الفصل الثامن عشر
هناك ثلاث صفات لا بد من توفرها في القائد الإداري الناجح:
- صفة عقلية خالصة: وهي القدرة على معرفة القرار الصحيح، الحكمة هي جوهر الصفة الأولى.
- صفة نفسية خالصة: وهي القدرة على اتخاذ القرار الصحيح، والشجاعة هي جوهر الصفة الثانية.
- مزيج من الصفة العقلية والنفسية: وهي القدرة على تنفيذ القرار؛ والمهارة هي جوهر الصفة الثالثة، وهذه المهارة تشمل فيما تشمله: القدرة على التحفيز, والقدرة على شرح القرار, والقدرة على إزالة العقبات, والكثير من الصبر.
واجبات الإداري الناجح:
إنك لا تستطيع أن تجعل الآخرين ينفذوا ما تريد أن ينفذوه, ويمتنعوا عما تريد أن يمتنعوا عنه إلا عن طريق ثلاث دوافع:
أ- الحب والاحترام.
ب- الرغبة والثواب.
ج- الخوف والعقاب.
ومن هنا على الإداري -الناجح- أن يبدأ بتحفيز الآخرين عن طريق الحب والاحترام, أن تحبهم فتجعلهم يحبونك, وتحترمهم فتجعلهم يحترمونك, وسوف تجد كل رغباتك قد تحققت، وعندما يتعذر الوصول إلى الهدف عن طريق حب واحترام من يعملون معك كمرؤوسين فعندئذ يمكنك أن تلجأ إلى الإغراء والثواب والتهديد بالعقاب، وعندما يفشل هذا المسعى, وعندها فقط, لك أن تلجأ إلى آخر العلاج: العقاب بعد التلويح به أولا، الإداري أو القائد الناجح هو كملكة النحل؛ فهو والد وأب لكل من يعملون تحت قيادته، ولكنه في نفس الوقت لا يسمح بالكسل والإهمال في نطاق إدارته، كما تفعل ملكة النحل والشغالة في قتل وطرد الذكور الكسالى التي لا تعمل بالخلية بعد تلقيح الملكة، تقول الحكمة: "كن في الدنيا كالنحلة، إن أكلت أكلت طيبا، وإن أطعمت أطعمت طيبا، وإن سقطت على شيء لم تكسره ولم تخدشه".
الالتزام بالوعود:
على الإداري أو القائد الناجح أن يلتزم بوعده وكلمته؛ وذلك حتى لا يفقد مصداقيته أمام مرؤوسيه، وعلينا ألا ننسى القول الحكيم: "الرجل العظيم يحب البطء في أقواله والسرعة في أعماله"، وكذلك المقولة: "الأقوال لا تصدقها إلا الأفعال".
ضعف الذاكرة هو الأصل!!
احرص على تسجيل كل شيء (وعود، اتفاقات, نتائج اجتماعات)، لأن قوة الذاكرة ليست من سمات غالبية الناس.
ضبط وقت العمل:
إن ضبط وقت العمل أو الدوام ليس معضلة كبرى كما يتصور البعض، وصول الرئيس في الموعد المحدد يضمن وصول بقية الموظفين في هذا الموعد, مع بقائه إلى نهاية الوقت المحدد للعمل كفيل ببقاء الجميع مثله.
ابحث عنه!!:
ابحث عن شريك فعلي يتحمل المهام معك, حتى تجد الوقت الكافي للتأمل والتخطيط للمستقبل.
افتح المجال:
افتح المجال أمام الآخرين وسوف يذهلك ما تراه من منجزاتهم.
تعرف قبل أن تعمل:
لا تذهب إلى عمل جديد إلا بعد أن تعرف كل ما يمكن معرفته عن العمل الجديد, إما باللقاء ببعض العاملين فيه, أو بالقراءة عنه, أو بهما جميعا.
اختبرها بنفسك:
اختبر بنفسك الخدمة التي يقدمها الجهاز الإداري الذي تعمل فيه، لا تختلق جدوى غير موجودة!، لا ينبغي للرئيس الإداري –مهما كان تعلقه بالمؤسسة التي يرأسها- أن يختلق جدوى غير موجودة, وأن يحرص على توسع لا ينفع.
لا محاباة في العمل:
لا يجوز للإداري -مهما كانت عواطفه الإنسانية نحو زميل- أن يبقيه في موقعه - إذا كان بقاؤه يعرض العمل أو الآخرين للخطر.
لا تخضع للابتزاز:
على المدير الناجح ألا يخضع للابتزاز (ابتزاز الاستقالة, ابتزاز الإضراب، ابتزاز الإهمال في الأداء، ابتزاز العصيان للأوامر،....)، وعليه أن يخبر من يريد الاستقالة أن كل الأبواب مفتوحة، لا يستطيع الإنسان أن يحيا حياة طبيعية في ظل الابتزاز مهما كان نوعه، والابتزاز في هذا المجال لا يختلف عن الابتزاز في كل مجال، إذا قبلت الابتزاز مرة فسوف تضطر إلى قبوله إلى الأبد.
لا تتردد:
على القائد الإداري ألا يتردد في اتخاذ القرارات الضرورية، ولو كانت مؤلمة (مثل تغيير موقع موظف أو فصل موظف من العمل لعدم جديته)، وإذا لم تكن للقائد الإداري القدرة على نقل موظف -لم يعد قادرا على العمل مثلا- من موقعه, فمن الأفضل ألا يتصدى للقيادة الإدارية.
