الفصل التاسع
المفاتيح
الهدف المحدد: ماذا تريد أو ماذا نريد؟
الحواس التي يقوم عليها تحديد الهدف: ماذا سترى أو سنرى؟
ماذا ستسمع أو سنسمع؟
ماذا ستشعر أو سنشعر؟
ماذا ستشم أو سنشم؟
ماذا ستتذوق أو سنتذوق؟
الوضع المرغوب/ الوضع الحالي: ماذا تريد أو نريد؟
ماذا يحدث الآن؟
ما الفرق؟
دليل تحقق الهدف:
كيف سنعرف أو ستعرف أن الهدف قد تحقق؟
إذا كنت تعرف أنك لن تفشل في موضوع ما فماذا تود أن تفعل بخصوص هذا الموضوع؟ إذا كنت واثقا تماما من النجاح فما الأنشطة التي ستقوم بها أو ما هو التصرف الذي ستقوم به؟
كل منا لديه فكرة عن الأشياء التي يرغب فيها، وبعض هذه الأشياء غامض مبهم، فالبعض يرغب في المزيد من الحب، أو المزيد من الصحة و القوة، أو المزيد من المال، أو المزيد من الوقت للاستمتاع بالحياة، ومع ذلك فإننا لكي نقوي قدراتنا العقلية على صنع وتحقيق الأهداف نحتاج أن نكون أكثر تحديدا، ولا يكفي أن نعبر عن رغبتنا في سيارة جديدة أو منزل جديد أو وظيفة أفضل.
وعندما تكتب قائمة أهدافك ستجد أن بعضا منها كانت بخاطرك منذ سنوات عديدة، وبعضا منها لم يخطر على بالك من قبل ولكنك لا بد من تحديد ما تريد؛ لأن معرفتك لما تريد يحدد بشكل كبير النتائج التي ستتوصل إليها، وقبل أن يحدث أي تغيير في حياتك لا بد أولا: أن يكون في داخلك شيء آخر مدهش بشأن ما سيحدث، وعندما تصل إلى تفسير داخلي واضح لما تريد فعندئذ يتم برمجة عقلك وجسمك لتحقيق هذا الهدف؛ فلابد أن نتخطى تلك الحدود في داخل عقولنا أولا، ومن ثم نتخطاها في حياتنا. يقول طاغور: "سأل الممكن المستحيل: أين تقيم؟! فأجاب في أحلام العاجزين".
حاول أن تفكر في هذا الفصل بعقلية الواثق المتفائل دائماً، بالتأكيد أنك سوف تصيغ حياتك على النحو الذي تريده، وفي الحياة العادية يمكنك أن تذهب بعيدا، ولكنك تحتاج وقتا كي تصنع في عقلك واقعا أعظم مما عشته في الماضي، ثم تبدأ في إبراز ذلك الواقع الداخلي إلى العالم الخارجي.
أبدأ أولاً بتجسيد أحلامك؛ وحدد الأشياء التي تريد أن تحصل عليها أو تفعلها أو تكونها أو تشارك فيها، ثم حاول أن تقترب من الأشخاص أو المشاعر أو الأماكن التي تريدها أن تكون جزءا من حياتك، والآن:
1- اجلس وأمسك ورقة وقلم وأبدأ في الكتابة، ومفتاح الموضوع هو أن تحتفظ بقلمك يتحرك ولا يتوقف عن الكتابة مدة لا تقل عن خمس عشرة دقيقة ولا تحاول في هذه المرحلة أن تحدد الكيفية التي ستحقق بها النتيجة التي تريدها، فقط أكتب بلا حدود أو قيود واختصر كلما كان بإمكانك ذلك حتى تستطيع الانتقال إلى الهدف التالي.
احرص على جعل قلمك يتحرك ويكتب طول الوقت.... خذ ما تحتاج إليه من وقت لكي تجمع عينات من النتائج الخاصة بالعمل أو الأسرة أو العلاقات أو الحالة الذهنية أو العاطفية أو الاجتماعية أو البدنية أو أي نتائج أخرى.... أشعر كما لو كنت قائداً وتذكر أنك تسيطر على كل الأمور، وإن معرفتك لهدفك هي أولى الأمور التي تحتاج الوصول إليها.
ويعتبر اللعب أحد مفاتيح تحقيق الأهداف. أطلق العنان لعقلك وضع في اعتبارك أن أي قيود تقف أمامك أنت الذي تصنعها، ولا تجدها إلا في خيالك؛ لذا فعندما تبدأ في وضع حدود أو قيود على نفسك حاول التخلص منها... نظريا تخيل نفسك مصارعا يلقي خصمه خارج الحلبة ثم أفعل نفس الشيء مع أي قيود عليك، خذ هذه القيود وألقِ بها خارج الحلبة وسوف ينتابك شعور بالحرية عندما تفعل ذلك، وهذه هي الخطوة الأولى؛ لذا قم الآن بكتابة قائمتك.
