على أعتاب العام الجديد سألت ديزي عن توقعاتها وما تراه في عالم يتأرجح على صفيح ساخن من الانفعالات والأجندات الخطيرة المشحونة بالمفاجآت.
فقالت ديزي:
الأرض أمنا غاضبة وستباغتنا بما لا يخطر على بال من التفاعلات التي ستتسبب بمحق الملايين من الخلق الذي أزعجها وأوجعها, فأمّنا الأرض كائن حي ومنه أتينا. والبشر سيتعرض لأوبئة جديدة لا يمكنه الصمود بوجهها مهما أوتي من قدرات علمية وبحثية, فما هو أشد من الطاعون لقادم حتما. والحروب ستتفاقم وتكون أساليبها غير مطروقة من قبل, وستنتشر الأسلحة البيولوجية في المجتمعات التي يُراد محقها وتطهير الأرض منها, ومنها مجتمعات لا ترعوي ولا ترى ببصيرة العصر, وإنما تنطمر في أجداث الغابرات.
والدين سيكون بلسما وسما زعافا, وسيموت البلسم ويعيش السم, فينمحق أهل الدين بدينهم, والمسلمون هم الذين سيقتلون بعضهم أو يبيدون كلهم.
والعلم سيتم تسخيره للشر أكثر من دوره في الخير, وستتفتق إرادة الشر عن عجائب إهلاكية لم تعهدها الأرض, وما خطرت على بال البشرية عبر العصور.
والكون سينكمش وتتقارب النجوم, وسنتعرف على مخلوقات متنوعة في بقاع الكون المطلق, وفي لحظة الانكماش سيتحقق تبادل المواضع والجينات.
وستتعرى الأديان تماما, وكل دين سيرى أصله وتتضح حقيقته, وتتجلى منابعه وفحواه.
وإن الحروب لمستطيرة وخطيرة, وبها ستنمحق شعوب وأمم في لمحة بصر, والمنفذون جاهزون والعدة كاملة والمجانين على أهبة الاستعداد للخطر الأمّر.
وإيران ستندحر في ذاتها وموضوعها, وتستيقظ من هذيانها العقائدي ورؤيتها الانفعالية, وستكون ذات سمات معاصرة, ومجتمعها سيكون نموذجا للحياة الحرة العزيزة السعيدة المتوافقة مع ما في الدنيا من تطورات اجتماعية وإبداعية, وستصبح العمامة في خبر كان. والعراق سينهار ما فيه من أحزاب تابعة وفئات خانعة, وسيعلو جيل وطني حر يسعى لبناء المستقبل الزاهر السعيد, وسيذهب الذين أتلفوه إلى سقر. ومصر ستصاب بقهر بعد قهر فالعدوان عليها شديد, والشعب يتأثر بآليات رسم السلوك وأخذه إلى حيث الإضرار بالبلاد والعباد, ويُخشى عليها من الأخطار, لأن في مصر الأمر عجيب, وهي بحاجة إلى قبضة فولاذية, لكن هذيانات الديمقراطية سترخيها وتؤذيها فتتمزق مصر!!
والفلسطينيون سيتدحرجون كثيرا إلى الوراء وستفقد قضيتهم معناها, وسيُدفع بهم خارج ما هم فيه الآن, وسيتم تهجيرهم, فالحروب الداخلية ستتعاظم فيما بينهم, فهم الذين ما عرفوا التلاحم أمام خطر يداهمهم بل تمزقوا وتفرقوا, وسيحصد عدوهم ثمار ما هم عليه من الفرقة والتناحر والشقاق. والخليج سيتحول إلى مستعمرات وسيتنامى التناحر بين دوله, وما يجري اليوم هو أول الغيث, فاللعبة بعيدة المدى, وخلاصتها أن تُحلب الدول الخليجية ويجف ضرعها.
وأمريكا ستخطف أموال الأثرياء العرب وتستعبدهم بما يملكون, وسيزداد المجتمع العربي فقرا وقهرا وتداعيات, وتصارعات مذهبية وطائفية وفئوية, فقد نجحت اللعبة وتمخضت الأبحاث والتجارب عن نتائج إتلافية رائعة. وستتحقق ثورات علمية كبيرة تعيد بناء الواقع الأرضي, وستؤثر على مصادر الطاقة التقليدية, وتقلب الحياة إلى صيرورة أخرى بعيدة عن خيال البشرية, وسيقود هذه الثورات أفرادٌ نوابغ وأنبياء فكرة ورسل صُنعة ستلدهم الأرحام في أية لحظة. ونهر الوجود الجاري سيزداد تدفقا وتسارعا, وستنطمر البرك والمستنقعات التي تعيق توثبه نحو فضاءات انطلاقية شاسعة متسعة.
هذا ما قالته ديزي, ولا أدري بما قالت, وما فقهت شيئا, وإن صدقت فستثقفنا الأيام وستخرجنا من أوعية الأوهام وصناديق الإعتام!!
واقرأ أيضاً:
السيادة المنقوصة والدول المرهوصة!! / التنافس والترافس!! / أين قيمة الحياة يا عرب؟!! / العمائم والكراسي!!