هل تخرج الأشياء من كهوف موتها؟
هل تغادر الذات قوقعتها؟
هل تتحطم كرات البشرية الصلدة الحمقاء وتتفاعل مع بعضها؟
هل نتخلص من جلدنا الحجري ونعيش بطراوة الحياة ونبضها؟
هل نطارد شخصنا في محنة اللاجدوى؟
هل نراجع رؤية بلا عيون؟
هل ندخل في مكاننا ونعيش زماننا أم ترانا في مسرح السراب الغثيث نتوهم الحركة ونحن في ذات المكان البعيد؟
هل نخرج من كيس الذات الخانق ونرى بعيون الوجود فسحة الأمل ونتوقف عن مطاردة البهتان
هل نكون مع الحياة، ونمارسها؟
أم نحن على الحياة، وضد تيارها المتدفق من عيون الوثوب والتجدد، وينابيع الطموحات والارتقاء؟
هل نولد من رحم الحياة على مسارحها، أم يتم إسقاطنا في جوف الموت الأسود؟
هل نحن أحياء، أم ترانا نحلم كالأموات في أجداث الصمت ورمال الرحيل؟
هل نحن في صندوق اليأس ووديان الإحباط؟
أم أننا نركض بحرية في دروب الصيرورات، وتحت أنوار الشمس الأزلية؟
هل نحن مجتمع متفاعل، أم مجتمع متقاتل، مختنق بالسيئات والعماء الذاتي المتصلد، الذي لا يرى الحياة إلا احتكاكا وشرارا يتدفق من الأجسام الصلبة، ذات الحركة البطيئة جدا والجذب المتراجع إلى الوراء؟
هل نحن في عالم اليوم المتحرك بسرعته الفائقة المتبدلة الخطوات والإيقاعات، أم أننا نمضي بلا أقدام ولا بصيرة أو عيون؟
هل نحن نحن أم ترانا لا نحن؟
تساؤلات تتحرك على وجه الزمن المضطرب الخالي من الضمير، والذي أصبح عبئا على مجتمع صنع نافذة الصيرورة الأرضية الكبرى، وخطى نحو التطور والخلق والإبداع بثبات وقوة، قبل أن تعرف الأرض حضارة الإنسان وتأنس بفكره.
شعب تراه اليوم يتكوم على أرصفة الويلات، ويشرب من أنهار الأحزان والآهات، ويذرف من عيونه دماءا، ومن عروقه وجعا، يصيب نجوم السماء بمقتل.
ماذا جرى في عالم الحياة، ولماذا لا تحقق إرادتها في أرضنا؟
ولماذا استدعت أسباب الموت والفناء إلى سطح الوجود الأكبر؟
ولماذا أعلنت أن على قوة الأرض بكل ما فيها من طاقات أن تتركز في وطن، وتظهر آثارها ودورها بكل أبعاده على مسرح الأحداث، التي تفاعلت وتدثرت بالعجائب والغرائب من الرؤى والتصورات والأقوال والمسميات، حتى تحول النور إلى ظلام، والشر إلى خير، والموت إلى حياة.
وتبدلت ألوان التفاعلات البشرية، وغدت ذات عناوين سوداوية، لكنها تدعي الحرية والتطور والتقدم، والانطلاق إلى مسارح العقلانية المقيدة بالشرور والعواطف والانفعالات، ودواعي النفس الأمارة بالسوء والبلاء.
ماذا جرى أيتها الأرض، التي تدور لتكثف أحزانها وتركز شرورها، في بلاد هي مركز للخير والسلام والمحبة والألفة والنقاء والصفاء والرجاء.
أيتها الأرض استفيقي من مسيرة العربدة والخذلان، وتفاعلي مع الشمس بأسلوب يؤدي إلى صيانة الحياة وتنامي قدرات الخير والأمل، وأبعدينا عن السوء الذي تأجج بلا مسوغ على ثرى الأمجاد والحضارات، وباسم المعطيات التي أرادها الله أن تكون معيارا للتطلعات العلوية والتفاعلات السامية.
فهل سيستيقظ الزمن من غفوته ويتحرك المكان عن موضعه ؟
وهل ستدرك البشرية فعلتها، وتنهض من سباتها الأخلاقي، وتراجع أفعالها قبل أن ترتعش الأرض وتلقي بحملها في غياهب العدم البعيد؟
واقرأ أيضاً:
جارك ثم جارك...!! / النفس والكراهية!! / الشَعْبَوية!! / الأقوياء يفترسون!! / الموت بتخمة التحليلات!!