2- دعنا نقوم بتمرين آخر راجع القائمة التي كتبتها وحاول أن تقدر المدة التي تتوقع فيها تحقيق هذه النتائج ستة أشهر أو عاما أو عامين أو خمسة أعوام أو عشرة أو عشرين، من المفيد لك أن تعرف الإطار الزمني الذي تعمل فيه، ولاحظ الطريقة التي تتحقق بها قائمة أهدافك فبعض الناس يجدون أن القائمة التي وضعوها تحوي في أغلبها الأشياء التي يريدونها الآن، وهناك آخرون يجدون أن أحلامهم العظيمة بعيدة المنال في المستقبل، وإذا كانت أهدافك كلها قصيرة المدى فأنت في حاجة إلى نظرة أطول لإمكانية تحقيقها على أرض الواقع، وإذا كانت أهدافك كلها طويلة المدى فأنت في حاجة لاتخاذ بعض الخطوات التي تقودك نحو الاتجاه الذي تتوقع السير فيه؛ فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة ومن المهم أن تكون على دراية بالخطوتين الأولى والأخيرة. ولا تنسى أنه: "بالصبر تبلغ ما تريد، وبالتقوى يلين لك الحديد".
3- والآن أريدك أن تجرب شيئا آخر؛ أختر أهم أربعة أهداف لك خلال هذا العام، وأقصد الأهداف التي تهتم بها بأكبر درجة ممكنة والتي ستحقق لك غاية الإشباع والرضا إذا حققتها..... والآن أريدك أن تكتب سبب حرصك على تحقيق هذه الأهداف بالذات، كن صريحا ودقيقا وواضحا قل لنفسك لماذا أنت واثق من تحقيق هذه النتائج وما سبب أهمية ذلك بالنسبة لك؟
إذا كان لدى الإنسان أسباباً كافية ليفعل شيئا فهو يستطيع أن يفعل أي شيء.... إن هدفنا من القيام بأي شيء يعد حافزاً أقوى من هذا الشيء الذي نسعى لتحقيقه، وقد قيل "لو أن لديك أسباباً كافية فإنك تستطيع أن تفعل أي شيء"؛ فالأسباب أو لنقل الدوافع هي الفارق بين حرصك وعدم حرصك على تحقيق هدف ما، وهناك أشياء كثيرة في الحياة نقول إننا نريدها ولكننا في الحقيقة لا نهتم بتحقيقها، فيجب أن نكرس أنفسنا تماما لأي شيء نريد تحقيقه.
فمثلا لو أنك قلت أنك تريد أن تكون غنيا فهذا هدف: ولكنه لا ينعكس بشكل قوي ومؤثر على تفكيرك أما إذا أدركت سبب رغبتك في أن تكون غنيا وماذا يعني أن تكون غنيا فسوف يحفزك ذلك كثيرا لتحقيق هذا الهدف؛ فالسبب والدافع وراء فعل أي شيء أهم كثيرا من طريقة فعل هذا الشيء. ولو كان لديك مبرر وسبب كاف وقوي لفعل شيء ما يمكنك بسهولة صياغة الطريقة التي ستستخدها للقيام بفعل ذلك الشيء... فلو أن لديك أسبابا ودوافعاً كافية ومقنعة بالنسبة لك فسيمكنك حقا أن تفعل أي شيء تريده في هذا العالم.
4- والآن طالما لديك قائمة بأهدافك راجعها وطبق عليها القواعد الخمس لصياغة النتائج:
هل أهدافك إيجابية؟
هل هي محددة؟
هل يتوافر دليل على إمكانية تحقيقها؟
صف ما ستمر به عندما تحقق هذه الأهداف، أو بعبارة أوضح ماذا سترى أو ستسمع أو ستشعر أو ستشم؟
أيضا أذكر إذا ما كانت تلك الأهداف يسهل عليك تحقيقها؟
هل هذه الأهداف منطقية ومقبولة بالنسبة لك وللآخرين؟
فإذا وجدت هذه الأهداف ينقصها أي شيء من هذه الشروط إذا فلا تتردد في تعديلها أو تغييرها.
5- بعد ذلك أكتب قائمة بمصادر التمويل المهمة التي تمتلكها بالفعل، فعندما تبدأ مشروعا صناعيا تحتاج إلى أدوات أو إمكانات تمتلكها لتمويل ذلك المشروع، ولكي ترسم صورة قوية عن مستقبلك فأنت في حاجة إلى نفس الشيء؛ لذا أكتب قائمة بالأشياء التي تمتلكها ويمكنك أن تستخدمها في تحقيق هدفك: كالصفات الشخصية، والأصدقاء، والمصادر المالية، والتعلم، والوقت، والطاقة اللازمة...... إلخ، حاول استخراج القوى والمهارات والمصادر والأدوات التي تمتلكها.
6- عندما تفعل ذلك فكر في المرات التي استخدمت فيها هذه المصادر بمهارة، استرجع من ثلاث إلى خمس مرات كنت ناجحا فيها في حياتك، تذكر المرات التي أديت فيها مهمات ناجحة سواء في شئون حياتك أو في شئون العمل أو الدراسة أو الرياضة أو المال أو العلاقات الشخصية... وهذه المرات يمكن أن تكون صفقة ناجحة قمت بها يوماً ما، أو يوما جميلا قضيته مع أبنائك، بعد ذلك أكتب هذه الأمور، ثم أكتب ما فعلته حتى نجحت في إتمام هذه المهمات، وما هي الصفات والمصادر التي قمت باستغلالها أحسن استغلال؟، وما الذي جعلك تشعر بالنجاح حيال هذه الموقف؟.
