تَبْكِي الرجالُ علىٰ الرجالِ والدهرُ يَسْلِبُ كلَّ غالِ
إنّٓ البكاءَ على أخٍ يشفي غليلك كالزلالِ
دمع يهل فترتوي عرصات حزنك بانهلالِ
تخبو اللواعج بالبكا والدمع يسعد كل صالِ
أبكيك يا حقي وإني للذي أفضيت تالِ
تجري ويغدو كل حي للذي تحدو الليالي
أجل مسمى لا يغادر أي محبوب وقالِ
أبكيك أم أبكي على زمن يصيب بلا قتالِ
زمن رمى الأحباب بالأرزاء والنوب الثقالِ
فتناثرت فلذات قلب في السهول وفي الجبالِ
لا شيء أقسى من فراق التائقين إلى الوصالِ
لا شيء أقسي من جراح المرغمين على المحالِ
تدنو ويبعد كلما أوشكت إمساك المنالِ
ظمآن لا يدري بأن الماء لم يدرك بآلِ
وتظل مشبوب العواطف لا ترق بأي حالِ
فأجوب معترك المواقف علها تهدي ضلالي
وأظل في نفق الرؤى أجتر أسراب الخيالِ
فالحي يعلم أنما شأن الحياة إلى زوالِ
والكل فيها ميت والله باق ذو الجلالِ
يا ربُّ فارحم من قضى واقبل دعائي وابتهالي
واجعل جنان الخلد منزلنا بلا هول السؤالِ
قصيدة في رثاء الأخ وابن العم والترب حقي إسماعيل عليوي الذي توفي إثر نوبة قلبية
واقرأ أيضاً:
قصتي مع الطب / عراق يدك وموت يلوح / صيد على أرض الفرات / يا صديقي / صوت الضمير