لو ملكت عشرة قروش وفقدت واحدا، فإن التسعة قروش الباقيات ستفقد قيمتها بسبب هذا النقصان، ويتنامى في أعماقك حافز شديد للبحث عن القرش المفقود. وعندما تفقد تسعة قروش ويبقى عندك قرش واحد ماذا تفعل؟ إنه البحث، لكن طاقة البحث عن التسعة قروش ستكون أقل من طاقة البحث عن قرش واحد مفقود!!
والأمة تبدو وكأنها فقدت تسعة قروش وبقي عندها قرش واحد، لا معنى له ولا قيمة ولا دور، وهذا القرش يستلب طاقاتها ويبدد قدراتها ويجعلها تبيد!! فكيف تستعيد الأمة طاقات البحث عن ذاتها؟!
تسعة قروش تبحث عن القرش المفقود، والقرش الواحد يقف عاجزا وقد فارقته تسعة قروش، وكأنه يتشوق للحاق بها، ولكي نستمد طاقة البحث عن القروش المفقودة، لابد لنا من تحسس القرش الموجود وتلمسه، ومعرفته وإدراك قيمته وأن نتساءل ماذا نفعل لو أنه أيضا مفقود!!
أيهما أفضل قرش موجود أم قرش مفقود؟ إن الموجود يجود والمفقود يعود، وذلك بالجد والاجتهاد في البحث والبحث، وبابتكار وسائل كيف سيعود، وبأي هيأة وصفة سيعود. فالقرش الموجود يلد قروشا، والقرش المفقود يبني عروشا!!
ذلك أن العلاقة ما بين القرش بحالتيه، تكون ما بين الطاقة النفسية الإنسانية السلوكية، والإرادة المتوثبة المنطلقة إلى ما يؤكدها ويعبر عنها ويجسدها بأقصى وأروع قدرات التجسيد والتحقيق.
ولهذا فإن الإنسان مطالب بحَثّ القوى الكامنة فيه وتوظيفها في البحث المتصل بالأمل والتفاؤل والإيمان بأنه سيجد ما يريده، بتواصل البحث والعمل الجاد والمجتهد ولا يمكن لبحث عن شيء أن يخيب.
فإذا كنا نبحث عن القوة والقدرة الأفضل على الحياة، فإننا سنبحث وسنجد قرشنا المفقود، أو سنراكم قروشا عديدة حول قرشنا الموجود.
إنه البحث الذي يعيد لنا كرامتنا وعزتنا ودورنا، فابحثوا ولا تتجمدوا وتتحنطوا وتكونوا من الخائبين المستلطفين لِما هو حزين!!
واقرأ أيضاً:
أبوة الأخطار!! / الاستهلاكية الفكرية!! / النفس الأمّارة بالسوء منبع السوء!! / الأصغرُ المتفاعلُ أكبرٌ متفائلُ!!