7 – بعد أن تفعل كل هذا حدد المواصفات الشخصية التي لا بد أن تمتلكها حتى تحقق هذه الأهداف، هل يستغرق تحقيق هذه الأهداف قدرا كبيرا من الإجراءات أو التعلم؟ هل سيتوجب عليك أن تستثمر وقتك بأفضل شكل ممكن؟ فمثلا لو أنك تريد أن تصبح زعيما وطنيا من طراز خاص، وله كاريزما تمكنه من تغيير الواقع إلى الأفضل، حدد نوعية هذا الشخص الذي يمكن أن يتم انتخابه وتكون لديه المقدرة على التأثير في أعداد كبيرة من الناس.
إننا نسمع كثيرا عن النجاح ولكننا لا نسمع ما يكفي عن مكونات هذا النجاح كالاتجاهات والاعتقادات والسلوكيات التي تؤدي إلى تحقيق هذا النجاح، فإذا لم تكن مدركا لتلك المكونات فقد تجد صعوبة في تحقيق النجاح، لذا أبدأ الآن واكتب فقرتين أو حتى صفحة عن الصفات الشخصية والمهارات والاتجاهات والاعتقادات والإجراءات التي تحتاجها كشخص يريد أن يحقق كل رغباته، ولتأخذ ما يكفيك من كتابة في هذا الموضوع. ولا تنسى أنه: "لكي تنجح فلابد أن تؤمن بأن الإنسان يمكنه النجاح"، "وأن ما يدركه ويؤمن به عقل الإنسان يمكنه أن يحققه".
8- بعد ذلك أكتب عدة فقرات عما سينفعك من امتلاكك لبعض الأشياء التي ترغب فيها الآن. إن إحدى طرق التغلب على القيود التي تعيقك عن تحقيق هدفك هي أن تعرف بالضبط ما هي هذه القيود؟
قم بفحص وتحليل شخصيتك لتعرف ما الذي يعوقك عن تحقيقك لما تريده؟
هل أنت تفشل في وضع الخطط؟ أم أنك تخطط جيدا ولكنك لا تحسن التنفيذ؟
هل تحاول أن تقوم بأمور عديدة في وقت واحد؟ أم إنك تظل منكبا على شيء واحد ولا تفعل غيره؟
هل كنت في الماضي متشائماً لدرجة تمنعك من القيام بأي تصرفات إيجابية أو اتخاذ القرارات المناسبة لمصلحتك؟
إننا جميعا نمتلك أساليبنا الخاصة في تعقيد أنفسنا. ولدينا وسائلنا للفشل، ولكننا إذا أدركنا القيود التي كانت تعوقنا في الماضي نستطيع الآن أن نعرف ماذا نريد؟ أو لماذا نريد شيئاً ما؟ أو من الذي سيساعدنا على تحقيقه؟، ولكن أهم شيء يحدد لنا في النهاية نجاحنا أو فشلنا في تحقيق أهدافنا هو تصرفاتنا؛ ولكي نتصرف بوعي علينا أن نضع خطتنا خطوة خطوة فعندما تنوي بناء بيت فهل كل ما تفعله هو إحضار الخشب والمسامير والمطرقة والمنشار والأسمنت والحديد والحجارة (أو الطوب) والأدوات الصحية وأدوات الكهرباء ثم تنتظر النتيجة؟ هل هذا يمكن أن يؤدي إلى تحقيق النجاح في إتمام بناء ذلك البيت؟
لا يمكن، فلكي تبني بيتا فإنك تحتاج إلى رسم تخطيط لذلك المنزل، ثم ترخيص من البلدية، كما تحتاج إلى ترتيبات ونظام معين في إحضار مواد وعمال البناء، فلا يمكنك أن تصب خرسانة السقف مثلاً دون وجود أساس وجدران من الطوب أو الحجارة لهذ المنزل؟، ثم أنت بحاجة إلى سباك لتوصيل المياه وتركيب الأحواض والمراحيض ثم توصيل أنابيب الصرف الصحي لخارج المنزل وكذلك كهربائي لعمل التوصيلات الكهربائية اللازمة داخل سقف وجدران البيت، وكذلك عمل الشبابيك والأبواب اللازمة لذلك المنزل، بالإضافة إلى تغطية الجدران والأسقف بطبقة من الملاط الأملس ثم تلوينها بعد ذلك، ولا يمكن عمل خطوة قبل أخرى؛ فلا يُعقل أن تلون الجدران قبل إضافة بطانة من الملاط الناعم إليها، وهكذا... فلكي تكتمل إجراءات هذا البناء بصورة صحية متناسقة فعليك بالتخطيط أولا ثم ترتيب خطوات البناء بصورة تسلسلية يعرفها جيدا من يعملون في بناء المنازل، فإن لم يكن أمر البناء كذلك فستحصل في النهاية على كتل متجمعة وغير متناسقة من الحجارة والخرسانة والنوافذ والأبواب بصورة عشوائية غير صحية لمعيشة الإنسان.