التنظيم قبل التخطيط:
لكي تخطط لعمل جهاز ما, يجب أن تكون الصورة الإدارية للجهاز متضحة في أذهان المخططين، يقول بيرك: "التنظيم أساس راسخ لكل عمل جديد"، بعض الإداريين يخطئون خطأ بيناً عندما يبدؤون التخطيط بجهاز لم يستكمل مقوماته التنظيمية؛ فقبل الشروع في العمل عليك أن تحدد لكل عمل يوما محددا، وأن تعين لكل جزء من هذا العمل وقتاً ليكون مرؤوسيك على بينة من واجباتهم، يقول المثل الإيطالي: "حيث النظام تجد الطعام، وحيث الفوضى تجد الجوع".
لا ينال العلم مستح:
لا تستح أبدا أن تعترف بجهلك، وأن تعالجه بخبرة الخبراء؛ فالإنسان الذي يعرف نقاط ضعفه يملك فرصة حقيقية في تحويلها إلى نقاط قوة، يقول ابن قتيبة: "لا يزال المرء عالما ما دام في طلب العلم، فإذا ظن أنه قد علم فقد بدأ جهله".
الإعلام والإنجاز:
لا يمكن أن يكون القائد الإداري فعالا إذا ظلت إنجازاته طي الكتمان، جزء مهم من فعالية القائد أن يكون فعالا أمام رؤسائه ومرؤوسيه والناس، وهذا قد يتم عبر وسائل الإعلام المختلفة، ولكن الإعلام بدون انجاز حقيقي جعجعة لا تلبث أن تهدأ دون أن تترك خلفها طحينا، يقول فيكتور هوجو: "لا ندرك حقيقتنا إلا بما نستطيعه من الأعمال".
تناقض!
عندما يتلقى موظف تعليماته من مرجعين: أحدهما أعلى من الآخر ؛فإنه سوف ينزع إلى تجاهل التعليمات الصادرة من المرجع الأدنى.
تحمل التبعات
إذا كان القائد الإداري يتلقى -راضيا مسرورا- المديح عن كل انجاز فعليه أن يتقبل -راضيا- المسئولية عن كل خطأ. القائد الإداري الذي ينسب النجاح إلى شخصه ويعلق الفشل في رقبة مسئوليه؛ يستحيل أن يحظى بثقة العاملين معه، وبعد قترة يخاف العاملون مغبة الخطأ فلا يعملون شيئا وينعدم الانجاز.
الطريق الطويل:
عبرة للقائد الإداري: إذا كنت تريد النجاح فثمنه الوحيد سنوات طويلة من الفكر والعرق والدموع.
لا تستعجل:
على صانع القرار ألا يتخذ أي قرار إلا إذا اكتملت أمامه المعلومات .
الروتين:
لا يوجد عمل -مهما ارتفع شأنه ومقام صاحبه- يخلو من مشاغل روتينية.
الصلاحيات قبل اتخاذ القرارات:
لا تتعامل مع أي موقف دون أن يكون لديك الصلاحيات الضرورية للتعامل معه.
قيادة الاجتماعات:
سر النجاح في قيادة المجالس (الاجتماعات) أمران سهلان وصعبان في نفس الوقت هما:
0 التحضير الكامل: وذلك بأن يكون مستوعبا لكل مادة على جدول الأعمال, وقادرا على الإجابة على كل تساؤل يمكن أن يثيره الأعضاء، إذا لم يفعل ذلك فقد تسير الأمور في غير الاتجاه الذي يريده, أو تنتهي بغير قرارات حاسمه؛ أي أن الرئيس عليه أن يبذل قبل كل جلسة أضعاف ما يبذله أي عضو آخر.
0 احترام مشاعر الأعضاء ورغباتهم: فقد يختلف معك أحد الأعضاء, فليس من الحكمة أن يحاول الرئيس الضغط أو يطلب التصويت، هناك عدة بدائل:طلب تقرير مفصل عن نقطة الخلاف, تشكيل لجنة لبحث الموضوع (يفضل أن تكون برئاسة العضو المخالف), أو أن يطلب التأجيل في البت إلى جلسة قادمة وهذا أضعف الإيمان.
كن آخر من يتحدث:
على رئيس المجلس أن يكون آخر المتحدثين عند بحث القرارات ومناقشتها.
أعمل واخطـأ:
إن الذي لا يخطئ هو الذي لا يعمل.
خطأ شائع:
الإداري الناجح -على خلاف ما يتصور الناس- ليس هو الإداري الذي لا يمكن أن يستغني العمل عن وجوده لحظة واحدة, بل على النقيض من ذلك تماما، الإداري الناجح هو الذي يستطيع تنظيم الأمور على نحو لا تعود معه للعمل حاجة إلى وجوده.
لابد من تحمل الشخصية القوية:
اختيار المساعدين الأكفاء نصف المشكلة, والنصف الآخر هو القدرة على التعامل معهم. الذي يريد مساعداً قوي الشخصية, عليه أن يتحمل متاعب العمل مع هذه الشخصية القوية، أما إذا كنت لا تريد أن تسمع سوى "نعم، نعم، نعم!" فمن الأسهل -والأرخص- أن تشتري جهاز تسجيل، أما إذا كنت تريد بالفعل مشاركة الرجال عقولهم فعليك أن تتذرع بصبر لا حدود له.
يتبع >>>>>>>>>>> الفرق بين المدير العربي والغربي نقطة