الشَعْبَوية، مصطلح يُراد به تحقيق مصالح الشعوب وتأكيد إرادتها الحرة العزيزة، وهي مشتقة من الشعب.
والشَعْبَوي، هو الذي يسعى بجد واجتهاد لتحقيق مصالح شعبه عندما يتسنم المسؤولية في الدولة التي تتدبر شؤون الشعب. وهي القدرة على التعبير الأصدق والأمثل عن حقيقة الشعب بإطلاق طاقاته وقدراته، وتوفير الفرص الواقعية الكفيلة بإظهار ما يختزنه من المكنونات الحضارية والإبداعية والاجتهادية في كافة المجالات والميادين التفاعلية الإنسانية.
وهذا المفهوم مضت على هديه الشعوب التي تخلقت وتألقت وتقدمت في مسيرة الصيروات التنافسية منذ منتصف القرن العشرين وحتى اليوم، والأمثلة كثيرة وتأتي في مقدمتها دولة الصين واليابان وماليزيا والكوريتان وبعض الدول الأخرى التي تقود قطار الإبداع والعطاء المعاصر.
ففي هذه الدول وجد القائد الشًعبًوي الذي تمكن من الاستثمار بالشَعبوية وتجسيدها بالفعل الصادق الأمين، وبخلق الجيل القادر على تمثلها وتحقيق معانيها، بعد أن تم حصر كافة الجهود بمصالح الشعب، فتم العمل الجاد المجتهد في ميادين إنجاز مصالح الشعب وحاجاته الأساسية وبناء القاعدة الانطلاقية الكفيلة بتأسيس منطلقات إبداعية مطلقة.
وبهذا وجد الشعب نفسه أمام آفاق متسعة تستدعيه للتوثب والعطاء الأصيل، الذي يميزه ويمنحه القوة والقدرة على السيادة والتفوق العلمي والمعرفي والابتكاري النفّاذ، مما دفع بالأجيال إلى مزيد من التآزر والتراص والاعتصام بالمصالح المشتركة، والترفع عما يخل بشرف التسابك والانعتاق والاقتدار بالعطاء المتجدد الوهاج.
أما الشعوب التي أغفلت هذه الرؤية واتخذت سبيل التشرذم والتعادي والانشقاق فإنها تتدحرج في مهاوي الانسحاق، وتداهمها وحوش الغاب الدنيوي وتفترسها بلا هوادة، وهي تستلطف دورها وتتظلم وتجلد نفسها بأسلحة المفترسين الساعين لمحق وجودها، وإلغاء ذكرها وما يشير إليها من العناصر والمفردات.
ولا يمكن لشعوب أن تكون إذا أنكر المسؤولون فيها مناهج وسياسات الشَعبَوية وتساقطوا في الفردية والفئوية والكرسوية، وغطسوا في مستنقعات الأنانية والتحزبية المقيتة، التي تأكلهم بنيرانها المتأججة وتسحقهم بعجلاتها التي لا تتعب من الدوران على سكة المصير المحتوم.
فهل من يقظة شَعبَوية يا أسرى الكراسي والإملاءات؟!!
واقرأ أيضاً:
الشعبوية (أو الشعوبية) Populism / النفس والماء والنار؟!! / جارك ثم جارك...!! / النفس والكراهية!! / الأقوياء يفترسون!!