العالم يحكمه الاقتصاد، والدول القوية عبارة عن مؤسسات اقتصادية وحسب، ولهذا فإن الانتخابات في أمريكا أسفرت عن نتائج تتفق وهذه الحقيقة، كما أن الإدارة القادمة بمكوناتها عبارة عن تجمع أكبر لأصحاب القدرات المالية الهائلة، وهذا يعني أن القرن الحادي والعشرين سيكون ميدانا للتافسات والصراعات الاقتصادية الكبرى، ولذلك بدأ التركيز على الصين من قبل الإدارة القادمة.
وبعض الدول القوية لا تملك من القدرات الاقتصادية إلا تصنيع الأسلحة، فتجدها منغمسة في إيجاد أسواق لبضائعها، وأسواق الأسلحة الحروب.
وأصبحت الدنيا منقسمة إلى حالتين، فإما أنت تكون سوقا للبضائع المتنوعة، أو للأسلحة، أو كليهما معا، لكن السلاح ما أن يحل في مكان فإن الذين باعوه سيخلقون سوقا له، لتأمين البيع الدائم والإنتاج المتعاظم.
ويبدو أن الدول الثرية، خصوصا النفطية منها، ارتضت أن تكون أسواقا للأسلحة، أو مسوقا لها، فقد تدخل في حروب أو تساهم بحروب بعيدة عنها، ومعظم أموال الأسلحة في منطقة الشرق الأوسط تمولها ثروات النفط وتعززها فتديم الحروب والصراعات المتفاقمة.
وفي واقع الأمر أن الصين هي المهيمنة على العالم بمنتوجاتها، وهي الأقدر اقتصاديا من أية دولة لأنها تصنع كل شيء وبكلفة مناسبة، بعكس الدول الأخرى التي تزداد فيها كلف الإنتاج، ولا تقدر على تصنيع كل شيء.
فالأسواق العالمية في أمريكا واليابان وأوربا، تزخر بالبضائع الصينية، ومن النادر أن تجد بضائع مصنعة في تلك الدول بأسواقها، لأن كلفة التصنيع عالية، كما أنها ركزت في اقتصادها على التصنيع الحربي وآخر تقنيات الأسلحة، التي تبيعها بأسعار باهضة للمجتمعات المتورطة بحروب أو التي تم توريطها فيها.
ومن المفجع أن تتحول الدول العربية إلى أسواق للأسلحة، وتنأى عن الفكر الاقتصادي والفهم الاقتصادي للتفاعلات العالمية والإقليمية، وتسقط في المنزلقات والأحداث التي يتم دفعها إليها وتوريطها بمسلسلاتها وتداعياتها القاسية، ولهذا فإن النسبة العظمى من الثروات العربية النفطية تذهب إلى شركات السلاح في الدول القوية، التي تريد لهذه المصانع أن تتواصل بإنتاجها، وإلا ستغلق أبوابها وتعلن إفلاسها.
فهل من يقظة اقتصادية عربية وحرص على ثروات النفط واستثمارها بما ينفع الناس؟!!
تساؤل في زمن تدور فيه الحروب والصراعات والويلات في الدول العربية، وهي في حالة استنفار وانسجار، ولربما ينفع السؤال؟!!
واقرأ أيضاً:
امرأة دين!! / الإدراك الأرضي!! / أنتمْ مُخطئون فلا ترموا بعضكم بحجر؟!! / الرئيس القوي والزمن الخطير!!