"العدل أساس الملك"!!
"وإنْ حكمتَ فاحكم بينهم بالقسط، إنّ الله يحب المُقسطين" المائدة: 42
القِسط: العدل.
أين نحن من هذه الآية ومن غيرها من الآيات والأقوال والدعوات المدوية الداعية للعدل والإنصاف في الحكم.!! وما أكثر التأكيد على الحاكم العادل في أدبياتنا الدينية والفكرية، ولكن العمل يهزم الكلام ويدحض الأقوال ويقتل العدل. فلماذا لا نتعلم من غيرنا العدل الذي غادرناه وأنكرناه، ومخزون تراثنا يؤكد عليه ويعلي من شأنه وضرورته وأهميته في استتباب الأمن والأمان؟!
في أمريكا أصدر الرئيس الجديد قرارا يخلو من الإنصاف، فتظاهر الشعب وتواصل بالتحدي والرفض، لأنه قرار مجحف ولا يتفق مع القيم والمبادئ التي صنعت أمريكا القوية المستوعبة للإرادات والتطلعات البشرية، بلا تمييز أو تفريق، فالعدل أساس الملك، ولا بد لصوت العدل أن يسود ويفعل.
وبعد أسبوع من الرفض المتواصل، أمر قاضي فيدرالي من ولاية واشنطن بوقف العمل بالقرار، وأمر بتطبيق فوري لقراره في جميع الولايات، وتم له ذلك، وحاول الرئيس أن يستأنف فورا فما تمكن، ومضى مستأنفا في محكمة فديرالية في ولاية كليفورنيا وبعد مداولات، أيدت القرار الذي صدر من المحكمة الفيدرالية في ولاية واشنطن.
الرئيس الذي حسب أن لا أحد يمكنه قول "لا" لقراراته، وجد السلطة القضائية تقف بوجهه وتمنع تنفيذ قراراه. فهل يحصل مثل هذا في شعوب أمة العدل والإنصاف كما تدّعي؟ وهل سيكون القانون فوق الكرسي؟
إذا توصلنا إلى عُشر ذلك فنحن بخير، في أمة العدل يكون الكرسي هو الحاكم بأمر الله، والعدل ما تدوسه قدماه، ولا جدال في أنه القانون والدستور، ولا خيار لأحد سوى الاستسلام والخنوع والخضوع وعدم النبس ببنت شفة.
ولن يستطيع أي قاضٍ عربي - إلا فيما ندر - أن يأمر بنقض قرار الكرسي، لأن ما يصدره الكرسي هو القانون النافذ في عرف الذين يدّعون أنهم القضاة، ذلك أن فلسفة العدل ومعانيه الجوهرية لا أساس لها ولا برهان!!
ولا يمكن للسلطات الثلاثة أن تستقل في مجتمعاتنا، التي ما عرفت الحرية ولا ذاقت طعم الحياة، وعاش الكرسي فيها دستورا وقانونا وسيفا!!
واقرأ أيضاً:
خُذ النفط!! / تطهير الأرض من الإرهاب!! / الجاليات المسلمة والإسلام!! / مصر العربية الكبرياء!!