مهاتير محمد في مكتبة الإسكندرية
أرسل محمد حسن حسن (مصر، طالب بكلية الهندسة، 24 سنة) يقول:
السلام عليكم
جزاكم الله خيرا على إضاءة جانب هام جدا من حياة المسلمين (النمور الأسيوية)، ولن أقول لك أنها تجربة شابها بعض الأخطاء كأي تجربة ولكن هناك بعض الحركات والأحزاب ترفض مهاتير محمد لأنه لم يقم بالتطوير الكافي فلم يجعل اللغة التعليمية العامة لغة عربية أو ماليزية ولكنها ظلت مرتبطة بالإنجليزية وهناك جنود مجهولون في تنمية ماليزيا منهم الدكتور أنور إبراهيم والذي حظي أخيرا بمقعد في البرلمان الماليزي ويتوقع تصعيده مكان أحمد بدوي رئيس الوزراء الحالي ويعتبر الماليزيون الأسوياء أن مهاتير محمد بدون وجود رجال حوله مثل أنور إبراهيم لانحرف إلي الاتجاه الرأسمالي.
والطريف أيضا أن مهاتير محمد حفظه الله كان قد اهتم بأجمل مدينة عنده (بيوترا جايا) ولكن وزير المالية المحترم دكتور أنور نصح دكتور مهاتير بأن يوزع الإنفاق علي المدن الماليزية بالتساوي وكفى بيوترا جايا ما صرف عليها وهي حقا مدينة رائعة رأيت نورها ليلا ونهارا من خلال عائلتي الماليزية، وهم عائلة ماليزية الأصل أصدقاء لنا ولهم فكرهم وتوجهاتهم الحزبية بدون أي خوف أو فزع وكم تناقشنا عن ماليزيا ولماذا لا يعشق بعضهم مهاتير محمد كما أسلفت ذكر اللغة وأنة لم يطور ماليزيا بالقدر الكافي؟
أن مشكلة الريف تبعا لحكايات عائلتي يقولون أنهم من أصل فلاحين ولا تزال أعقدة مودة حيث يعتبر البعض الفلاح مهنة وضيعة وأحد أسباب هذا هو وجود الاحتلال البريطاني في حقبة زمنية قريبة فقد نشأ عندهم مشكلة الطائفية (وأظن نحن ممكن نفتكر قضية مناظرة من بقايا الاحتلال أيضا& اسمها الأفندي والفلاخ وليس الفلاح).
هل تعلم سيدي الفاضل أن الجامعات هناك تنظم أسبوعا في الإجازت لزيارة القرى الريفية ويشرف رئيس الوزراء بنفسه علي هذا يكون في حدود 400 طالب في المجموعة الواحدة وكل أسرة عليها أن تتعايش مع أحد الطلبة فترة أربعة أيام تقريبا علي ما أذكر (مع مراعاة الآداب الإسلامية مثلا تختار البنت أسرة ليس بها شباب أو بدون أولاد، وكذلك الأولاد تبعا لبيانات تلك العائلات) ويحاول الشاب تبسيط علمه لهم وطرح أفكاره وفنونه عليهم في نطاق بيئتهم وهم يعلمونه الحياة الريفية ويرحبون به أشد الترحيب وذلك لسد الثغرة بين الأفندي والفلاح عندهم ((وليس الاستغناء عن الفلاحة كما نفعل نحن))، الزواج هناك يسير جدا أو شبة يسير في ماليزيا واندونيسيا، (عقبالنا) طبيعتهم تقترب من المصريين جدا حتى في الهزار وإلقاء النكات والتعليقات ولكن صوتهم منخفض وهادئين وأنا الآن من إعجابي بهم أدرس لغتهم في المستوي الثاني وأدعو سيادتكم لزيارة المركز الثقافي الإندونيسي (62 ش بابل المتفرع من شاع مصدق وهوه ول مبني في شارع بابل)، فرحت جدا لإمكانية تكلم الماليزيين عن وزرائهم ونقدهم واعتراضهم علي رئيس وزرائهم الأسبق والحالي زاختيار شخص مناسب مثل دكتور أنور
وللحديث بقية...
سلام دكتور
* تعليق الأستاذ الدكتور مصطفى السعدني:
الابن المهندس محمد حسن
سعدت كثيرا بمشاركتك، وأعجبني فيها طرحك لبعض ما سمعته عن ماليزيا من أسرة ماليزية صديقة، ومن جميل ما طرحته محاولة دمج طلاب الجامعة بالأسر الريفية، ومحاولة تبادل الخبرات بينهم؛ لتقليل الفجوة الثقافية بينهم، وليتنا نفعل ذلك ببلادنا العربية.
