الفرق بين المدير العربي والغربي نقطة
الفصل الثامن عشر
كيف نوطد علاقاتنا بزملائنا في العمل؟، كيف نفتح نوافذنا عليهم ونجعل علاقاتنا بهم تفاعلية؟،
- إذا هاجمك أحد الزملاء لأي سبب، حاول أولاً أن تمتص غضبه، حاول ألا تنفعل، ولو كان لك عنده حقاً فلا تتعجل في أخذ حقك، فإن كان لك حقاً فستأخذه منه وهو صاغر ولو بعد حين.
- إذا انتقد أحد الزملاء تصرفاً أو سلوكاً بدر منك فلا تحاول أن تكون دفاعياً في ردودك، بل أدر معه حواراً منطقياً إيجابياً لبقا.ً
- تيقن أن زميلك الذي يتعامل معك هو المرآة التي من خلالها تستطيع تحسين صورتك وسلوكياتك من خلال نصحه وحديثه تستطيع أن تغير من عاداتك وتصرفاتك.
- إذا كنت ناصحاً، فقدم عامل الحب والأخوة قبل توجيه النصيحة.
- تقبل انتقاد زملائك، وعدل من سلوكك في ضوء صحة هذا النقد، فهذا يدعوهم إلى تقديم ما لديهم لك لاسيما وأنك أعطيت لهم الإحساس باستفادتهم منك.
- أنصت بفاعلية إلى زملائك ولا تقاطعهم.
- لا تجعل تصرفاتك وسلوكياتك محل النقد، استمع إلى وجهات نظرهم جيداً وتفهم وجهات نظرهم في هذه الملاحظات.
- لابد أن يكون حوارك مع الزملاء بطريقة جيدة تحتوى على الاحترام والتقدير الكاملين لمن أمامك.
- حاول أن تجتهد في البعد عما يكرهه الآخرون ويعكر صفو علاقتك معهم.
- أشرك زملاءك الذين ترى منهم الرشد في مشاركتك في اتخاذ قراراتك، فهذا يشعرهم بقربك منهم، وسيبادلونك بلا شك هذا التصرف.
- إذا علقت على أحاديث الآخرين، فانتق تعليقات جميلة وتجنب الاستهزاء والسخرية.
- اختر الوقت المناسب والمكان المناسب والحالة النفسية لزيادة التفاعل بينك وبين الزملاء.
كيف توثق الروابط مع رؤسائك وزملائك في العمل؟!
ذكرت في السطور السابقة بعض المهارات الإنسانية في معاملة الرؤساء والزملاء في العمل؛ والآن أزيدك من تلك المهارات اللازمة لتنمية العلاقات الإنسانية مع كل من حولك؛ كي تبني علاقات ناجحة مع رؤسائك وزملائك في العمل, وأن تتواصل معهم بشكل جيد, وأن تنجح في التعامل مع من حولك بصورة عامة، ومع رؤسائك وزملائك في العمل بصورة خاصة:
- كن واقعياً، وتقبل الآخرين كما هم، وتجاوز عن أخطائهم ولا تركز عليها.
- حاول أن تنظر إلى الأمور بمنظارهم هم, حاول أن تساعدهم ليحصلوا على ما يريدون؛ وذلك حتى تحصل أنت على كل ما تريد.
- حاول أن تراهم على أنهم بشر يستحقون الاحترام, وأن تجد في ضعفهم فرصة لمساعدتهم وحبهم ومحاولة تغييرهم إيجابيا نحوك.
- امتدح الآخرين ما أمكنك، واكتشف طاقتهم الإيجابية، وقم بالثناء عليها.
- عند وصولك للعمل امتدح أحد الأفراد, وفي الغداء انظر إلى آخر تمدحه, وقبل العودة إلى البيت مساء تأكد من أنك قد امتدحت شخصاً ثالثاً من زملائك بما هو إيجابي فيهم وليس نفاقاً.
- كن متقناً لعملك ولدورك المطلوب منك، وقدم يد العون للآخرين في نواحي تميزك.
يقول الشاعر واصفاً أفضل الرجال:
وأفضل الناس ما بين الورى رجلاً
تُقضى على يده للناس حاجات
قد مات قوم وما ماتت مكارمهم
وعاش قوم وهم في الناس أموات
- تحمل قليلاً إذا أخطأ الآخرون في حقك، عاتبهم ولكن بمودة ولطف.
- لا تتعامل مع زملائك بروح المنافسة، ولكن تعامل معهم بروح الفريق المتعاون لتحقيق أهم أهدافه.
- تعرف على مشكلات الآخرين وعلى همومهم, حاول الوقوف بجوارهم أثناء الأزمات وأوقات السعادة.
- تحدث مع الناس فيما يهتمون به، طموحاتهم وأحوال أبنائهم, الناس يحبون أن يتحدثوا عن الأشياء التي يهتمون بها, وقد يفردون لذلك وقتاً كبيراً؛ وكما يقولون: حدثني عن نفسي وأنا أستمع إليك كثيرا.
