مقاومة محاولات السيطرة: : وضع شروطك
الفصل الثالث عشر
الخطوة السابعة: التفاوض للوصول إلى حل وسط
على الرغم من أنه لا يجب أن تكون هناك تسويات أو مفاوضات بشأن الأساليب التي يستخدمها الشخص المستغل، إلا أن هناك ضرورة لأن تكون هناك مسألة أخذ وعطاء سليمة فيما يتعلق بالوفاء بحاجاتك ومفضلاتك الشخصية، وعليك أن تتذكر: أن المستغل العنيد لا يهتم إلا بخدمة مصالحه وأغراضه، ولذلك فإن خليت بينه وبين حيله ووسائله، فهو لن ينتبه من تلقاء نفسه إلى ما تحتاجه أو ترغبه!.
ولكن، إذا كان الشخص المستغل على استعداد للتكيف مع التغييرات السليمة التي بدأتها فهناك مجال لخدمة مصالحك و مصالحه على حد سواء. إن هذه الخطوة الأخيرة للمقاومة توضح لك النموذج الأساسي لحل الصراع عن طريق التسوية والتفاوض.
وأنا لم أستخدم كلمة "الصراع" هنا لأعني بها "نزاعا" أو "مواجهة كاملة" ، على الرغم من أن كلمة "صراع" والتي يُساء التعامل معها، ولكن من الممكن أن يتصاعد الخلاف حتى يصل إلى حد "الصراع". ولكن في الإطار الذي نتحدث فيه، فإن "الصراع" يعني ببساطة أنك أنت والشخص المُستَغِل (سابقا) لديكما أولويات ورغبات مختلفة فيما يتعلق بقراراتكما التي يتوقف بعضها على بعض، أو بالأشياء التي تربط بينكما أو تؤثر عليكما أو تتطلب منكما تنسيقا لجهودكما.
ولأن الشخص المستغل لم يعد الآن قادرا على نيل ما يريده عن طريق فرض مطالب أحادية الجانب ولا عن طريق تصعيد ضغوطه عليك لإجبارك على الخضوع والاستسلام فالمسألة أصبحت تتطلب طرقا جديدة وبناءة بشكل أكبر. وفيما يلي الخطوات الأساسية للتفاوض من أجل الوصول إلى تسوية أو حل مشترك للصراع حول المصالح أو الأولويات أو القيم:
صف موقف الطرف الآخر بأسلوب واضح بعيد عن الغمـــــــــوض: "أدرك أنك تريد/تحب/تفضل أن ...........................................................".
أكد على تفهمك لموقفه، واطلب منه بعض الإيضاحات إن اقتضت الضرورة.
صرح بموقفك أو بأولوياتك بشكل مباشر في أسلوب واضح بعيد عن الغمـوض: "أريد / أحب / أفضل ........................................................".
اسمح بتبادل الأسئلة والإجابات بينكما بهدف توضيح كلا الموقفين، و خصوصا فيما يتعلق برأي كل منكما في البدائل المطروحة وفي درجة الأهمية المتعلقة بمسألة عدم استغلاله لك.
اعمل على أن تشرك الشخص المستغل (سابقا) في البحث معك عن التسوية المناسبة: "هل هناك خيار ثالث من الممكن أن يعمل بنجاح لكل منا؟ لنحاول التفكير في خيـــار كهذا!!" .
أو اعمل على أن تشركه للوصول معك إلى حل مُنصِف ولكنه يعتمد على الخيار العشوائي: "بما أننا لا نستطيع الاتفاق، لنحتكم إذن إلى القرعة باستخدام عملة نقدية. سوف نسوي الأمر بالطريقة التي يريدها من يفوز في هذه القرعة" .
أو أعمل على أن تشركه في حل يتم فيه تبادل المصالح: "سوف أقوم بعمل ........................................................... من أجلك، إذا قمت بعمل .......................................من أجلي"، أو : "سوف نسوي الأمر على طريقتي في هذه المرة وعلى طريقتك في المرة القادمة (أو العكس بالعكس)". النقطة الأساسية هنا هي أن هناك إمكانية للتسوية والتفاوض.
هذه الخطوة الأخيرة للمقاومة هي بالفعل بديل كامل لعملية السيطرة والاستغلال. في ظل هذه الطريقة لا يكون هناك ببساطة مجال لأساليب السيطرة والاستغلال في هذه العلاقة التي تم تعريفها من جديد. عندما يستمع كلا الطرفين في العلاقة إلى بعضهما البعض ويتفهم أحدهما الآخر، وعندما تكون الصدارة لرغبتهما في الوصول إلى حلول تحقق الرخاء للعلاقة نفسها بدلا من رخاء كل طرف على حدة؛ فعندئذ تنتهي دائرة السيطرة والاستغلال.
إن الكثيرين من المرضى قد جاءوا على مدار السنين وهم واقعون في مصيدة علاقات شعروا في البداية أنها مع أشخاص مستغلين مسيطرين يتسمون بالعناد والتصميم وعدم القدرة على التغيير. وكثيرون من هؤلاء المرضى قد نجحوا في حمل هؤلاء الأشخاص على التفاوض والوصول إلى تسوية مرضية للطرفين. غير أنهم في البداية وقبل تحقيق هذا النجاح كانوا قد تعلموا كيف يختارون معاركهم.
ويتبع >>>>>>>>>>> كيف تختار معاركك؟!