مَن يُقاتل مَن في الواقع العربي المحتدم الصراعات والتفاعلات الدامية الحامية الشديدة الدمار العاتية الخراب؟
واقع يتشظى فيه العقل والقلب ويتمزق الفكر وتتبضع النفس وتتمترس في خنادق المساوئ والشرور والبغضاء.
واقع ما عادت العمامة فيه كالعمامة ولا العقال كالعِقال!!
إنها تناطحات وتصارعات وآليات غاب واغتصاب!!
عِقال يُقاتل عمامة، وعمامة تقاتل عقال، والقاتل عربي والمقتول عربي، والقاتل مسلم والمقتول مسلم، والأجيج يستعر والسجير ينسجر!! فالعمامة داست عقلها والعقال بلا عقل، ولا يعنيهما إلا همجيات النفس الأمارة بالسوء والشحناء، وهما في دوامة التقافز إلى سقر، ولسان حالهما ينادي إلى أين المفر!!
العقال خصيم ذاته وموضوعه، والعمامة تعادي جوهرها وغاية رمزها ودلالتها، والاثنان يعمهان في القمامة، وينبشان نفايات العصور ويتمترسان في القبور. وما يقومان به، يساهم في الواقع المتهالك والزمن المتعارك، فهما اللذان يغذيان مناهج الكراهية والعدوانية العربية العربية والإسلامية الإسلامية، وهما اللذان يأخذان البلاد والعباد إلى مهاوي الانقراض والفناء والخسران الكبير.
العمامة والعقال في نزال، وهما الخاسران النازفان لرحيق الوجود ونسغ الحياة العربية، وهما يستدعيان كل عدو لئيم للنيل من وجودهما وتغذية التداعي المقيم. إنهما في محنة انقراضية، وتفاعلات دونية، وعليهما أن يستفيقا ويغادرا أوهام السلطة والكراسي، وعلى الشعب أن يثور على العمامة والعقال، ويبني دولته المدنية المعاصرة القادرة على الاستثمار في الطاقات الشبابية والثروات العربية الكفيلة بصناعة المستقبل الأفضل السعيد.
فلا صداقة ما بين العقال والعمامة، ما دام الهدف هو الزعامة!!
فلماذا أصبح الكرسي عندهما يعني الإمامة؟!!
تبا للعقال وللعمامة فالشعب يريد الأمن والسلامة!!
واقرأ أيضاً:
بودقة الانصهار الوطني!! / مدن النفايات!! / العرب والعرب!! / هل أبقيتم قضية يا أصحاب القضية؟!!