منْ سِفْــرُ "سمْعَانْ" رسائل إلى جارة
(1)
الإصحاح الأول
ما بيننا يا جارتي شيءٌ غريبْ
شيءٌ نراهُ لا نراهْ
نلقاهُ قبل الفجر يُمسِكُ الظلامْ
نلقاهُ فوق الشمس يَسكبُ المَغِيبْ !
شيءٌ غريبْ
شيءٌ يخافُ الموتَ يرفضُ الحياهْ !
لكنهُ .. شيءٌ مَهِيبْ !
(2)
الإصحاح الثاني
روحانِ شفَّافانِ في غَوْرِ الغَمامْ
تاها .. وتاها في ضُرُوبِ الما وراءْ !
لم يلْمَحَا إلا قشورَ الما أمام
ترْتجُّ غرقى في الظلامْ !!
روحانِ شفافانِ لا عينٌ ترى
لم يفْصِلا بينَ الظلامِ والظلامْ
لكنْ ..
يظَلُّ اثنانِ ما بينَ الظلامِ والظلامْ
وربما منْ "بيْنَ" يولَدُ الضياءْ !!
(3)
الإصحاحُ الثالث
طِفْلانِ زِنْدِيقان منذُ المُبتدَى
يُخَرْبِشَانِ وجهَ "خوفو" المُفْتدى !
وجهَ النجومِ والعلومِ والسماءْ
وجهَ الغباءْ !
لمْ يسْمعا قولَ الكبارْ
لم يشْهَدا ضدَّ النهارْ
لم يأخُذا بعدُ القرارْ !
لكنَّ ضوءَ الشمسِ..../
لا يمْحو الظلامَ /
لا يغَيِّرُ السماءْ
إلا لأنهُ يَحارْ !
(4)
الإصحاحُ الرابع
ما بيننا يا جارتي
شيءٌ أخافُ ينْتهي
شيءٌ يكادُ ينتهي
لكنهُ لا ينتهي !
شيءٌ حزينْ
شيءٌ كغُرْبَةِ الحقيقَةِ التي
لو تدركينْ !
لا تسألي !
لا اسْمٌ ولا كمٌّ ولا عمرٌ لهُ
لكنهُ شيءٌ دفينْ
يا جارتي
هل نحنُ يومًا ننتهي
هل تجْبُنِينْ ؟
هل تقتلين الْـ "بيننا" ؟
هل تقتلينَ اللهَ هلْ
هل تفعلينْ ؟
(5)
الإصحاحُ الخامس
ما بيننا يا جارتي
شيءٌ يزيدُ كلما ابْتدى انتهاءَ
وكلما انتهى ابْتِداءَ
شيءٌ تَسُوخُ ربما ....
روحُ الطريقْ
لكنهُ شيءٌ طليقْ
يمضي لوجهُ التيهِ ربما ..
أو ربما ..
طاووس "أوائل الطاووس"
(من الساعة 11,30 مساء الأربعاء 6/7/1988 منزل الزقازيق إلى الساعة 7,25 مساءا الأربعاء 17/8/1988 سكن أطباء الامتياز)
ويتبع >>>>>>: من سفر سمعان : كونْشِرْتو العَسَل
واقرأ أيضاً:
من يشهدُ للعاشق؟؟؟ / نقطةٌ للموتْ ! / قراءةٌ جديدةٌ في سفر الجوع / في باب استحالةِ الإرادة: الصورةُ المشروخةُ / النصف الأسود / تذْيـيلْ1