أقر أنا المدعوة .... .... أنني اعتزلت الحياة! ما أقسى أن تعيش في عالم ليس من نسيجك!
عالم يصنعك ولا تصنعه أنت بوعيك أو حتى بخيالك! لذا قررت اعتزال الحياة إلى عالم من صنعي أنا حتى ولو كان عالما مجنونا غير معقولا! ولكنه عالمي الخاص الذي أعيش واقعه وخياله. لذا سأعتزل الحياة التي سئمت منها ومن أسبابها وتعبت من ممارستها إلى عالم أكون فيه ذاتي! أرتدي وجهي ولا أتقنع بأقنعة غريبة عني!
أبتسم حينما أريد أن أبتسم وأبكي حينما أشعر بالبكاء.. فلا يضحك سني في الوقت الذي يبكي فيه قلبي.. إنه عالم صادق أستطيع فيه المواجهة والصراخ بعلو صوتي أمام كل كاذب ومخادع وقاهر، فلا يسكتني صوت العقل ولا تهذيب العقلاء ولا دهاء الأذكياء.. فإذا كان العقل يخرسني فسأهجر عالم العقل والعقلاء.. عالم التلون بألف لون ولون، عالم التقنع بألف قناع إلى عالم آخر بلون واحد ولغة واحدة!
هي لغة روحي وضميري وذاتي! عالم لا يعرف القهر ولا الظلم ولا الرياء.. قد يكون عالما شبيها بالمدينة الأفلاطونية التي أرادها أفلاطون واعتبره الناس مجنونا، لأنه فقد لغة التواصل معهم لأنه ارتقى عن كل الدنيويات لأنه أراد عالما بريء كعالم الأطفال الذين لا يتفوهون إلا بما يحسون ولا يضحكون إلا إذا ضحكت قلوبهم ولا يبكوا بدموع الرياء والكذب بل دموع الصدق والألم الحقيقي! إنه عالم مبدع حقا والإبداع يكمن في عظمة الإحساس حتى لو كان صاحبه متصفا بعدم الأهلية كالأطفال أو متصفا بالجنون..
لأن المجنون لايملك غير إحساسه بعدما فقد قدرته على التواصل مع العقلاء الذين يملكون العقول تلك العقول التي تملي عليهم شروطا وتصرفات معينة وتجعلهم يتسمون بالدهاء والمكر ويعيشون
عوالم من الصراعات والحروب من أجل البقاء على اعتبار أن قانون الحياة أن لا يعيش فيها إلا القوي فالإنسان منذ مولده وهو مقهور... مسحوق... تقهره أسرته بحجة خوفها عليه وتقهره مدرسته بحجة تعليمه وتهذيبه وعندما يكبر يقهره الذل في اللهث وراء لقمة العيش وتقهره حكومته بحجة المحافظة على نظام الدولة وسلامها.. فلا رأيه مسموعا ولا له حق الاختيار أو القرار في أمور بلده، ويظل هكذا يدور في دائرة مغلقة من قهر إلى قهر، وياويل من كان جنسه أنثى يصبح قهره مضاعفا في مجتمع جعل الأنثى مخلوقا من الدرجة الثانية !!
يالها من حياة قاسية.... ألا تستحق الاعتزال!!!!؟
الا تستحق أن نقهرها كما قهرتنا بالهروب منها إلى عالم آخر من نسجنا نحن! عالم نعيش فيه بغيبوبة عقلية يتغيب فيها العقل والألم عن دنيا القهر والرياء والزيف حتى لو كانت الضريبة أن يشار إلينا بأننا مجانين عن نفسي أحاول أن أصنع عالمي الخاص ولذا قررت أنا المدعوة.... اعتزال الحياة
ها أنا قد رحلت
لأحيا بعد موت
في عالم آخر
وجهي حقيقي
إحساسي حقيقي
هذه كلمتي الأخيرة والوداع
سأسافر بعيدا عن الخداع
أعتزلكم والحياة
وأرحل حيث الموت
بداية حياة
واقرأ أيضًا:
الصمت المباح / كتم أنفاس / الليبرالية هي الإيمان الحقيقي / عندما تتشوه الأرواح