الفصل الثامن عشر
هناك أساليب عملية تساعدك على بناء علاقات جيدة والحفاظ عليها بكفاءة وهي:
1. أعمل على تكوين علاقات متنوعة وحافظ عليها: تمتع بعلاقات متعددة مع الرؤساء والزملاء والعملاء والأصدقاء، فكل هؤلاء سوف يساهم بصورة مباشرة أو غير مباشرة في بناء مستقبلك الوظيفي.
2. ركز على العلاقات لا الشخصيات: في علاقاتك مع الآخرين ركز على نوعية العلاقة بغض النظر عن شخصية طرف هذه العلاقة.
3. طبق نظرية المنافع المتبادلة: لكي تستمر العلاقة مع الآخرين يجب أن تكون هناك منافع متبادلة بين أطراف هذه العلاقة بحيث لا يشعر أحد الأطراف أنه وقع في موضع الضحية؛ وأتذكر هنا كلمة لأحد أساتذتي يقول لي فيها: "أجعل زملاءك بصفة خاصة ومن حولك من الناس يشعرون بأنك قادر على تقديم خدمات متميزة لهم".
4. تجاهل المضايقات الصغيرة: كُفّ عن التركيز على التوافه من الأمور وركِّز على الأمور الهامة والتي تؤثر على العلاقة.
5. ضع لنفسك علامات تحذير: كن مراقباً لنفسك فهل بدأت تتصرف بسلبية أو بإيجابية تجاه الأشخاص أو المواقف، وهل يؤثر ذلك على مستقبلك الوظيفي؟
6. أختر مستشاريك بعناية: أنت بحاجة مستمرة إلى دعم من حولك، ولكن يجب أن تختار أشخاصاً يتصفون بالحكمة والموضوعية حولك يرشدونك ويوجهونك كي تستنير بآرائهم وأفكارهم.
كيف تبتعد عن المشاكل:
تعلم كيفية الانسحاب من المواقف الخاسرة بالنسبة لك، ولا تفسر ذلك بالجبن أو الضعف، وإنما سمِّه حلاً للخلاف، وتجنباً للوقوع كضحية.
متى تتنازل:
يُعدّ التنازل من أجل حماية مستقبلنا وعلاقتنا ذكاء اجتماعياً؛ لأنه:
- يُكوِّن منافع جديدة
- فعند قبولك أفكار الآخرين عن التنازل يُعد ذلك مكسباً لك
- وبالذات عندما يكون التنازل هو الوسيلة الوحيدة لاستعادة العلاقة.
اجعل الخطة (ب) جاهزة:
يجب أن يكون لديك خيار بديل لمستقبلك الوظيفي والخطة (ب) تتضمن الخطوات التالية:
- أن تعمل بأقصى كفاءة في وظيفتك الحالية، تقول الحكمة: يقول الشاعر:
الجد في الجد، والحرمان في الكسل فانصب تُصِب عن قريب غاية الأمل
- أن تتعرَّف جيداً على قيمتك كشخص مهني في سوق العمل، بمعنى أن تعرف مقدار راتبك والمميزات التي ستحصل عليها إذا عملت في مكان آخر مشابه لمكان عملك الحالي.
- ضاعف من شبكة علاقاتك مع الآخرين لاكتشاف فرص عمل أفضل، تقول الحكمة: "غُبارُ العَمَل ِ ولا زعفران البطالة".
- موقفك أثمن ما لديك فحافظ عليه: تساهم نوعية المواقف بمقدار الكفاءة والإنتاجية، فكلما كانت مواقفك إيجابية كان ذلك دليلاً على كفاءتك وإنتاجيتك العالية والعكس صحيح؛
ولكي تتخذ مواقف إيجابية عليك بهذه الأساليب:
0 استخدم أسلوب (الوجه الآخر) للموقف بمعنى: أنظر إلى المواقف من زوايا متعددة غير النظرة السلبية!؛ أي حاول أن تبحث عند حدوث المشاكل عن بعض الفوائد في حدوث تلك المشاكل لك.
0 ألعب أوراقك الرابحة، أي ركّز على الأمور الجيدة التي تُبدي لك الأمور السيئة صغيرة.
0 أعزل نفسك عن الهموم الكبيرة، أي قاوم بشدة تلك الهموم التي أفرزتها المشكلة، وادفعها عن ذهنك كي لا تؤثر على أدائك.
0 شارك بموقفك الإيجابي مع الآخرين: اجعل الموقف الإيجابي الذي تتخذه يتعدى إلى غيرك ممن هم حولك.