نفس الشيء ينطبق على حياتك؛ لذا فأنت الآن في حاجة إلى وضع خططك الخاصة بك. ترى ما هي الإجراءات الضرورية التي يتوجب اتخاذها حتى تحقق النتيجة التي تتطلع إليها؟ إذا لم تكن تعرف فتخير شخصا يكون قد حقق ما تريده أنت وابدأ بتقليده خطوة بخطوة وشبر بشبر وذراع بذراع، ويلزمك هنا أن تبدأ بأصعب الأهداف، ثم الأسهل فالأسهل، خطوة خطوة، فإذا كنت تضع بين أهدافك أن تصبح مستقلا من الناحية المالية إذا فالخطوة التي تسبق تحقيق هذا الهدف هي أن تصبح أنت رئيس شركتك الخاصة، والخطوة التي تسبقها هي أن تصبح نائبا للرئيس أو تشغل أي منصب مهم آخر. وما أجمل قول أرسطو: "اعتبر بمن مضى قبلك، ولا تكن أبداً عبرة لمن يأتي بعدك".
أما الخطوة الأخرى التي يمكنك القيام بها؛ هي أن تحاول مثلا إيجاد مستشار مالي نشط وخبير ضرائب يساعدك في إدارة أعمالك، وعندئذ من الضروري أن تستمر على هذا النحو إلى أن تجد شيئا يمكنك القيام به الآن ويكون له تأثير إيجابي على تحقيقك للهدف النهائي، ربما يمكنك اليوم فتح حساب لك في أحد البنوك، أو الحصول على كتاب يعطي لك فكرة عن المعاملات المالية لبعض الأشخاص الناجحين في المجتمع؛ وذلك لتعرف ماذا يلزمك فعله لتحقيق أهدافك؟ وما هي الخطوات الرئيسية لإنجاز هدفك؟، وما هي الأشياء التي يمكن أن تقوم بها اليوم أو غدا أو هذا الأسبوع أو هذا الشهر أو هذا العام وتحقق لك النتيجة التي تتطلع إليها؟
التقليد بحكمة؛ فلا تقلد "أي حاجة":
بمناسبة ما ذكرته من قبل عن قصة أستاذي في إنجلترا وكلمة "أي حاجة"، استمعوا معي إلى مغبة التقليد الأعمى:
دعا أحد الرؤساء الأمريكيين يوماً بعض الفلاحين من دائرته الانتخابية لتناول العشاء معه في البيت الأبيض، ولما كانوا يجهلون المراسم المتعلقة بولائم العشاء في البيت الأبيض فقد قرروا فيما بينهم أن يقلدوا الرئيس في كل ما يفعله!، ومضى كل شيء على ما يرام حتى قُدمت القهوة، فصب الرئيس فنجانه في طبق ثم أضاف إليه كريمة وسكر ففعلوا مثله، ولكن زادت دهشتهم عندما شاهدوه يضع هذا الطبق أمام قطته الجائعة، والتي كانت تجلس تحت قدميه!!!.
والآن لو كنت تريد مثلاً أن تصبح أعظم مؤلف موسيقي في العالم ما هي الخطوات التي تؤدي إلى تحقيق هذا الهدف؟ أولاً يجب أن تكون عاشقاً للموسيقى، ولديك الرغبة والحافز لتهب حياتك كلها لهذا الفن، ثم إنك في طريق استرجاع النتائج خطوة خطوة في كل المجالات -من الأعمال إلى الأمور الشخصية ثم الانشغال بسماع المؤلفات العالمية الموسيقية المختلفة، وبعد ذلك التفوق في حفظ النوت الموسيقية ودراستها على يد خبراء وموهوبين من مدارس موسيقية عالمية متنوعة، ثم عمل دراسات عليا في مجال تخصصك الموسيقي، لتجمع بين الهواية والرغبة مع الدراسات الأكاديمية المتقدمة– وهكذا تستطيع أن ترسم الطريق الصحيح الذي يمكنك اتباعه بادئا بهدفك النهائي، ومنتهيا بما تريد أن تفعله الآن.
قم الآن بتصميم خطتك، وإذا لم تكن واثقا بالشكل الذي تريد أن تسير خطتك عليه فقط أنظر ماذا يمنعك من امتلاك ما تريد الآن؟!، فإن كان هناك ثمة ما يمنعك فعندئذ يمكنك أن تعمل على تغيير مباشر في خطتك، واعلم أن حل هذه المشكلة يصبح هدفا ثانويا أو هامشيا بالنسبة لتحقيق أهدافك الكبرى.
9- والآن خذ أهدافك الأربعة وضع أول رسم لخطتك التدريجية لتحقيق هدفك الأعظم وتذكر أن تبدأ بالهدف واسأل نفسك: ماذا ينبغي أن أفعل أولا لكي أحقق هذا الهدف؟ أو ما الذي يمنعني من تحقيق هذا الهدف الآن؟ وماذا يمكن أن أفعله لأغير من هذا الوضع؟ وتأكد جيدا من أن خطتك تشتمل على شيء تستطيع أن تقوم به الآن. وتيقن من أنه: "ما من هدف عظيم يتحقق في حياتنا إلا و كان حلماً أولاً".
