كتاب ومحللون ومختصون ومفكرون يكتبون عن أهداف الآخرين وأطماعهم في بلاد العُرب أوطاني، وتطغى هذه الكتابات وتسوّق بأساليب معاصرة وتتداولها شبكات التواصل الاجتماعي بسرعة مذهلة، وتتوافد إليك من كل حدب وصوب. وفي هذه الهجمة المقالاتية المروجة لأهداف الآخرين والمؤكدة لحتمية تحقيقها، تتساءل: وما هي أهدافنا؟!! أبحث عن مقالة أو مقالتين فيها ما يفصح عن أهداف العرب، فلا أفلح في ذلك، وأعود متسائلا: لماذا لا نكتب عن أهدافنا وكيفيات تحقيقها؟!!
نعم لماذا لا نكتب عن أهدافنا ونمعن بالكتابة عن أهدافهم؟!!
فهل هذه الأمة في الحياة؟!!
أم أنها في أسر التبعية والذل والهوان؟!!
هل أن الأمة بلا هدف؟!!
ماذا يجري في الواقع العربي المأزوم المشؤوم؟!!
الأقلام في مجتمعات الدنيا تكتب عن الأهداف الوطنية ولا تكتب كثيرا عن أهداف الآخرين في أوطانها، لأن ذلك يُحسب تواطؤا واعتداءُ على الشعب والوطن، وترويجا لأغراض عدوانية ضد المصالح الوطنية، فالمجتمعات عندها أهداف وتسعى جاهدة لتحقيقها والعمل الجاد والمجتهد لإنجازها، وفقا لبرامج وخطط وتفاعلات مشتركة ما بين قدراتها المتنوعة وطاقاتها المتعددة للوصول إلى أفضل السبل الكفيلة بالإمساك بالأهداف.
وفي مجتمعاتنا لا يبدو هناك أهداف واضحة ولا خطط خمسية أو سنوية أو مشاريع ذات قيمة اقتصادية وحضارية نافعة للأجيال، وإنما هو الهرج والمرج والتعلل بأسباب واهية لإدامة الخراب والدمار والتصارع مابين أبناء الوطن الواحد، فالهدف على ما يبدو هو هدف الآخرين الذي يقوم بتحقيقه أبناء البلاد المستهدفون بوجودهم ومصيرهم وما يمت بصلة إليهم، أي أن الآخر يحقق هدفه بمفردات الهدف ذاته بعد أن حفزها ودفعها للتفاعل المطلوب والغرض المحسوب.
ولهذا فعلى الأقلام التوجه نحو الكتابة عن الهدف الوطني والمجتمعي والبحث في آليات تحقيقه، وتبتعد عن الكتابة عن أهداف الآخرين، فمن الطبيعي أن يستهدف الآخرون مَن ليس لديهم أهداف، أو لديهم الاستعداد لتحقيق أهدافهم المرسومة. فلا جديد في أمر استهداف الدول لبعضها البعض، ولا توجد دولة غير مستهدفة، لكن المهم أن يكون في المجتمع هدف واضح ومسير ضابط، وخطوات متوافقة للوصول إلى الأهداف الوطنية والمصالح المشتركة.
فهل من صحوة وعودة إلى الوطن ومصالحه والتفكير بأهدافه؟!!
واقرأ أيضاً:
لا تصالح بين الدين والسياسة!! / القِوى تريد صراعا!! / وهل أن بَعدَ بَعدٍ بَعدُ؟!! / إرادتنا المفقودة وإرادتهم الموجودة!!