تأكيد الذات هذا ليس عدلا مشاركة9 م
أرسلت آلاء (21 سنة، طالبة، الأردن) تقول:
الضابط المتسامح
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:
أولا أشكركم على هذا الموقع العظيم وأعانكم الله على إتمام نجاح هذا الموقع، أما تعليقي على هذه القصة فهو: أني أدعو الله له بالتوفيق والمزيد من النجاح لأنه ذكرني فعلا بقصة سيدنا يوسف ،لقد وصل هذا الشاب بيده وإرادته لكل ما يتمناه أن يصل إليه كل شخص الكل يتمنى أن يكون حاله كحالك ولكن لا يوجد فعل فقط كما في العامية شاطرين بلوم غيرنا والعتاب والحقد وعدم نسيان أخطاء الغير، بل ترقب أخطائهم والبحث عنها!؛
والله أقول هذا الكلام لأني تعاملت مع أشخاص من هذا النوع بصراحة كانوا يظنون أن إثبات شخصيتهم تكون من خلال الحقد والغل والكيد للآخرين والعمل على رد الإساءة للغير، لذلك أهنيء الأخ الكريم على توازن تصرفاته لأنه بأمر الله تعالى قد فاز بمرضاته، وبسبب مرضاة الله عليه وفقه الله لكل ما هو عليه الآن من مال ومركز اجتماعي وعلم والحمد لله على ذلك كثيراً، فاللهم أتمم عليه نعمته ووفقه في الدنيا والآخرة.
الابنة العزيزة آلاء....
تحية طيبة وشكراً على مشاركتك القيمة في "قصة الضابط المتسامح" بباب تأكيد الذات، والحقيقة هذه قصة ذكرها منذ زمن بعيد الكاتب الكبير المرحوم عبد الوهاب مطاوع –رحمه الله رحمة واسعة– في بريد الجمعة بجريدة الأهرام، ولأنها من القصص المؤثرة حقاً فقد ذكرتها في هذا الجزء من الفصل السادس عشر، والذي يتعلق بمن يكررون قولة: "هذا ليس عدلاً" كثيرا في حياتهم، ويتخذون منها ذريعة لإيذاء بعض البشر أو لفعل أخطاء ما، تقليدا للآخرين الذين يفعلون ذلك، أو للانتقام ممن آذاهم أو أساء إليهم في يوم من الأيام، وحجة البعض في ذلك القول بأن: "العفو يُفسِدُ اللئيم بقدرِ ما يُصلح الكريم"؛
فلندع اللئام لعقاب ربهم؛ فهو العادل وهو المنتقم، وهو الذي يعلم السر وأخفى، وليكن مذهبنا في الحياة هو التسامح، وهو بلا ريب أفضل المذاهب، ولنتذكر أن الانتقام عدلٌ عند الهمجيين فقط، والتسامح والعفو عند المقدرة من أحدث صيحات العلاج النفسي عند الغربيين في السنوات الأخيرة، وقد قام كتابهم في مجالي الطب النفسي والصحة النفسية بكتابة عددا من الكتب في هذا الموضوع، تم ترجمة بعضها للغة العربية، وإن كان العفو عند المقدرة من الأخلاقيات الراقية التي حثنا عليها الدين منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام؛ يقول عز وجل:
"...... وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" (آل عمران: 134)، ويقول عز وجل: ".... فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ..."(الشورى:40)، ويقول أيضاً: "..... وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ" (النور:22)، ومن إنجيل متى: "فإن تغفروا للناس زلاتهم يغفر لكم أبوكم السماوي، وإن لم تغفروا للناس لا يغفر أبوكم زلاتكم" متى 6: 14 – 15، ناهيك عن أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الصدد، ويكفينا أن نذكر موقفه صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة من كفار قريش وهو يقول: يا قوم ما تظنون أني فاعل بكم؟!، قالوا: خيرا، أخ كريم وابن أخ كريم، قال صلى الله عليه وسلم: اذهبوا فأنتم الطلقاء، وهم الذين عذبوه وسبوه وأخرجوه من بلده وحاربوه هو وأصحابه، فما أعظم العفو عند المقدرة، وما أجل صفة التسامح في مواقف القوة والتمكن ممن عادانا!، ومن جميل شعر سيدنا الإمام الشافعي –رضي الله عنه وأرضاه– في هذا المقام هذه الحكم الجليلة؛ والتي صاغها في بيت واحد من الشعر؛ حيث يقول:
وعاشِر بمعروفٍ وسامحْ من اعتَدَى وفارِق ولكِنْ بالّتي هي أحسَنُ
ابنتي الغالية؛
أكرر شكري وامتناني لمشاركتك الطيبة، ويسعدني أن أقرأ المزيد من مشاركاتك.
يتبع >>>>>>>>>>> فلنكن اجتماعيين