0 انظر إلى نفسك بشكل أفضل: وكوِّن لنفسك صورة إيجابية لكي تعيد التوازن لنفسك، وتصبح نفسيتك مستقرة.
لعلك تلاحظ معي أن كل الأساليب السابقة هي نابعة من العلاج المعرفي، والتي نُعلِمُها كأطباء نفسيين دائماً لمرضى الاكتئاب أو القلق، ولقد ذكرني بعضٌ من الأساليب السابقة بموقف لفولتير الفيلسوف والأديب والثائر الفرنسي الحُر (الشديد الاعتداد بذاته)، وأحد مُشعِلي ومؤججي الثورة الفرنسية، والأب الروحي لنابليون بونابرت والقائل "العمل أبو اللذة ومصدر السعادة".
كيف حوّل فولتير خسائره إلى مكاسب؟
كان فولتير يعيش في المنفى في لندن في وقت كانت فيه العواطف المُعادية للفرنسيين في أوجها، وذات يوم عندما كان يسير في الشارع رأى نفسه محاطا بحشد غاضب من الناس الذين راحوا يصرخون قائلين: "اقتلوه، اقتلوا هذا الفرنسي".
فخاطبهم فولتير بهدوء بهذه الكلمات: "يا أبناء إنجلترا: إنكم ترغبون في قتلي لأنني فرنسي، ألا يكفيني عقوبة أنني لم أولد إنجليزيا".
فهتف المتجمهرون لكلماته المتعقلة، لقد دغدغ عواطف العامة من الإنجليز؛ فرافقوه بسلام إلى مكان سكناه، وبدلاً من أن يقتلونه هتفوا له وخلدوا ذكراه، لقد تنازل فولتير بذكاء شديد وحكمة منقطعة النظير للجماهير الإنجليزية الغاضبة؛ فزادت أسهمه لديهم وتحول إلى بطل بمجاملة عاطفية رقيقة أسرت قلوب الجماهير الحانقة من الشعب الإنجليزي، ولم يكذب فولتير فيما قاله من مجاملة؛ فالإنجليز وإن كان لديهم عيوب عامة كأي شعب إلا أن لديهم صفات حميدة تجعل من الكثيرين من أبناء الشعوب الأخرى يتمنون لو وُلدوا وعاشوا كإنجليز!!.
كيف تبني علاقة ودودة مع رؤسائك؟
0 تذكر أنه لا يستطيع أحدنا أن يختار رئيسه في العمل، فهو يُفرض علينا ممن هو أكبر منه مركزاً.
0 أدرس نقاط القوة في تفكيره وتصرفاته من أجل الاستفادة منها.
0 تعرف على مزاج رؤسائك وانفعالاتهم وميولهم، وطريقتهم في الحديث والمناقشة، وتجنب الأمور التي تثير أعصابهم أو تعكر مزاجهم.
0 عزز علاقتك برئيسك بلمسة شخصية أو مجاملة لطيفة (مجاملة صادقة ليس فيها كذب أو نفاق كمجاملة فولتير للجماهير الغاضبة عليه)، أو بهدية جميلة، وعليك أن تُظهِر له الود والترحاب.
0 إذا كنت تود إثارة موضوعاً للمناقشة مع رئيسك فيجب أن تدرسه جيداً، وتجمع البيانات اللازمة عنه، وأن تختار الوقت المناسب لعرضها.
0 تسلح مع رئيسك بالكلمة الطيبة الصادقة التي لا نفاق فيها (كي يستمر احترامك لنفسك وكذلك احترامه لك).
0 تجنب الغضب أو الانفعال الشديد مع رئيسك، وتذكر أن ذلك يفقدك التفكير السليم.
0 أصغ إلى رئيسك عندما يصدر لك أمرا، وتعرف على ماذا يريد رئيسك منك، وما نوع العمل الذي يريده، وما هي طريقة الأداء التي يطلبها والزمن المحدد لهذا الأداء.
0 حاول أن تتجنب التردد والخوف وإبراز أخطاء رئيسك، وكن هادئاً في عرضك، وتجنب كذلك الإطالة المملة أو الاختصار الشديد.
0 أقبل عذر رئيسك إذا اعتذر إليك وتفهم تفسيره للموقف لأنه بلا شك أكثر إدراكاً منك.
0 حاول أن تتعرف على أحلامه وأمنياته وساعده فيها من أجل أن يساعدك هو أيضاً في تحقيق أحلامك.
يتبع >>>>>>>>>>> صفات القائد الإداري الناجح