- لا تفترض في الآخرين افتراضات سلبية ثم تتعامل معهم بناء عليها، دع الأيام تظهر لك عن شخصية الإنسان الذي تتحدث معه.
- إذا دار بينك وبين الآخرين أي حوار أو حديث وكانت آراؤك محلا للصحة والقبول فدع الآخرين يحتفظون بماء الوجه.
- لا تتردد في الاعتذار إذا وقعت في أي خطأ، تقدم لمن أمامك وحاول أن تسترضيه لكن بالطريقة التي يقبلها.
تدريب على تأكيد الذات في العمل
هل تتذكر معي قصة مدام نجوى التي ذكرتها في الفصل الأول من هذا الكتاب؟، وكيف كانت مُستغَلة في العمل أسوأ استغلال، لقد سألني أحد الزملاء الأعزاء قائلاً: لقد ذكرت لنا قصة مدام نجوى ولكنك لم تذكر لنا كيف تحل مدام نجوى مشكلة الاستغلال التي تواجهها هي والكثير من أمثالها ـالمهضوم حقوقهم– في العمل؟!؛ والإجابة عن هذا السؤال الحيوي والهام موجودة على صفحات الفصول السابقة ولكن تعالوا جميعاً نتذكر سوياً قصة مدام نجوى، ونتذكر أيضاً مُختصر العلاج اللازم لمثل تلك الحالات:
مدام نجوى وتأكيد الذات
نَظرتَ مدام نجوى إلى ساعتِها والتي تشير أرقامها إلى الخامسة وعشر دقائق عصرا، بالطبع سيكون زوجها أحمد غاضباً منها، وحانقاً عليها لأنها تأخرت في عملها، والذي من المفروض أن ينتهي في تمام الساعة الرابعة عصراً!، وهذا الوقت الإضافي الذي تقضيه مدام نجوى في العمل لا تتقاضى عنه أي أجر إضافي!.
وفي نفس الوقت رئيستها في العمل مدام منى حضرت إلى مكتب مدام نجوى وعلى قسمات وجهها علامات التوتر والقلق، وطَلبَت مِنْها إعداد تقريرِ هام لاجتماع مجلس الإدارةِ، والذي سينعقد مبكرا في صباحِ اليوم التالي!!، وبالطبع ستكون مدام نجوى من المبكرين في حضور مثل هذا الاجتماع الهام؛ لأنها المسئولة عن تحضير وتسجيل هذا الاجتماع!!، وكأن هذه المؤسسة لا يعمل فيها أحد إلا هي!!.
أضف إلى ذلك أي أمر صعب يحتاج إلى الإنجاز السريع، وذلك بعد فشل الآخرين في إنجازه، يقوم الإداريون في المؤسسة بتحويله إلى مدام نجوى لإنجازه وبسرعة!!!، وأصبح مثل هذا الأمر متكررا، تخيل أنت مقادير الغضب والحنق والارتباك واضطراب المشاعر الذين من الممكن أن يعاني منهم من هو يعيش معاناة مدام نجوى!!!، ماذا يمكنك أَنْ تَعمَل لو كنت تعاني ما تعانيه مدام نجوى؟، وكَيْفَ لك أن تُعبّر عن مشاعرك عندما تواجه مثل هذا الإحباط المتصاعدُ؟!، ليس هناك أجوبة سهلة، لكن هناك أجوبة، إذا كنت راغبا في بَذل بعض الجُهد؛ فالأمر قَدْ يَتطلّبُ منّك أن تَقُومُ ببَعْض التغييراتِ في حياتِك، وبداية فتُغييّرُ نفسك هو تحديا صعبا، ولَيسَ سهلاَ، ولَكنّ بالإمكان إنجازه وتحقيقه.
والآن أعتقد أنك تُصنِّف مدام نجوى كواحدة من الحمائم الذين لا يقولون "لا" لأحد، وهذا هو الذي يؤدي إلى استغلالها دائماً.
إنها بحاجة أن تقول أولاً "لا" للعمل في غير مواعيد العمل الرسمية إلا بأجر إضافي عن ذلك العمل.
عليها أن ترفض القيام بعمل زملائها الكسالى أو المتغيبين عن العمل من الصقور المُستغلين.
عليها أن تحدد الأولويات في عملها فإنجاز الأهم أولاً ثم المهم... وهكذا؛ لذا عليها أن تجلس مع رئيستها المباشرة، وأن تحدد معها أولويات العمل من وجهة نظر مديرتها، ولا مانع من أن تحدد لها رئيستها المباشرة "توصيف لوظيفتها كسكرتيرة"، وهذا التوصيف مكتوب ومُوقَّع عليه من نجوى وكل مديريها لو أمكن.
من المهم أن تتعلم مدام نجوى مهارات الرفض في الوقت المناسب ولو بلغة الجسد أولاً.
عليها التدرب على "عكس الأدوار" مع زوجها، أو مع أختها، أو مع من تحب من صديقاتها.
وهذا كله غيض من فيض من وسائل تأكيد الذات التي تم ذكرها في الفصول السابقة.
يتبع >>>>>>>>>>> معاملة المرؤوسين