القوة سلطة وتاج وعنوان، وكل شيء يدور في أفلاكها، والأقوياء يهابون الأقوياء ولا يجرؤون على الإقدام على عمل خطير ضدهم، لأن القوي سيطلق قوته ويدمر خصمه حتى ولو أن الخصم القوي قد نال منه أو دمره، أي أن الاعتداء على القوي لا يذهب بلا ثمن باهظ.
وعلى مر الشهور والتصريحات تتوالى وتتعالى ضد كوريا الشمالية من قبل رئيس أقوى دولة، وفي نهاية المطاف ما هي إلا كلمات أو زئير حول الحلبة واستعراض عضلات لا غير. فالتحدي لكوريا الشمالية قد تكرر على لسان ثلاثة رؤساء سابقين وبذات اللهجة، وما استطاع واحد أن يقوم بعمل عسكري ضدها، لأن الجميع يعرف أن الخطو بهذا الاتجاه سلوك خطير العواقب ومكلف جدا على جميع المستويات.
بينما الأقوياء يحتشدون ضد الضعيف ويغيرون عليه، ويفترسونه ويدمرون البلاد ويسبون العباد ولا ثمن يدفعون ولا تصيبهم الخسائر الجِسام، ولهذا وجدنا الأقوياء يجتاحون العراق وليبيا ويهاجمون هذه الدولة وتلك، التي لا حول ولا قوة عندها سوى الكلمات، بعد أن يحوّلها الإعلام إلى هدف قوي ويمتلك قدرات التدمير الكوني، بينما كوريا الشمالية لا تنطق بالكلمات وإنما تتحدث بلسان أفعالها ومنجزاتها، ولهذا فأن القوى الكبرى تتحسب ألف مرة قبل الدخول في مواجهة عسكرية معها.
وهذا الفرق بين سلوك الأقوياء تجاه الأقوياء وسلوكهم تجاه الضعفاء، الذين يمحقون وجودهم ويتأسدون عليهم ويزدادون شعورا بالقدرة على الاعتداء والسطوة على مقدرات ومنطلقات صيرورتهم.
ومن هنا لكي تكون صاحب سيادة وعزة وكرامة عليك أن تمتلك القوة وتنضم إلى نادي الأقوياء، أما القول بالقوة وحسب والتوهم بها فهذا عين الغباء وبيت البَقل، وقد فعلت ذلك بعض الدول التي تم غزوها وإزالتها من الواقع السياسي والحضاري، بسبب التوهم بالقوة والكذب على الآخرين بأنها ذات قوة، وهي بذلك أعطتهم الفرص المتكررة للانقضاض عليها وتمزيق بدنها والاستحواذ على مقدراتها وثرواتها.
وعليه فإن الدول الضعيفة لا يمكنها أن تدّعي السيادة والحرية والديمقراطية، لأن مصير أنظمتها مرهون بتحقيق مصالح وتطلعات الآخرين الناشبين مخالبهم وأنيابهم في بدنها.
فكن قويا لتحيا عزيزا أبيا !!
فهل من قوة يا أمة العرب؟!!
واقرأ أيضاً:
أ فلا تعقلون؟!! / التحالف العربي العربي!! / فأكله الذئب !! / أمريكا هي السبب والجميع أبرياء؟!!