لقد سبق وأكملنا الجزء الأول من وصفة تحقيق أفضل نجاح وأنت تعرف تماما هدفك وقد حددت أهدافك على نطاق كل من: المدى القريب والبعيد، وقد حددت جوانب شخصيتك التي يمكن أن تساعدك، والجوانب التي قد تعوقك في تحقيق ما تطمح إلى تحقيقه، والآن أريدك أن تبدأ في وضع سياسة تمكنك من الوصول إلى ما تريد، ترى ما هي أسلم طريقة لتحقيق التفوق؟ إن أسلم تحقيق للتفوق هو تقليد لشخص يكون قد حقق ما تتطلع أنت إلى تحقيقه. وستجد في هذا الكتاب عدداً لا حصر له من المتفوقين في جميع فروع ومجالات الحياة، وعلى درجات ومستويات مختلفة من التفوق. وتذكر أنه: "لا مستحيل عند أهل العزيمة".
10– وعليك الآن اختيار بعض النماذج التي يمكن أن تكون هذه النماذج أشخاصا في حياتك أو أشخاصا مشهورين حققوا نجاحات عظيمة أكتب أسماء ثلاثة أو خمسة أشخاص مشهورين حققوا ما تطمح إليه ثم حدد في عبارات بسيطة الصفات أو السلوكيات التي تميزوا بها وجعلتهم ناجحين، وبعد أن تفعل ذلك أغمض عينيك، وتخيل للحظة أن هؤلاء الأشخاص سوف يرشدونك إلى أفضل طريقة لتحقيق هدفك، والآن أكتب فكرة رئيسية واحدة يمكن أن يعطيها لك كل واحد من هؤلاء الأشخاص، على اعتبار أنهم يحادثونك شخصياً، قد تكون هذه الفكرة نصيحة في كيفية تحاشي عائق يقابلك في طريقك، أو كيفية اختراقك لقيود معينة أو الأمور التي ينبغي عليك الاهتمام بها، أو الأشياء التي يجب عليك أن تبحث عنها، كل ما عليك هو أن تتخيل هؤلاء الأشخاص يتحدثون إليك، واكتب تحت اسم كل واحد منهم الأفكار التي ترد إليك وتعتقد أنهم قالوها لك، وعلى الرغم من أنك لا تعرف هؤلاء الأشخاص عن قرب فإنهم من خلال هذه العملية سيصبحون مرشدين جيدين لك في المستقبل. وتيقن من أن: "الحياة صورة أنت تشارك في رسمها".
كان سيدنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كان يقلد رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في كل شيء حتى في مواضع مشيه وجلوسه، ويتحرى مكان أقدامه ليسير عليها، أما عن مواضع سجوده صلى الله عليه وسلم فكان كل الصحابة والتابعين –رضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين بمكة والمدينة- يتحرون مواضع سجوده صلى الله عليه وسلم ليسجدوا هم أيضاً فيها تأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم.
أما صلاح الدين الأيوبي فقد اقتفى أثر أستاذه ومعلمه وقدوته نور الدين محمود زنكي، والذي كان سلطانا عادلا عالما بالدين زاهدا رحيما برعيته مجاهدا في سبيل الله تعالى طوال حياته إلى مماته، كان كل همه تحقيق وحدة الأمة الإسلامية لتحرير القدس من يد الصليبيين المعتدين؛ لذا وجه كل جهده لإسقاط الخلافة الفاطمية الفاسدة العقيدة والتي كانت تلفظ أنفاسها الأخيرة بمصر، وضم مصر تحت سلطان الخلافة العباسية السنية في بغداد، وكان ساعده الأيمن في تحقيق هذا الهدف هو تلميذه صلاح الدين الأيوبي وذلك بعد أن مات عم صلاح الدين أسد الدين شركوه أثناء وجودهما بمصر، وكان وزير الفاطميين "شاور" ثم الخليفة الفاطمي نفسه قد استنجد بنور الدين محمود لصد هجوما محتملاً من الصليبيين على مصر.