كما أعجبني انطباعك عن الشعب الماليزي وروح الفكاهة المرح لديهم، ولكن دعني أضيف لكل ما ذكرته من أخلاقيات الشعب الماليزي ما لمسته أنا وغيري فيهم ممن زاروا ماليزيا، أو احتكوا بالحجاج والمعتمرين مثلا؛ يتميز الماليزيون بطيبة خلق منقطعة النظير لدرجة أنني بعد زيارة بلدهم تقريبا في عامي 2001 و2003 كرهت زيارة الدول الأوروبية وأمريكا، وبالذات المالاي وهم سكان ماليزيا الأصليون ويمثلون حوالي 70% من سكان ماليزيا، وغالبيتهم من المسلمين، وشيوخهم غالبا من خريجي كليات الأزهر، وعندما تخبرهم أنك مصري أو عربي فهم يكادون يحملونك من على الأرض حملا حبا وودا وتكريما!!!؛
وهم ودودون جدا كالمصريين ولكن دون أن يفكر أحدهم في خداعك والتغرير بك، وهم في غاية النظافة والنظام والدقة، والحمد لله ليس لديهم الفهلوة المصرية، وذلك من أسباب نجاحهم، وليس لديهم من الكبر أو الغرور ذرة، عقبالنا يارب، عندما تنزل من المطار وأنت قد أعددت ورتبت مسبقا مع أي مكتب سياحي تفاصيل زيارتك في بلدك؛ فتوقع أن تجد خدمات أكثر بكثير مما دفعت!!، وبالتزام شديد، وأظن أن هذا الإحساس بالمسئولية وضرورة الالتزام هو أحد أهم أسباب نهضة هذا الشعب، وهناك 20% من الهنود الأصل أحضرهم الإنجليز إلى مدن ماليزيا للعمل، أثناء احتلال بريطانيا لهذا البلد، يتبقى 10% من الصينيين، وهؤلاء كالصينيين في كل مكان هدفهم الأساسي جمع المال والسيطرة على الاقتصاد؛ وبكل الطرق، وأي الطرق!!، زرت في جينتنج أكبر كازينوهات القمار بجنوب شرق آسيا (للفرجة فقط)، ويمتلكها الصينيون بالطبع، وركبت فيها أطول تلفريك، والمناظر منه على الغابات الاستوائية في غاية المتعة والإبهار، وليس مزدحما ولا مملا كالموجود ببورصة في تركيا، أما لينكاوي فجزيرة تتعانق فيها الطبيعة، الخضرة في كل مكان والشواطئ الساحرة الهادئة المياه ممتدة على شواطئ تلك الجزيرة، وطعم الأسماك وهمي، وأسعاره كذلك، والمزارع تجد فيها القردة مع الأبقار مع الدجاج والبشر والسيارة البروتون "شبيهة اللانسر"، ولا تسألني كيف يجتمع هؤلاء في مكان واحد؟؟!!، وأرد عليك قائلا: سبحان الله، له في خلقه حكم وشئون!!.
أما بيننج فيمتلكها تقريبا الصينيون، وهي من أكبر مراكز إنتاج وتوزيع الإلكترونيات بماليزيا، وفنادقها رائعة أيضا ولكنها ليست بجمال طبيعة وطيبة أهل لينكاوي، أما كوالا لامبور فحدث عن العظمة في البناء والازدحام والشموخ ولا حرج!، ويكفي البرج المزدوج لشركة بتروناس البترولية الشهيرة، وأسواق الإلكترونيات والموبيلات والكومبيوتر وغيرهم؛ تهوس بمعنى الكلمة، كم أحن لزيارة ماليزيا مرة ثالثة؟!، وأستمتع بترحيب أهلها بنا وودهم وبشاشتهم الدائمة غير المنقطعة، وبلا غرض!!.
أما رأي أحد مديري الفنادق بالمدينة المنورة عن انبهاره بنظافة ونظام والتزام الحجاج الماليزيين، فهي منقطعة النظير!!!، لدرجة أنه يتمنى أن يستأجروا الفندق منهم في كل موسم حج أو عمرة، أما الحجاج المصريون فلن أقول لكم رأيه فيهم كمجموعات تفد على الفندق الذي يديره -وهو مصري– مثلنا ومثلهم؛ وذلك كي لا يحزن أحد، أظننا كمصريين وكعرب بحاجة إلى إعادة نظر في سلوكياتنا وأخلاقياتنا، دون أن نظل نلقي باللائمة مرة على حكامنا، ومرة على الاستعمار وأعوانه، ومرة على آبائنا وأجدادنا، وكأنه لا دخل لنا فيما نعانيه من مشاكل وصعاب وأزمات!!!:
نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا
والله يا باشمهندس أنا موجوع القلب من أحوالنا وما نعانيه، وغاية أملي أن ننهض نهضة شبيهة بنهضة الشعب الماليزي، وعلى الله صلاح الحال والمآل.
وإن كان بعض الماليزيين يعيبون على مهاتير محمد أنه لم ينهض بماليزيا في كل المجالات، فليت المسئولين في بلادنا يقومون بتحقيق ما حققه هذا الرجل -ومن معه من أشخاص مخلصين- في 20 عاما فقط لا غير، وبعد أن كنا نستهزئ بكوالا لامبور كمنفى للبشر، أصبح الواحد منا يتمنى فقط زيارتها وزيارة ما حولها من مدن ماليزيا الجميلة النظيفة المأنوسة والودودة بأهلها.
أكرر لك شكري الجزيل على مشاركتك يا با شمهندس، ولك مني كل التحية والود والتقدير.
يتبع >>>>>>>>>>> تأكيد مهاتير محمد لذاته