الفصل الثامن عشر
هناك علاقة طردية بين ازدياد الإنتاجية وجودة العلاقات الإنسانية؛ فكلما كانت هناك علاقات إنسانية متينة أدى ذلك لزيادة الإنتاجية، والعكس صحيح.
ترجيح بناء العلاقات الإنسانية لصالح زملاء العمل:
أهم علاقة تقيمها في العمل هي مع رئيسك المباشر وزملاء العمل، والذي بدوره سيزيد من إنتاجك مما يجعلك محط إعجاب رؤسائك بالعمل.
التواصل قوام جميع العلاقات الإنسانية:
يمكن القول أن التواصل هو غذاء العلاقات الإنسانية؛ فسبب أي قطيعة أو سوء فهم هو نقص التواصل.
نظرية المنافع المتبادلة:
تنص هذه النظرية لكي تظل العلاقات متينة يجب أن يستفيد كلا طرفي العلاقة من هذه العلاقة وبنفس القدر، وعندما يحصل أحد الطرفين على منافع أكبر من الطرف الآخر تبدأ بوادر خطيرة لانقطاع العلاقة.
برود الإحساس لدى الآخرين قد يفسد العلاقات الإنسانية:
تتسبب التصرفات التافهة غير المقصودة في إفساد الكثير من العلاقات، وبالرغم من أن هذه التصرفات غير مقصودة إلا أنها تدل على عدم الإحساس بالطرف الآخر.
التغيُّب عن العمل يفسد العلاقات الإنسانية:
التغيب أو التأخر عن العمل غالباً ما يدل على عدم الانضباط والالتزام، وبالتالي تسوء العلاقات مع الرؤساء لعدم ثقتهم بالمتأخرين، وكذلك يقل احترام وتقدير الموظفين للمتأخرين مما يؤدي إلى تراجع العلاقات الإنسانية.
تحويل المشاكل العائلية إلى مكسب لمستقبلك الوظيفي:
عندما تسمح للمشاكل المنـزلية أن تغزو محيط عملك لا شك أن ذلك سوف ينعكس على أدائك في العمل مما يعرض علاقاتك الإنسانية ومستقبلك الوظيفي إلى الخطر.
إصلاح العلاقات الإنسانية؛ عامل الرغبة في الإصلاح:
حقيقة إن عامل الإصلاح في أي علاقة يعتمد على الرغبة في إصلاح وبناء هذه العلاقة واستمرارها من قبل الطرفين بالشكل المناسب لكليهما، بغض النظر عمّن هو البادئ في الخطأ والزلل.
الحوار الصريح:
يُعدّ الحوار الصريح هو الحل الأمثل لإصلاح العلاقات الإنسانية؛ لذا يجب اختيار الوقت والمكان المناسبين أولا، ثم طرح الأفكار ووجهات النظر، وما هو المطلوب من كل طرف بأسلوب هادئ.
حلّ الخلافات:
لا شك أن مفتاح الحل للخلافات هو الرغبة في الوصول إلى تسوية، لذلك كلما كان طرفا الخلاف حازمين ومتعاونين أمكن حل الخلافات بينهما.
هل تتنازل أو تكون ضحية:
في أغلب الأحيان يُفسَر التنازل في حل الخلافات بين طرفي الخلاف على أنه ضعف أو فشل أو استسلام، وهذا فهم قاصر؛ بل ربما تكون هذه التنازلات مصدر قوة، كيف ذلك؟!، عند تقديمك لتنازلات بسيطة في حل الخلافات تجبر الطرف الآخر على تقديم تنازلات أكبر من تنازلاتك ليثبت لك أنه قدم تنازلاً أكبر منك، وبالتالي تكون قد كسبت أكثر وتم حل الخلاف بما يرضي الطرفين.
إصلاح العلاقات المتضررة مع الرؤساء:
خلال إعادة بناء العلاقة مع رئيسك يجب عليك أن:
- تحافظ على ارتفاع مستوى إنتاجيتك.
- تحافظ على العلاقات الإيجابية مع زملاء العمل.
- تظهر لرئيسك تقديرك للعمل.
- ترفض أن تتحدث بسوء عن رئيسك أمام الآخرين.
- تذكر أن الرؤساء يُقاس نجاحهم بكفاءة أداء موظفيهم.
عملية الوقوع ضحية؛ فهم عملية الوقوع ضحية:
عندما ينشأ خلاف في إحدى العلاقات فإنها تمر بثلاث مراحل وهي:
المرحلة الأولى: ينشأ تمزّق سطحي في العلاقة مع تعرض الطرفين لأذى بسيط.
المرحلة الثانية: ينشأ تمزّق عميق مع تعرض أحد الطرفين لأذى أكبر من الطرف الآخر.
المرحلة الثالثة: ينشأ صراع حاد، وغالباً ما يكون كلا الطرفين ضحية.
مهما كان الضرر عندما يتم إصلاح العلاقة في الوقت المناسب (مبكراً) فإن كلا الطرفين يصبحان رابحين بدلاً من خاسرين.
