فكرة الوطن القائد، تغيب عن النظام السياسي المتأخر، وتتغلب عليه فكرة الحزب والشخص القائد، مما يتسبب بتداعيات قاسية وانهيارات مدمرة. ذلك أن الأوطان يتم إقرانها بالكرسي، بمعنى يكون نسبها للحزب والشخص والفئة، مما يحقق أفدح الأضرار بها. فعندما يكون غير الوطن هو القائد، يتحول الوطن إلى تابع، وحالما يسقط المتبوع يسقط الوطن معه.
حصل ذلك في العراق وليبيا وسوريا واليمن ودول أخرى قلبت معادلة التفاعل ما بين الوطن والمواطنين، فبدلا من أن يكون الوطن هو القائد، صارت الحالة معكوسة.
وهذا يمكن تشبيهه، بأن الشجرة تقود البستان، أو البستان يقود الأرض المزروعة، بينما الواقع الموضوعي والبديهي، أن لا حياة للشجرة والبستان من غير التراب والماء والهواء، فلو انتفى الوعاء الذي هي فيه، تفقد وجودها وتموت. وكذلك الحال بالنسبة للأوطان وما فيها!!
والفرق بين الدول المتأخرة ودول العالم، أن الأخيرة تحقق آلية الوطن القائد، والأولى ترسخ آلية الكرسي القائد. وهذه معضلة حضارية أدت إلى تداعيات متفاقمة على مدى أكثر من قرن. فالدول المتقدمة أوطانها تقود، والمتأخرة أفرادها وأحزابها تقود.
ومعنى الوطن القائد، أن تكون مصالحه وسيادته وأمنه وسلامته من الأولويات، وأن تقرن جميع المساعي والنشاطات بتعزيز قوته وإسعاد إنسانه، وإطلاق الطاقات الإيجابية الكفيلة بتطوير قدراته وآليات تواصل أجياله وبناء حاضره ومستقبله. وعندما يكون الوطن قائدا، تتحقق السعادة والبهجة في ربوعه، وبعكسها يصاب بمقتل يتسبب له بسوء المصير!!
فهل سنتعلم مهارات الوطن القائد، فالحياة بانتماء ما في الوطن إليه؟!!
واقرأ أيضاً:
لن ينتصر الشر إذا انتصر الأشرار!! / سيشرق العراق!! / عندما تنطلق الشعوب!!