35 دقيقة حتى وصلت السيارة وانطلقت بي إلى مطار الملكة علياء ذلك المطار الذي تحول تحولا كبيرا وتضاعفت مساحته ربما أكثر من خمسة أضعاف، ففي أول مرة زرت فيها الأردن كان مطارا صغيرا لا متوسط المساحة لكنه الآن مطار ضخم وفسيحة صالاته وممراته وتشعر في كل ركن فيه بأنك في بلد راق بحق....
أكملت إجراءات السفر وواصلت بحثي الطويل ثم مشواري الأطول حتى بوابة سفري .... وحين وصلت أخيرا كان علي أن أصلي المغرب والعشاء ووجدت واحدا من العاملين في محلات السوق الحرة صلى معي جماعة، ثم جلست وقد بقي 40 دقيقة على فتح البوابة وأمسكت المحمول فإذا هناك إنترنت مجاني تسليت على الواتس وتواصلت مع د. حنان طقش ومع يوسف مسلم وشكرتهما على كرم الضيافة، وأخيرا كان لزاما أن أقول وداعا لأجل قريب أيتها الجميلة عمان.... ومبروك نجاح مؤتمر الاتحاد الرابع عشر.
واقرأ أيضًا:
شكرا سوريا: مؤتمر مختلف/ ثانية ألتقي سدادا .... جمعا في لندن/ لقاء في الأردن