التأثير على التقدّم الوظيفي:
ينهي كثير من الناس مشاكلهم إما بالنصر عن طريق حل المشكلة، أو بالخسارة فيكونون ضحايا لها. في كثير من الأحيان نسمح للمشاكل الخارجية أن تؤثر على حياتنا العملية فتقل إنتاجيتنا، ونتّخذ مواقف سلبية ضد الأشخاص، مما يعني تمزّق العلاقات الإنسانية في بيئة العمل وخارجها فنكون ضحايا لمشاكلنا سواء شعرنا بذلك أم لم نشعر.
ثلاث طرق للوقوع ضحية:
عندما يرفض الشخص أن يصحح خطأه بسرعة.
عندما يسمح الشخص للوضع الذي حدث فيه خطأ أن يمر دون تفسير.
عند السماح للانفعالات -الناتجة عن خلافات في العلاقات الشخصية- بأن تمزق الشخص من الداخل.
تسعة أنواع من الموظفين:
في دراسة شملت أكثر من 5000 مكتب ، تقول الأخصائية النفسية (دون وارسون) أن هناك تسعة أنواع من العاملين وراء المكاتب، وهم:
أولاً : موظف صاحب مكتب نظيف مرتب
دليل على موظف من الطبقة الوسطى يريد أن يقول أنه ممتاز ولم يحصل على حقه.
ثانياً : موظف صاحب مكتب مدفون تحت أكوام الملفات والأوراق والأشياء المهملة؛
يدل على موظف مرتبك الذهن معرض للانهيارات النفسية.
ثالثاً : موظف صاحب مكتب فوضوي تتراكم عليه الكتب والرسومات والمذكرات:
صاحبه رجل مبدع نشط لا يحب التظاهر ويعيش على سجيته.
رابعاً: موظف صاحب مكتب عليه صور الأولاد أو العائلة والأشياء الشخصية الأخرى:
صاحبه يشعر بالوحدة وعدم الأمان.
خامساً: موظف صاحب مكتب به إضاءة تأثيرية ورموز للقوة؛
صاحبه يتمتع بموهبة القيادة ولا يجب أن يتجاهل أحد تأثيره على الآخرين.
سادساً: موظف صاحب مكتب محمل بعلب السجائر وفناجين قهوة وأوراق متناثرة؛
صاحبه مفكر تدفعه الحاجة إلى العمل.
سابعاً: موظف صاحب مكتب عليه اسم صاحبه ووظيفته؛ هو موظف
يطلب الاعتراف بأهميته ويحب المواجهة.
ثامناً: موظف صاحب مكتب ليس به أي ملامح شخصية؛
صاحبه غامض محب للسيطرة.
تاسعاً: موظف صاحب مكتب مغلق النوافذ، داكن الألوان
صاحبه محبط، وضيق الصدر.
علاقات العمل ذات المجازفة الكبيرة:
كلما زادت أهمية العلاقة زاد احتمال أن تُصاب بأذى كبير عند وقوع الضرر، تتضمن علاقات العمل ثلاثة عوامل وهي:
1- عدد مرات الاتصال: الاتصال اليومي المتكرر قد يزيد من حدة الخلاف خصوصاًَ عندما يكون الاتصال مع الشخص الذي بينك وبينه خلاف بشكل يومي.
2- طبيعة العلاقة: العلاقة مع رئيسك أكثر تعقيداً من علاقتك مع الزملاء الآخرين.
3- الارتباط الشخصي: كلما زادت معرفتك الشخصية بزملاء العمل زادت حساسية العلاقة عند نشوء أي خلاف.
العلاقة التي تتطلب ضحية:
عندما تكون العلاقة بين شريكين متساوية على أساس تقديم نفس الجهد والوقت من كلا الطرفين حسب نظرية المنافع المتبادلة، و لكن عندما يكون العبء على طرف دون الآخر بدون منفعة ينشأ بينهما الخلاف.
لماذا لا يشعر الناس بأنهم يجعلون أنفسهم ضحية:
عندما يتورط الأشخاص في خلافات لإحدى العلاقات، فإن القليل منهم ممن يتصرفون بحكمة نتيجة الخبرة والإدراك تمكنهم من معالجة الموقف بفعالية.
هناك ثلاثة عوامل تجعل من الصعب الفصل بين مستقبلك الوظيفي والإجهاد النفسي للموقف وهي:
1- تغليب النزعة الانتقامية: فعند حدوث إجهاد للموظف بسبب خلاف علاقات العمل فإنه يلقي اللوم على زملاء العمل.
2- قبول النصيحة من المصدر الخطأ: فقد تأخذ المشورة من شخصٍ غير حكيم بالخطأ؛ فيزيد ذلك من اشتعال الخلاف.
3- تغليب الكبرياء: قد يقع الجميع في أخطاء ضمن إطار العلاقات الإنسانية، فإن الكبرياء والتحيز يمنعان إيجاد حل دون ضحايا.
يتبع >>>>>>>>>>> استراتيجيّة الفوز