وبعد وفاة نور الدين زنكي حمل الراية من بعده تلميذه صلاح الدين الأيوبي والذي كان بحق خير تلميذ لخير أستاذ، واستمر صلاح الدين على نهج نور الدين زنكي، فكسر شوكة الصليبيين في حطين، وحرر القدس، وأعاد الآذان و الصلاة إلى المسجد الأقصى الذي اتخذه الصليبيون كحظيرة لخنازيرهم واصطبل لخيولهم طوال فترة احتلالهم للقدس!!، والتي دنسها الصليبيون حوالي تسعين عاماً بعد أن قتلوا سبعين ألفاً من أهلها في يوم احتلالها فقط!!، وقام صلاح الدين قبل وفاته بصد أعنف الحملات الصليبية على المشرق بقيادة ريتشارد قلب الأسد ملك إنجلترا ومن معه من ملوك وأمراء أوروبا فانسحب هؤلاء الملوك والأمراء بجيوشهم منهزمين يجرون أذيال الخيبة والهزيمة، واحتفظ المسلمون ومسيحيو الشرق -بطوائفهم المختلفة- بالقدس حرة من شراسة وقساوة وظلم الصليبيين المعتدين، لقد كان صلاح الدين الأيوبي كأستاذه نور الدين محمود رحيما برعيته زاهداً في الدنيا منصفا حتى مع أعدائه، مجاهدا في سبيل الله حتى آخر يوم في حياته، وعندما توفى السلطان صلاح الدين الأيوبي حاكم مصر والشام (بدوله سوريا ولبنان وفلسطين والأردن) واليمن وخادم الحرمين الشريفين لم يجد ورثته في خزائنه سوى سبعة دنانير!!، لقد كان صلاح الدين الأيوبي بحق نعم التلميذ الذي تفوق على قدوته وأستاذه.
والآن لا شك أن لديك صورة داخلية لما تود أن تكون عليه، ويمكنك توفير الوقت والجهد، وأن تتجنب ضياع مجهودك باتباعك نموذجا من الناس يكون قد حقق نجاحا من قبل ولكن بطرق ملتوية وغير سوية، ومن المؤكد أنك سترفض سلوكيات ذلك الشخص؛ لأنه ليس من المعقول أن يكون قدوتك شخصاً قد حقق نجاحاً رخيصاً بطرق ملتوية!.....
ولكن الآن ترى من هم الأشخاص الذين يصلحون كنماذج طيبة لك؟ سوف تجدهم في أصدقائك أو أسرتك أو أقاربك أو معارفك أو معارف عائلتك أو جيرانك أو في بعض الشخصيات الفريدة من نجوم المجتمع، ولا تنسى أن: "المثل العليا كالنجوم تهتدي بها ولا تراها وجها لوجه".
وإذا لم تعثر على القدوة الصالحة بالنسبة لك بين الأحياء فابحث في سير أهل القدوة من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، المهم يجب عليك أن تحزم أمرك في البحث عنه وإيجاده بأي طريقة!. يقول تعالى: "لقد كانَ لَكُم في رَسولِ اللهِ أُسوةٌ حَسَنةٌ لِمَن كَانَ يَرْجُوا اللهَ واليومَ الآخِرَ وَذَكرَ اللهَ كَثِيراً" الأحزاب 21
والآن، ارجع إلى تاريخك الشخصي واسترجع زمنا كنت فيه ناجحا في شيء ما.... أغلق عينيك وارسم وتخيل أوضح صورة ممكنة لذلك النجاح السابق لاحظ إذا ما كنت رسمت هذه الصورة على يمينك أو يسارك أو أعلى أو أسفل أو في الوسط مرة أخرى لاحظ كل مقومات هذا النجاح، حجمه شكله وحركاته، والمشاعر والأحاسيس التي كان يوجدها بداخلك، والآن فكر في النتائج التي حققتها اليوم، وارسم صورة لما يمكن أن تكون أنت عليه لو أنك حققت كل ما تريده اليوم..... ضع هذه الصورة على نفس الجانب مع الصورة الماضية وقم بتكبيرها وتلميعها وتلوينها بقدر استطاعتك ولاحظ الشعور الذي سينتابك، لابد أنك ستشعر أنك مختلف جدا، وثقتك بالنجاح سوف تكون أكبر كثيرا مما كانت عليه وأنت تصوغ أهدافك للمرة الأولى!.
لو أنك وجدت صعوبة في ذلك يمكنك استخدام طريقة الهزهزة، حرك الصورة التي رسمتها لأهدافك في الناحية الأخرى من إطارك الذهني، قم بتصغيرها وتكبيرها وإضاءتها وإظلامها ثم انقلها بسرعة إلى نفس المكان الذي توجد فيه الصورة القديمة الناجحة جاعلا إياها تتغلب على على أي صورة ممكنة تكون قد عرفتها للفشل، حركها مرة أخرى حتى تكتسب كل الصفات الواضحة والمميزة التي كان يتصف بها النجاح الذي حققته في ماضيك ويجب أن تقوم بهذه التمرينات على أساس من الفهم والوعي حتى يرسم عقلك صورة أوضح لما تنتظر أنت تحقيقه، فالعقل يستجيب بصورة أفضل للتكرار والأحاسيس العميقة؛ لذا إن كنت تعيش حياتك دائما على النحو الذي ترغبه، وإن كنت تعيش هذه الحياة بأحاسيسك العميقة الصريحة فثق بأنك ستحقق ما تصبو إليه، وتذكر أن الطريق إلى النجاح يمكن دائما بناؤه وتمهيده. واعلم أنه "ليس سقوط المرء فشلاً و لكن الفشل هو أن يبقى حيث سقط"..."ومن لا يغامر في الفشل لا يحرز النجاح".
11- من الروائع أن يكون لديك أهداف كثيرة، ومع ذلك فإن الأفضل هو أن تكون قادرا على رسم الصورة الكلية لهذه الأهداف مجتمعة. والآن اصنع يومك المثالي، ما الذي يشغل الناس؟ ما الذي تود أن تفعله؟ وكيف تبدأ؟ أين تود الذهاب؟ وأين تود أن تكون؟
عش يومك منذ أن تستيقظ في الصباح وحتى تعود إلى النوم في المساء...
ما هي البيئة التي تود أن تحيا بين جنباتها؟ ترى ما الشعور الذي ينتابك وأنت تلجأ إلى السرير بعد يوم رائع؟ امسك ورقة وقلما واكتب كل هذه التفاصيل تذكر كل النتائج والتصرفات والحقائق التي تمر بها بداية من ورودها لعقولنا؛ هكذا يمكنك أن تصنع يومك بالشكل الذي ترغب فيه.
12- ننسى أحيانا أن الأحلام تبدأ في المنزل، وننسى أن الخطوة الأولى نحو النجاح هي إمتاع أنفسنا بالجو الذي يغذي ويحفز نشاطنا، ذلك الجو يساعدنا على تحقيق ما نريده.
وأخيراً أرسم وتخيل بيئتك الرائعة أريدك أن ترسم إحساسك بالمكان أطلق لخيالك العنان بلا حدود ولا قيود فأي شيء تريده هو ما يجب أن تفعله في حدود المباح والمتاح... وتذكر دائما أن تفكر كقائد شكل البيئة التي تعطيك أحسن ما فيها كشخص..................... أين تود أن تعيش؟ في الغابة أم في المحيط؟ أم في مكتب؟ ما هي الأدوات التي تريدها معك؟ فرشة رسم أم ألوان أم موسيقى أم كمبيوتر أم تليفون؟ ما نوعية الأشخاص الذين تريدهم حولك حتى تتأكد أنك حققت كل ما تصبو إليه في حياتك؟، يقول ديفيد جونسون: "ليس على طريق النجاح إشارات تحدد السرعة القصوى".
وإذا لم يكن لديك تصور واضح لما تريد أن تكونه أنت فكيف تكون لديك فرصة لتحقيق هذا التصور؟!
وإذا لم تكن تعي الجو الملائم الذي تحتاج إليه فكيف يمكنك صنعه؟!
كيف تستطيع أن تصيب هدفا ما إذا لم تكن تعرفه؟!
وتذكر أن العقل يحتاج إلى مؤشرات واضحة ومباشرة لما يريد تحقيقه، إن عقلك لديه القوة لإعطائك كل شيء تريده، ولكنه لا يفعل ذلك إلا إذا كان كل شيء أمامه واضحا ومباشرا.
يقول هنري فورد: "إن التفكير أصعب الأعمال وهذا هو السبب في أن القليلين هم الذين يختارونه كعمل".
وإذا كان من المحتم أن تستفيد من هذا الفصل شيئا فهو: أن النتائج لا مفر من إنجازها، وإذا لم تمد عقلك ببرامج لتحقيق الأهداف التي ترمي إليها فإن شخصا آخر سيفعل لك ذلك بدلا منك!!.
وإذا لم تكن لك خطتك الخاصة بك فإن شخصا آخر سيدخلك معه في خططه، وإذا كان كل ما تفعله مجرد قراءة هذا الفصل فإنك ستضيع وقتك لا محالة، ولا بد من أن تأخذ وقتا في ممارسة كل تمرين من هذه التمارين السابقة، وقد لا يبدو أن هذه التمارين سهلة في البداية ولكن ثق تماما في أنها تستحق كل ما ستبذله في أدائها، وعندما تبدأ فيها سترى أنها ممتعة جدا... إن أحد أسباب فشل بعض الناس في الحياة هو أن النجاح يتخفى خلف العمل الجاد، وعملية وضع الأهداف وصياغة النتائج عمل صعب فعلا، ويسهل كثيرا على الناس أن يبتعدوا عن هذه الأمور وينخرطوا في كسب عيشهم بدلا من الرسم والتخطيط للشكل الذي يودون أن يعيشوا فيه.
لكل ذلك أبدأ الآن في بذل طاقتك وخذ وقتك في ترتيب أمورك حتى تتمكن من إكمال هذه التمارين بأفضل شكل ممكن، و كثيراً ما يقال أن هناك مصدرين للمعاناة في هذه الحياة: المعاناة من وضع الخطط، والمعاناة من تحديد الهدف، وإذا كان وزن المعاناة من وضع الخطة عدة كيلوجرامات فإن معاناة تحديد الهدف قد تزن عدة أطنانا!!!..... إن هناك قدرا كبيرا من الإثارة في تطبيق هذه المبادئ الإثنى عشر فحاول جاهدا أن تطبقها على نفسك. ولا تنسى: "أن الأفكار القيمة البناءة كالألماس صعب الحصول عليها، ولكن الأصعب هو عملية الصقل".
ولا تظن أن الوصول إلى الهدف سهل المتناول كأكل الكعك والتمر؛ فمن الممكن ألا يصل إليه المرء إلا بعد أن يمضغ الحجر الصوان ويتخطى المتاعب ويصبر على مرارة الأيام!!. وتذكر قول الشاعر:
لا تحسب المجد تمرا أنت آكله لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا
من المهم أيضا أن تراجع نتائجك بشكل منتظم، فأحيانا نحن نتغير ولكن تظل أهدافنا كما هي، لأننا لا نحاول أن نعرف إذا ما كنا مصرين على تحقيق تلك الأهداف أم نريد غيرها في حياتنا؟! وعلى هذا الأساس راجع نتائجك وأهدافك كل عدة أشهر، أو كل عام بشكل منتظم...... ومن المفيد لك أن تحتفظ بدفتر تسجل فيه أهدافك خلال كل فترة من فترات حياتك، فالدفاتر اليومية شيء رائع، وعند مراجعتها تستطيع أن تدرس وتعرف كيف تطورت حياتك؟!، وكم يبلغ مقدار هذا التطور؟!، فإذا كانت حياتك تستحق أن تحياها فهي أيضا جديرة أن تسجلها على الورق......
هل كل هذا يجدي؟ بالفعل يجدي... ولنستمع معا للقصة التالية:
حكى زميل لي بعض معاناته في حياته قائلا:
"منذ أكثر من ثلاثين عاما تمنيت أن أكون طبيبا أعالج مرضى السرطان؛ لقد كان لي أخ يكبرني بسبع سنوات توفي على أثر ورم سرطاني بدأ في يده اليسرى وبعد أن تم بتر طرفه الأيسر بسنة واحدة انتشر المرض في إلى رئتيه وتوفى بعد ذلك في غضون أسابيع بعد رحلة من الألم والمعاناة، لا أنسى معاناته من الآلام وهو يصرخ طالبا لحقنة أو قرص مورفين كي يخفف عنه الألم، لقد توفى أخي هذا وعمري عشر سنوات.
وأعتقد أن رؤيتي له وهو يتعذب من آلام السرطان ثم وفاته من مضاعفات هذا المرض اللعين كان حدثا مفصليا في حياتي، لقد قررت بعدها أن أكون طبيبا، وبعد أن كنت لا أهتم بالدراسة كثيرا أصبحت مصرا عليها ملتزما بواجباتها، لا أذكر أنني أخذت درساً خصوصياً في حياتي، المهم تخرجت من كلية الطب بتفوق وأصبح المسار الذي رسمته لحياتي بعيداً إلى حد ما عن مرضى السرطان، فقد عينت معيدا بوحدة الغدد الصماء ثم مدرسا مساعدا ثم مدرسا، ورغم أنني لم أعمل بقسم الأورام أو قسم علم الأمراض إلا أنني ظللت على علاقة مستمرة بمرضى الأورام، على الأقل من خلال الجمعيات الخيرية المرتبطة بهم.
وأثناء هذه الرحلة الطويلة تزوجت بعد تخرجي من كلية الطب بأربعة أعوام ورزقت ابني بعد عدة أعوام من زواجي، والحمد لله أحيا حياة طيبة مازلت فيها على اتصال بمرضى الأورام، ففي المستشفيات التي عملت بها كان لي احتكاكا دائما بأطباء ومرضى الأورام (المرضى المصابين منهم بالسكري وأمراض الغدد المختلفة وبحاجة إلى علاج بالهرمونات) وإن لم يكن ذلك بصورة مستمرة.
بالفعل لقد حصلت على بعض الأهداف كما رسمتها في مخيلتي، فالكثير مما تخيلته قد تحقق، يوم كنت أعطي عقلي رسائل واضحة ودقيقة ومباشرة تقول: إن هذا هو واقعي الذي سأعيش فيه؛ ولأنني لدي الهدف الواضح المحدد فإن عقلي الباطن قاد أفعالي وأفكاري إلى تحقيق الأهداف التي كنت أبغيها؛ لقد نجحت هذه الطريقة معي بالفعل ويمكنها أيضا أن تنجح معك".
والآن عليك القيام بشيء واحد أخير أكتب قائمة بالأشياء التي تمتلكها الآن وكانت أهدافا لك في الماضي، كل الأشياء التي تستطيع القيام بها، وكل الأنشطة، وكل الناس الذين تشعر بالامتنان لهم، والمصادر التي أصبحت متاحة أمامك.
إنني أسمى هذه القائمة "أجندة الامتنان".......... فأحيانا يتوقف الناس عند الشيء الذي يريدونه، ولا يقدرون على استغلال الأشياء التي حصلوا عليها بالفعل، والخطوة الأولى نحو تحقيق هدف ما هي: إدراك ما نمتلكه فعلا والامتنان لذلك، ثم تطبيق ذلك على كل إنجازات مستقبلنا، إننا جميعا لدينا الوسائل التي يمكنها أن تجعل حياتنا أفضل في أي وقت، واعلم إن تحقيق أصعب أحلامك يجب أن يبدأ الآن مع الخطوات اليومية التي تضع قدميك على الطريق الصحيح...... كتب شكسبير يوما "الفعل هو الفصاحة"، فابدأ الآن بفعل فصيح يقودك إلى نتائج أكثر فصاحة.
ويتبع >>>>>>>>>>> تحديد الهدف ودليل تحقيقه2